أندرو محسن يكتب: في الحلقة السابقة (4)

“لأعلى سعر”، المسلسل الخامس من بطولة نيللي كريم (كبطلة أولى) بعد 3 مسلسلات أولى ناجحة على مستوى الجمهور والنقاد، ومسلسل “سقوط حر” الذي لم يكن على المستوى المطلوب. فريق عمل جديد بالكامل: المؤلف مدحت العدل والمخرج محمد العدل، فهل نجح المسلسل بتخطي تراجع “سقوط حر”؟
  • نيللي كريم لا تبخل بإمكانياتها على شخصية جميلة، بالتأكيد أحبت نيللي أن تعود للظهور كراقصة باليه مرة أخرى على الشاشة.
  • مع ملاحظة أننا لسنا أمام شخصية تحتاج إلى موهبة خاصة كما في أعمالها السابقة، ليست مدمنة مثل “تحت السيطرة” أو تمر بأزمة نفسية مثل “سقوط حر”، بل هي امرأة عادية تمر بالأزمات التي يمكن أن تمر بالكثرين.
  • شخصية ليلى (زينة) الصديقة الخائنة لجميلة هي الشخصية الأفضل كتابة، فهي تكره بمنتهى الأمانة، ودون دافع سوى الحقد على جميلة لمجرد أن ما لدى جميلة ليس لها.
  • في المقابل، منذ أول ظهور لها في المسلسل، تبدو زينة قريبة في أدائها من الكثير من الأدوار السابقة، ومع ملابسها ومكياجها، يصعب التفرقة بين أدائها هنا وفي فيلم “بلبل حيران”.
  • بالرغم من اختلاف شخصية ليلى لكن السيناريو أضاع فرصة جيدة للتمهيد لظهور الجانب الأسود من هذه الشخصية، إذ نكتشف هذا منذ الحلقة الأولى، وبأسهل طريقة ممكنة، مشهد فلاش باك يكشف ما خططت له، لتنكشف الشخصية ويختفي التشويق وتغيب قوة المفاجأة.
  • اختيار المغنية راندا حافظ لدور شجن المغنية في المسلسل لم يكن الاختيار الأفضل، بالنسبة للغناء فلم تكن أغنيات أم كلثوم مناسبة لصوتها، بالنسبة للتمثيل فانفعالتها شابها بعض الافتعال في عدة مشاهد، بالإضافة إلى نظرها إلى الكاميرا بشكل خاطئ في بعض اللقطات.
  • بالإشارة إلى دور شجن، الأغنية التي أراد مخلوف (نبيل الحلفاوي) أن تغنيها هي أغنية خارج الزمن الحالي بالفعل، لا يوجد من يغني حاليًا كلمات مثل (السهد، الهجران)، وكذلك ليس البديل هو “بحبك يا حمار”. وليس معنى تقديم شخصية محبة للفن أن تكون عالقة في الموسيقى الكلاسيكية، وتحصر الجديد فيالمهرجانات.
  • فيما يتعلق بلقطات عزف الموسيقى ورقصات الباليه، كان هناك دائمًا اختيارات غير موفقة لزوايا التصوير.
  • لماذا تظهر أصابع نبيل الحلفاوي تعزف على آلة القانون وهو لا يجيد العزف بالفعل؟
  • لماذا تظهر رَقصات الباليه في لقطات قريبة لوجه الراقصة أو متوسطة للنصف العلوي فقط من جسم الراقصة في معظم اللقطات؟ ليست هذه الطريقة المثلى لتصوير الباليه، وكان يمكن إيجاد زوايا تصوير مختلفة للتغلب على عدم قدرة بعض الممثلات على الرقص.
  • هناك حاجة حقيقية لضبط إيقاع الحلقات. تبدأ الحلقة الرابعة مع ذهاب هشام (أحمد فهمي) لمناقشة رسالته، بينما يأتي لجميلة ألم المخاض فتدخل إلى المستشفى، ننتقل بعد هذا لمشاهد طويلة للأب مخلوف ثم بقية الأسرة، ثم مشهدين لليلى. عندما ظهر، بعد كل هذا، انتهاء كلًا من عملية الولادة ومناقشة الرسالة،كان هناك شعورًا بأن كلا هذين الحدثين قد استهلكا وقتًا أطول من الطبيعي، وكان يمكن تفادي هذا بمونتاج ينتقل بين كل هذه الأحداث بشكل متوزاي.
  • تحولات الشخصيات بعد لافتة “بعد ست سنوات” هي أكثر التفاصيل التي يصعب تمريرها في المسلسل.
  • جميلة راقصة الباليه ارتدت النقاب، أخوها الطبيب الذي يرفض الحجامة نجده مسؤولا عن عيادة الحجامة، والدها الذي يرفض أغاني المهرجانات نجده يعزف القانون مع فرقة مهرجانات.
  • مشكلة هذه التغيرات أنها جاءت بدون تمهيد منطقي للشخصيات، فما الذي دفع جميلة لارتداء النقاب؟ ولاحقًا ما الذي يدفع زوجها لخيانتها، باستثناء عبارة عابرة عن عدم اهتمامها بنفسها؟ كان الأجدر بالسيناريو تأسيس الشخصيات منذ البداية بشكل يسمح بهذه التحولات.
مشهد الحلقة السابقة:
  • استخدم المخرج محمد العدل لقطة طويلة  موظفة جيدًا في أول مشاهد المسلسل للتعريف بالشخصيات من خلال الانتقال بالكاميرا داخل البيت والمرور على الشخصيات لنتعرف على ملامحها الأساسية سريعًا.
  • عاد المخرج واستخدم اللقطة الطويلة بشكل غير مؤثر هذه المرة في مشهد سبوع ابنة ليلى، فالكاميرا تعرض الشخصيات التي أصبحنا نعرفها بالفعل، إلا شخصية واحدة كان ظهورها الأول هنا، كذلك تعرض اللقطة/المشهد العلاقات بين بعض الشخصيات وهذه أيضًا بتنا نعرفها، فلم يضف المشهد جديدًا علىمستوى السرد ولا على المستوى البصري لأن الكاميرا كانت تتوقف كثيرًا لرصد حوارات ثنائية قبل أن تتابع حركتها.