أحمد طارق يكتب: هوليوود وملامح إرهاب الشرق الأوسط

لسنوات طويلة تمارس هوليوود دور القوى الناعمة للولايات المتحدة الأمريكية في العالم أجمع، وتوجهاتها بتحديد “الشر” من خلال أفلام السينما التي تنتشر في كل مكان.. ومنها فيتام، وكوريا الشمالية، مروراً بالحرب الباردة مع الدب الروسي، ولكنها صمتت على مدار الأعوام الأخيرة عن تناول ما يجري في المنطقة من محاربة الإرهاب، وكان آخر انتاجها عن الشرق الأوسط ارتبط بمقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.

البطل الأمريكي محارب الإرهاب لم يظهر بعد على الشاشة الكبيرة، ولم يفصح لنا حتى اللحظة عمن هو الشرير الإرهابي في منطقة الشرق الأوسط، ربما ينال من إيران كدولة ولكن دون التطرق إلى ما تناقشه أروقة السياسة والعسكرية في تفصيل أسباب الخلافات والاختلافات الطائفية.

ربما لم تمكن حتى اللحظة عقول هوليوود من إيجاد وسيلة لشرح سينمائياً الفرق بين (السنة والشيعة)، أو (المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية)، رغم براعتها في الصياغات الرمزية للمنطقة ومنها أن إسرائيل الحصن في فيلم World War Z – انتاج عام 2013 – ليدلل على أن إسرائيل انتبهت إلى خطر “الزومبي”، ورغم سقوط الأسوار، إلا أن الجندي لم يمت وظل حتى نهاية الخطر والوصول إلى العلاج رغم أن يدها كانت مبتورة.

وتمتد الأسئلة عن صناع السينما “المتلاعبون بالعقول” كيف سيرصدون التمييز في صراع “السنة – السنة” بين قوى التحالف الإسلامي والتحالف الدولي من جانب، وما يقابلها من قوى التنظيمات الإرهابية (داعش، والنصرة، والقاعدة، وطالبان.. إلخ)، وكذلك إمكانية طرح الصراع “الشيعي – السني” بين أطراف إيران والدول التي تسعى إلى عدم صعود أو تمكين الإقليات الشيعية في دولها.

المسألة الطائفية في السينما الأمريكية لم تكن حساسة، فالصراع الكاثوليكي البروستانتي ظهر بأشكال مختلفة في العديد من الأفلام، وتطرقت إليها بالدراما والكوميديا وحتى أفلام الرسوم المتحركة، وحتى الذات الإلهية لم تسلم من أشكال التناول لنجد الإجابة أن المسألة غير مرهونة بالحرج أو الحساسية ولكن صعوبة الشرح.

ولا يقتصر عرض السينما لما يجري في الشرق الأوسط، على صعوبة الشرح، ولكن تظل تردد القوى السياسية من القضايا لحد الميوعة في التوجهات لعدم حسم إنتاج أفلام تشرح للعالم ما يستعثر فهمه.

وأنتهي لسؤال لماذا لم تلجأ المملكة السعودية لاختيار هذا الحل لتحسين صورة الإسلام بميزانية بسيطة ضمن تلك المبالغ الضخمة التي ألقتها في أحضان الولايات المتحدة في صفقات سلاح وتنمية تمتد لعشر سنوات؟