نصيحة علي حميدة التي لم تصل لداليا البحيري

محمد عبد الرحمن

-1-

محمد أبو تريكة هو الاسم الترند في مصر خلال اليومين الأخيرين ولا يزال، يمكن أن تسأل العاملين في المواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا وسيؤكدون لك المعلومة، الناس تقرأ ما يُكتب عنه بشغف كبير، سواء المتعاطفون معه وهم كثرة والذين ذهبوا في الاتجاه الآخر وهم أيضا ليسوا أقلية.

-2-

نعيش منذ ثورات الربيع العربي، عصر السوشيال ميديا، مازلنا نتعرف عليه ونحلله ونقع في أخطاء ونخرج بدروس ومازالت القواعد غير قابلة للتدوين لأنها تتغير كل يوم بل كل ساعة.

-3-

هل يحق للفنانة داليا البحيري أن تغضب لأن هجوما عنيفا طالها بسبب ما كتبته عن أبو تريكة؟، إجابة هذا السؤال تحتاج للنظر للصورة من أكثر من زاوية. (إقرأ من هنا ما كتبته البحيري عن أبو تريكة)

-4-

قالت داليا البحيري إن الصحافة تلصصت عليها ونقلت ما كتبته عبر حساب شخصي.. كلام يبدو منطقيا بالطبع، ونشدد دائما في كل ما يتعلق بنقاشات تطوير المهنة على أنه لا يمكن أن تقتصر مهمة الصحفي على تحويل ما يقوله المشاهير على حساباتهم عبر فيس بوك إلى أخبار، خصوصا لو كان الحساب شخصيا، لكن في الوقت نفسه تقول القاعدة الأولى في عصر السوشيال ميديا أن كل النوافذ باتت مفتوحة، وأنه لا يعقل أن تخرج من نافذتك لتسب هذا أو تمدح ذاك وتغضب لأن هناك من يمر تحت النافذة وينقل كلامك للآخرين، هذه زاوية.

نرشح لك :أزمة أبو تريكة: كثيرون في “الدفاع” ..قليلون “رأس حربة”

-5-

الزاوية الثانية، هل الحساب شخصي دائما؟، يعني هل الفنانة داليا البحيري لو كتبت عبر نفس الحساب أنها بصدد عمل فني جديد، ونقل نفس الصحفيين الخبر، هل ستغضب هذه المرة، أما المطلوب أن تكتب ما تشاء وينقل الصحفيون ما لا يجلب لها المتاعب والسباب؟

-6-

الزاوية الثالثة، متعلقة باللغة، نحن أمام فنانة ذات خبرة في مجال التعامل مع الأضواء والكاميرات، ومع ذلك فشلت في اختيار لغتها بل دخلت في جدال عبر التعليقات شارك فيه فنانون وإعلاميون مدافعين عن أبو تريكة فزلت قدمها أكثر في بِركة الأخطاء، حكمت على مواطن بأنه إرهابي من “شكله” ثم وصمت كل الفلاحين باللؤم، لو كانت كتبت مثلا أنها ضد التعاطف مع أبو تريكة وأن كل الإخوان إرهابيون من وجهة نظرها ما ثارت كل هذه الضجة.

-7-

يقول علي حميدة في أغنية برنامج “حوار صريح جدا”: “إن خُفت متقولش وإن قُلت متخفش”، لكن داليا قالت ثم خافت من الهجوم فحذفت البوست، على داليا وزملائها إدراك الفرق بين الخطأ أمام الكاميرا وحذفه في المونتاج قبل أن يصل للجمهور، وسوء التقدير واختيار الألفاظ على فيس بوك في عصر السوشيال ميديا الذي سادت فيه ظاهرة “البرينت سكرين”.

-8-

لم يتعلم كثير من الفنانين شيئا من دروس ما بعد ثورة يناير، سواء هؤلاء الذين هاجموا الثورة كطلعت زكريا وسماح أنور ففشلوا في العودة حتى الآن، ولا الذين جذبهم الإخوان فخرجوا أولا من سوق الفن ثم من مصر كلها كهشام عبد الحميد ومحمد شومان، ولا حتى الذين طغت عليهم انفعالات المعارضة كخالد أبو النجا وعمرو واكد. الفنان غير.. الجمهور في بلدنا لا يفرق كثيرا بين الشاشة والحقيقة، بالتالي عبّر عن رأيك لكن بـ”العقل” كما نصحت شادية الراحل عبد المنعم مدبولي في مسرحية “ريا وسكينة”، لكنه أيضا لم يفهم النصيحة وكاد “يبطح” نفسه على باب غرفة عبد العال وسكينة.

-9-

السياسة مهلكة بشكل عام كما قال صلاح جاهين.. لكنها أكثر إهلاكا لمن يمارسها عبر فيس بوك.