هياتم والسياسي المجهول

طارق البرديسي

في لقاء تليفزيوني اُذيع ادعت فيه الفنانة هياتم رفضها لما قالت عنه إنه طلب أو عرض لإقامة علاقة معها من أحد رجالات الرئيس الأسبق مبارك وهو الأمر الذي لا يستطيع المرء الطبيعي إخفاء إستغرابه وبلعه دون روية وتفكير …

في الواقع ، صدق الحكاية أو إختلاقها يستويان مثلا ، ولن يضيفا جديدا للمشاهد وليس هو مبرر الدهشة وباعث العجب لأنها أمور شخصية وقصص حياتية يومية قد يختلط فيها الواقع بالخيال أو الحقيقي بالدرامي ، إنما كثرة الحكايا ونسج الأحداث والقصص التي يقوم فيها الحاكي بدور البطل المتصدي لوقائع الظلم وإستغلال النفوذ هو الذي يثير الدهشة ويسبب العجب ويحرك الإستغراب ويجعلك تضرب كفا بكف على هذا الكم الهائل من الأبطال الفرسان الذين تصدوا لكل ماهو معوج وفاسد !

نرشح لك: هياتم تكشف كواليس مشهد الإغراء في فيلم “عفوا أيها القانون”

إن المواقف البطولية يتوجب أن تكون آنية حالية، أما البطولة ذات الأثر الرجعي التي ليس لها شاهد ولا تجد عليها دليل لا يمكن توصيفها بالبطولة إنما هي حكاية تحكى على المقهى أو عند مصفف الشعر خاصة أنه لم يتم ذكر الرجل المجهول أو ملابسات ومناسبة الموقف ..

في تصوري إن هذه الواقعة المزعومة تستلزم الإجابة على أسئلة كثيرة طالما تم نشرها في الفضائيات وأصبحت تشكل ملمحا يتعلق بصورة عهد الرئيس الأسبق وكيف أن رجاله لم يتوقفوا عند درجة معينة من الشطط وخرق القانون والقيم ، بل تجاوزوا وطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد إلى درجة إغواء فنانة ليست من نجمات الصف الأول !

نرشح لك: هياتم تفسر سبب وزنها الزائد

فمتى وقعت الحكاية المزعومة ؟وما أطرافها ؟وكيف حصل الإتصال والإغواء؟ وأين ؟ولماذا ؟وكيف ؟

ولن يجدي فتيلا ذكر أن رجل مبارك المجهول صاحب السلطة كان رحيما وكريما وتقبل الرفض بصدر رحب ولم ينتقم أو يرد لأن هذا لن يغير شيئا في أصل الحكاية وجذر القصة ..

أيا ماكان الأمر فإن الفنان الحاكي يلزم أن يحترم ذكاء وحصافة المشاهد الذي لم يعد بسيطا ساذجا يصدق كل ما يشاهده ويسمعه ،،فقد تراكمت لديه خبرات ومعارف واستجدت وسائل تواصل ووسائط معرفية مكنته من التوقف والتمعن في كل مايقال ويذاع وينشر …

نرشح لك: سبب رفض “هياتم” إقامة علاقة مع أحد رجال مبارك

إن هذه الحكاية المسلية الجذابة لمسامع المراهقين وثرثرة النساء اللاَّتِي يعانين الفراغ والملل تذكرني بصديقنا الأمي الذي استمع لمذيع الراديو وهو يقول : (تستمعوننا الآن على موجات ترددها ١٢٣٤٥ كيلو هيرتز ) فقال : قل ياحبيبي كما يحلو لك ،،لن يقوم أحد بمراجعتك أو العد ورائك !!

أي أن هناك قصصا وحكايا لن يتسنى لأحد أن يراجعك فيها طالما لم تذكر إسما ولا مكانا ولا تاريخيا ولا ظرفا ولا مناسبة ولا أي معلومة يمكن أن يرد عليها واكتفيت(أيها الشقي العفريت) بالتعميم والكلام المرسل ..

نرشح لك: هياتم تعلق على العناوين الساخنة لمشاهِدها

وإذا ما شكك أحد في روايتك قلت أنا لم أذكر أحدا ولم أتناول شخصا بعينه ، مع أن التعميم وعدم التحديد يلقي برذاذ الإتهام وغبار النكاية وتراب الإنتقاص والتطاول على كل رجالات الرئيس الأسبق مبارك وهو أمر مرفوض عقلا ويتنافى مع أبجديات المنطق وتأباه المروءة والنخوة ويتجافى مع مبادئ العدل والإنصاف ..

إن البطولة الحقيقية والفروسية الطبيعية هي عدم تناول أحد ولى عهده وترجل من على جواده وسلف عصره وذهب سلطانه على فرض صحة الرواية وصدق الحكاية !

إن هذه الواقعة المدعاة تستأهل أن تكون موضوعا لفيلم سينمائي لن تلعب فيه هياتم دور البطولة لأن الزمان ولى ، وعقارب الساعة لا تعود أبدا للوراء ..فإذا كانت السينما تحفظ في أرشيفها الراقصة والسياسي والراقصة والطبال ،، فها هو فيلم جديد إسمه : هياتم والسياسي المجهول

نرشح لك: هياتم: كنت راجل وست