أين اختفى هؤلاء؟ (7).. عزيزة جلال

رباب طلعت

منذ اطلالتها الأولى على الجماهير، بنظاراتها الطبية السميكة، التي أضافت على ملامحها بساطة من نوع خاص، خطفت الأنظار لها قبل الآذان التي طُربت بصوتها، لتلقبها الصحافة بـ”أسمهان المغربية”، ويعرفها العالم بـ”عزيزة جلال”.

 

https://www.youtube.com/watch?v=krEEGqthP-s

 

ولدت عزيزة محمد جلاّل بتشديد اللام وليس كما عرفت بـ”جلال”، في ديسمبر (1958)، في مدينة مكناس المغربية، وسط أسرة كبيرة مكونة من سبعة أشقاء، وتعرفت على مقامات الموسيقى والطرب، وغنت فيها لأول مرة أمام الجمهور وهي في الـ(17) من عمرها، في برنامج المسابقات الغنائي المغربي “مواهب”، وأشاد بها مقدمه الفنان “عبد النبي الجيراري”، بعدما أقنعت مدرستها أهلها بضرورة المشاركة فيه، ولحن لها أغنية “نقلت عيوني هنا وهناك” عام (1975)، بمناسبة تحرير الصحراء الغربية سلميا من المستعمر الأسباني، ليشهد التاريخ أيضاً على ميلادها الفني.

 

https://www.youtube.com/watch?v=UI01cIMM9PI

 

كانت الإمارات محطة الانطلاق الحقيقية لـ”جلال”، التي طورت فيها أداءها وتعرفت على عالم الغناء العربي بلهجاته المختلفة، وانتشرت في الحفلات والبرامج، بعدما ظهرت في تلفزيون أبو ظبي وهي لم تتجاوز العشرين سنة، وحازت على إعجاب الشيخة فاطمة، زوجة الشيخ زايد بن سلطان، حتى وصلت إلى مصر التي فتحت لها ذراع الشهرة والمجد، فاحتضنها أكبر ملحني العصر، ومنهم محمد عبد الوهاب، وبليغ حمدي، وسيد مكاوي، ومحمد الموجي، وكمال الطويل، ورياض السنباطي، لتطرب الجماهير العربية بأشهر أغنياتها التي تُدندن لليوم في الوطن العربي ومنها “مستنياك” و”بتصالحني حبة وتخاصمني حبة”، و”من حقك تعاتبني”.

 

https://www.youtube.com/watch?v=DH0p3ub8Uoo

وصلت عزيزة لأوج شهرتها في مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز العشرة أعوام، وبالرغم من ذلك صدمت الجميع بقرار ترجيحها لكفة الحب وتخليها عن المجد، من أجل رجل الأعمال السعودي “علي بن بطي الغامدي”، والذي صمد أمام انتقادات أسرته وزوجته الأولى وأبنائه، الذين رفضوا ارتباط اسم الأسرة بمغنية، وقاطعوه، ولكن سرعان ما عادوا في قرارهم بعد اعتزالها وتضحيتها بفنها وجمهورها من أجله، وزواجها منه وإنجابها ثلاثة أبناء صاروا هم محور حياتها، وتأكدهم من طيب أخلاقها.

15209122_10210894714464863_1214161936_n

ولعل أكثر من فاجأهم خبر اعتزالها هما الملحنان محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، اللذان احترما رغبتها، وتمنيا لها السعادة في اختيارها، بالرغم من تخليها عن عمليهما اللذين لم يشهدا النور لأنهما مفصلان على صوتها، فالأول كان قد وضع لها لحناً جديداً وسافر إلى باريس وانتظر لحاقها به لتحفظه استعداداً لتقديمه في حفل كبير تنقله الإذاعة والتلفزيون على الهواء، ولكن أحد أصدقائه المقربين أخبره بخبر عزوفها عن الغناء تلبية لرغبة زوجها، الذي أحبته واختارته، فلم ير لحنه النور، لأنه كان من أجلها، وسعد لاختيارها، أما الثاني فدعمها أيضاً بالرغم من تضحيتها بلحنه، وبمائة ألف دولار، عُرضت عليها من شركة الإنتاج التي كانت قد وقعت معها لغناء أغنية من ألحانه، في سبيل حبها وعائلتها.

 

15209239_10210894714584866_2077291416_n

 

ورفض الكثيرون فكرة اعتزال “جلال” الفن، ما دفع عددا من العائلات العربية والخليجية تحديداً بالتدخل في إقناعها بالعزوف عن قرارها إلا أنها تمسكت به احتراماً لزوجها، واختفت تماماً عن الأنظار، إلى أن ظهرت عام (2015)، في فيديو لها لا يتعدى الدقائق الثلاث، في إحدى الأفراح السعودية، المنفصلة وسط النساء الذين رحبوا بها خاصة “دنيا بطمة”، التي شاركتها الغناء، وكانت فيه دون حجاب، والذي ارتدته منذ تزوجت من (30) عام، وهو ما دفع محاميها للتصريح برفعه لقضية على مسربي الفيديو، لاسيما بعد تردد إشاعات كثيرة عن عودتها للفن بعد موت زوجها، موضحاً أنها احترمت رغبته حياً وستبقي عليها ميتاً، مؤكداً أن الأخبار أحزنتها حزناً إضافياً على حزنها على فراق زوجها، الذي أحبته كثيراً، ووافته المنية بعد معاناته مع مرض القلب، واختفت مرة أخرى، ورابطت على موقفها إلى الآن.

 

https://www.youtube.com/watch?v=pbgMNc2Oqzg