ناهض حتر .. القصة الكاملة لفرج فودة الأردن - E3lam.Com

شروق مجدي

قبل أربعة وعشرين عامًا، وبالتحديد يوم 8 يونيو 1992، شهدت القاهرة حادث إغتيال الكاتب الكبير فرج فودة، أمام “الجمعية المصرية للتنوير” التي أسسها الكاتب، إثر كتاباته التحررية والتي واجهها الفكر المتطرف، بالرفض، والتكفير، وتحليل الدم.

وفي صباح اليوم الموافق الخامس والعشرون من سبتمبر 2016، شهدت العاصمة الأردنية عمان، اغتيال ناهض حتر، الكاتب الصحفي والمفكر، من أمام قصر العدل أثناء ذهابه لحضور جلسة المحاكمة، وتمكنت الشرطة القبض على الجاني بعد أن أطلق ثلاثة أعيرة نارية على الكاتب.

وجاء إغتيال “حتر” بعد إسبوعين من الإفراج عنه، ودفعه غرامة مالية، بعد أن وجهت له تهمتي إثارة النعرات المذهبية، وإهانة المعتقد الديني، إثر إعادة نشره لكاريكاتير – لم يقوم برسمه- على صفحته الخاصة على الفيسبوك قيل إنه يحمل إساءة للذات الإلهية، وسرعان ما تسبب الرسم في إثارة الغضب على مواقع التواصل الإجتماعي، فقام الكاتب بحذفه.

وكان “حتر” قد نفى أن يكون الكاريكاتير يقصد إهانة الذات الإلهية، ونشر على صفحته على الفيس بوك قبيل محاكمته “الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي؛ وهؤلاء موضع احترامي وتقديري، وإخونج داعشيون يحملون المخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون”.

لاتعتبر تلك هي المحاولة الأولى لإغتيال الكاتب ناهض حتر فقد تعرض عام 1998 إلى محاولة إغتيال أدت به إلى إجراء سلسلة من العمليات الجراحية، وغادر الأردن في العام نفسه لأسباب أمنية متوجهًا إلى لبنان.

ناهض حتر كاتب، وصحفي يساري أردني من مواليد العام 1960، تخرج في الجامعة الأردنية، ويحمل درجة الماجستير في الفكر السلفي المعاصر. سُجن مرات عديدة أطولها في الأعوام 77 و79 و96، ويكتب حتر في صحيفة الأخبار اللبنانية، لأنه موقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ سبتمبر 2008.

شارك “حتر” بعدد من الإسهامات الفكرية في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي، والتجربة الماركسية العربية، بالإضافة إلى إسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني، و أبرز مؤلفاته هي: “دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني”،  و”الخاسرون : هل يمكن تغيير شروط اللعبة؟”، و”في نقد الليبرالية الجديدة”، و”الليبرالية ضد الديمقراطية”، و”وقائع الصراع الاجتماعي في الأردن في التسعينيات”، و”الملك حسين بقلم يساري أردني”، و”المقاومة اللبنانية تقرع أبواب التاريخ”،  و”العراق ومأزق المشروع الإمبراطوري الأمريكي”.

وله مواقف عديدة طالما أثارت الجدل مثل موقفه المؤيد للنظام السوري، وكان يتهم دائمًا بتبنيه مواقف عنصرية ضد الأردنيين من أصول فلسطينية، فكان دائم التصريح بعدم منحهم حقوق المواطنة كاملة.

%d8%ab%d9%8a