أحمد فرغلي رضوان يكتب :كلب بلدي وحملة فريزر..سيما علي بابا للإفيهات !

منذ أعلنوا عن وجودهم السينمائي  والثلاثي (ماجد_شيكو_فهمي) أخذوا الكوميدية الساخرة (الهزلية) أسلوبا لأعمالهم  وأطلقوا العنان للخيال في أفلامهم إلى أبعد مدى! ورحب الجمهور بهذه النوعية الغير معتادة في السينما المصرية  ترحيبا كبيرا مما جعلهم محط أنظار المنتجين، على الرغم من أن أفكار أعمالهم أقرب ما تكون لنكته  ولكنها مقبولة جماهيريا! منذ بدايتهم من خلال الفيلم القصير الذي صنعوه بجهود ذاتية  وبدائية في التصوير قبل أكثر من عشر سنوات (رجال لا تعرف المستحيل)  والذي كشفوا خلاله عن موهبتهم الكوميدية الساخرة  نجحوا مع الفيلم في تحقيق إنتشارا واسعا بين الشباب في الجامعات والذين تبادلوا النسخ على (سيديهات)حينها بشكل لافت، هكذا كانت بداية إنطلاقهم الجماهيري العريض والتي لم تخل  ومعها أعمالهم التالية من الإسقاطات السياسية  وأخرها حملة فريزر !

ولكن هذا الموسم  ولأول مرة منذ بطولتهم السينمائية الأولى (ورقة شفرة ) عام 2008 ينفصل فنيا الثلاثي الكوميدي شيكو وماجد وفهمي بعد أربع بطولات سينمائية مشتركة  وعرض لهم في موسم عيد الأضحى فيلمين الأول من بطولة شيكو وهشام ماجد وهو (حملة فريزر) والثاني لأحمد فهمي وهو ( كلب بلدي) و كان ذلك بمثابة مفاجأة لجمهورهم  ومن اللافت هنا تقارب إيرادتهما  لحد كبير وكأن جمهورهم  أختار أن يشاهد العملين ليتابع جميع أبطاله كما تعود ! وممكن فيما بعد عرضهما في دور العرض الشعبية خلال بروجرام واحد !

على المستوى الفني ظلت الكوميدية الساخرة (الهزلية) هي العنوان الرئيسي للعملين إلي جانب الإفيهات التي يصل بعضها لإستخدام الإيحاءات  والإسقاطات الجنسية بشكل واضح ! مما أزعج بعض الجمهور .

من يشاهد الفيلمين يشعر أن هناك شيئا ما (ناقص) في العمل  ربما يكون غياب العقول الثلاثة مجتمعة هو وراء ذلك، في العمل الأول الذي قام ببطولته شيكو وماجد تجد فكرة الفيلم ساذجة للغاية  وهي أن تجد مصر وقد تغير طقسها وأصبحت في درجة حرارة مجمدة  ونكتشف أن ذلك بفعل فاعل ينتمي للمافيا الإيطالية !! هكذا قولا واحدا ويظهر جهاز المخابرات بشكل كوميدي (ساذج) كما ظهر في تجربتهم الأولى منذ نحو 12 عاما !.

الغباء  والسذاجه هي سمة رجال جهاز الجاسوسية منذ  إختيارهم  لممثل  وممثلة مغمورين في عمليتهم بروما  ويحاول صناع الفيلم إضحاك الجمهور تارة باللعب بالالفاظ  والأسماء مثل أسم البطل ( مديح البلبوصي )! وتارة بالايحاءت الجنسية للممثلة المغمورة ( تباهي ) والتي جسدتها بأداء جيد نسرين أمين في نفس الوقت لم تجد مشاهد كوميدية جيدة تعتمد على الموقف مثل معظم أعمالهم السابقة  وكان أبرز وأفضل المواقف الكوميدية  للعمل المشهد الذي جمع بيومي فؤاد وماجد مع شيكو أثناء عملية تجنيده لأداء المهمة ، ويحسب للعمل الذي أخرجه سامح عبدالعزيز وكتبه ولاء شريف  التنفيذ المقبول لمشاهد الجرافيك ولكن لازالت الصناعة لدينا لا تهتم بالقدر الكافي إنتاجيا بصناعة مثل تلك المشاهد  والتي يصر عليها الثلاثي في أعمالهم !؟ وتبدو ضعيفة جدا للمشاهد الحالي للسينما  والذي أصبح يراها بعيدة جدا عما يشاهده في الأعمال الأجنبية  وأتمنى أن نشاهدهم في أعمالا كوميدية بعيدة عن الخيال حتى لا يمل الجمهور .

ممكن القول أن الثنائي شيكو وماجد نجحا منفردين إلي حد ما في تجربتهما الهزلية (حملة فريزر) منفردين  ولكن هل سيستمران كذلك أم يحدث إنفصال ثاني ليصبح الثلاثي ثلاث أبطال يتنافسون فيما بينهم ؟

كلب بلدي .. للجمهور الشعبي !

من أسم الفيلم تجد أنه يغازل  ويخاطب جمهور الطبقة الشعبية   وهو الجمهور الغالب في دور العرض أثناء موسم العيد وبالفعل نجح الفيلم في تحقيق مفاجأة للإيرادات تجعله يتأرجح بين المركزين الثاني والثالث  وهو أمر جيد جدا في أولى بطولات أحمد فهمي بعد إنفصاله عن الثلاثي، يقوم الفيلم على فكرة جديدة ربما سمعها الجمهور في (حكاوي) التراث الشعبي  وهي عن طفل وضع في الشارع وقامت (كلبة) بإرضاعه وبالتالي كبر الطفل  وأصبح رجلا يحمل سمات وصفات الإنسان والحيوان معا ! وهي مقدمة صنعها الفيلم الذي أخرجه معتز التوني وكتبه فهمي وشريف نجيب كي يقوم بطله بأفعال تفوق البشر مثل (طرزان) ولكنها تأتيه فقط عندما يتم إثارته ( مثل الرجل الأخضر) فيتحول من إنسان لكلب  ولكنه كلب بلدي (لزوم) الكوميديا  والإفيهات ويصل الأمر لإستعانة جهاز الشرطة بهذا الشاب لمساعدته في القبض على المجرمين.

أسوا ما في الفيلم شخصية المذيع  وفيما بعد الممثل اكرم حسني كان ثقيلا في مشاهده  ولا يملك نصف حضوره بشخصية المذيع (ابوحفيظة) ولكن التمثيل أغواه  ومن حقه أن يجرب ! كذلك هناك مشهد ( فج ) وغير مفهوم لماذا تم وضعه  و لم ينتج عنه كوميديا كما توقع صناع الفيلم وكان يجب حذفه  وهو عندما يتحدث البطل مع (كلبة) ونفهم من الحوار أن الرجل الذي يقوم بتربيتها يريد إغتصابها !؟

يظل المستفيد الأول من التجربة بطلها أحمد فهمي  وهو يدشن نفسه كبطل سينمائي فرض نفسه على شباك التذاكر ولكن كيف سيكمل مشواره هل بنفس الافكار الكوميدية الهزلية أم يكون لديه جراة ويقدم أعمالا سينمائية متنوعة ؟ سنرى البطل الجديد الذي ظهر هذا الموسم كيف سيكمل

العملين كوميديا هزلية  وأصحابها واضحين منذ البداية هو اسلوبهم في السينما  ولذلك لا يمكن تحميلهما أكثر مما يجب عن جودة صناعة السينما التي يقدمونها!