أحمد فرغلي رضوان يكتب: اشتباك..‫‏ مصر‬ "محشورة" في عربة ترحيلات!

أحمد فرغلي رضوان
أحمد فرغلي رضوان

 

فكر آل دياب..الليبرالي يرى ان المصالحة هي الحل

نادرا جدا ما أن أشاهد فيلم سينما مرتين متتاليتين لكنه حدث ذلك مع الفيلم المثير للجدل ‫اشتباك‬ شاهدته يومي (الاربعاء والخميس)مع مجموعتين من الأصدقاء مختلفي التفكير والثقافة والاتجاهات، جاء ذلك بالصدفة وبدون ترتيب مسبق ولكني وجدتها فرصة لأتعرف على أكثر من وجهة نظر!وفي المرتين كان الجمهور في الصالة متوسط الحضور.

في البداية هل يستحق الفيلم هذه الضجة المتصاعدة ؟ الإجابة بنعم (مؤكدة)فعلى المستوى الفني عُرض اشتباك ضمن المسابقات الرسمية لأهم مهرجان سينمائي في العالم وهو ما لم يتحقق للسينما المصرية إلا عبر مرات محدودة طوال نصف قرن، ثانيا السبب الاخر هو سياسي ومجتمعي يخص المصريين اذ اختار الفيلم الحديث عن (انقسام المصريين) والذي بدأ قبل وصول الاخوان المسلمين للحكم ولكن الفيلم اختار الفترة التالية لازاحتهم عن الحكم عبر عزل ممثلهم ‫محمد مرسي‬، لذلك فالفيلم يملك عناصر جذب كافية لمشاهدته .

‫الفيلم‬ يحتمل مستويات عديدة ‫للفهم‬ لما يحمله من آراء وافكار عدة لذلك سنرى الكثير من الاّراء والتحليلات المختلفة مؤيدة ومعارضة وسيغلب عليها التحليل السياسي وليس الفني!

في البداية اختيار عربة ترحيلات الشرطة لوكشن للعمل فكرة جيدة للغاية فحال المصريين بالفعل الان الجميع (محشورين ) ويبحثون عن خلاص من عنق الزجاجة الذي نحن فيه ، ‫‏الانقسام‬ يزداد حدة بين المصريين وهو أمر محزن للغاية أرى انه أصاب المصريين قبل ٣٠ يونيه بفترة وليس كما يصورها الفيلم بعد ذلك التاريخ وأحداثه، ستجد داخل ‫‏العربة‬ ثلاث أطراف الاخوان (ومحبيهم) ومؤيدي ٣٠ يونيه والطرف الثالث (الأمريكان )عبر شخصية الصحفي، و اللافت غياب طرف أخر هام من داخل العربة وهو شباب ٢٥ يناير المثقف الواعي!

ويبقى من سلبيات العمل اختزال المصريين الذين أنهوا حكم الاخوان في هؤلاء (الغوغائيين)الذين نزلوا الي الشوارع !

الصحفي (الامريكي_المصري) ربما هنا يمثل فكر (آل دياب) الليبرالي والذي يرى ان الخلاص والحل يكون في مصالحة شعبية تضم الجميع ، وربما ستأتي مبادرة من بلاد العم سام ( بمصالحة ) بصيغة أو بأخرى من الحزب الديمقراطي (في حال فوز كلينتون )..ولكن في إعتقادي الأمور الان تجاوزت ‫‏المصالحة‬ بكثير وأصبحت صعبة المنال ! وان كان صناع الفيلم يتمنون حدوثها بصيغة أو بأخرى .

يبرز الفيلم الطرف الثالث الصحفي (الامريكاني_ المصري)هو الذكي الذي يقدم بعض الحلول داخل العربة للخروج من مأزق تلو الأخر حتى يقول له أحدهم (ايه اللي رجعك الخرابة دي تاني ) يقصد مصر .

وعندما تولى أحد الاخوان قيادة العربة (تعطلت) بالجميع! وانحشرت وسط الصخور وتستمر العربة تائهة وسط مشاحنات شديدة طوال الوقت بين من بداخلها، ثم ينتهي الأمر بالجميع وسط ضوضاء واشتباكات يختلط فيها الحابل بالنابل! دون الوصول لنهاية واضحة.

الفيلم حاول مخرجه تكثيف المشاعر في مشاهده عن طريق شخصياته يذكرك بالسينما الإيرانية، ولكن الشخصيات غير مكتمئلة الخطوط، فلا تستطيع ان تتعاطف مع ايا منها، فلم يبرع ممثل في مشهد لتظل تتذكره فيما بعد، وربما كان عليه ان يخرج للشارع في مشاهد اخرى لكسر الملل .

الفيلم ربما يحقق نجاحا جماهيري اكبر في الغرب بسبب الدعاية العالمية التي صاحبته والمؤكد انه سيسبب ‫‏احراجا‬ للنظام!

نرشح لك

[ads1]