حرائق عدم التأكد من المعلومات "ولع ... ولع ... ولع"

أحمد عصمت

مع انتشار نشوب الحرائق فى جمهورية مصر العربية والتى وصلت الى حوالى 22 حالة طبقا لموقع برلمانى؛ تزايد الشعور بالخوف والرعب بين أبناء الوطن خصوصا مع تداول مجموعة من الصور عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعى دون الاشارة الى مصدرها.

رغم هول الفاجعة وعدد الحرائق التى نشبت فى أوقات متقاربة خلال 72 ساعة وخصوصا الخسائر البشرية من وفاة واصابات متنوعة بالاضافة للخسار المادية الكبيرة فى حريقي العتبة والغورية الا انه استوقفنى تداول البعض لصور مجهلة مع الاشارة تارة الى انها من الغورية او العتبة او حريق المنازل بمحافظة البحيرة.

الصورة المتداولة (رقم1)- تصوير الاسوشيد برس –  وهى صورة لمبنى يبدو انه قديم الطراز يحترق وعربة إطفاء تعمل على السيطرة على الوضع وعدد كبير من المواطنين يصوبون هواتفهم المحمولة ويسجلون اللحظة فيديو ليتم تداولها فيما بعد. أكثر ما قيل عن تلك الصورة انها صورة لحريق الغورية.والغريب ان بعض ممن تناول الصورة هم من الصحفيين والاعلاميين المفترض انهم يقومون بالتحقق من المعلومات والصور قبل نشرها.

A

بتحرى الامر؛ أكتشفت ان الصورة لا تمت بصلة من قريب ان من بعيد لحرائق الغورية ولا العتبة ولا البحيرة وانما هى صورة قديمة من عام 2011 وبالتحديد مايو 2011 للحريق الذى نشب بكنيسة امبابة عقب احداث الفتنة الطائفية التى قام بها السلفيون بحجة ان فتاة مسيحية قد اشهرت اسلامها وانها محتجزة بداخل الكنيسة!

الصورة (رقم2)- تصوير وكالة التصوير الصحفى الاوروبية – تتناول الموضوع من زاوية أخرى لنفس المبنى للتأكيد على شكل المبنى الخاص بالكنيسة. أيضا الصورة (رقم 3) – تصوير الاسوشيد برس – وبزاوية تصوير أوسع توضح الشكل العام للكنيسة والمنطقة وعربات الاسعاف والمواطنون المتجمهرون حول الكنيسة.

 

B

C

عملية التأكد من الصور على جوجل أيمدجGoogle Imageعملية فى غاية البساطة ولا تستغرق ثوانى معدودة! ولمن يبدو ان البعض قد استسهل اطلاق الامور على عواهنها ربما لان التصوير ليلى بدون إضاءة كافية ولكن الصورة (رقم 4) صورة نهارية – تصوير وكالة رويترز- توضح الامر كله.

D

مع التطور التكنولوجى وانتشار الهواتف المحمولة وجب على الجميع تعلم الادوت التكنولوجية البسيطة للتحقق من الصور مع الاخذ فى اعتبار النقاط التالية:

1-         تحديدصاحب/مصدرالصورة.

2-         التحقق من مكان وتاريخ والوقت التقريبي لالتقاط الصورة.

3-         التأكدمن أن الصورة هي بالفعل مايُزعم أنها تظهر.

4-         الحصول على تصريح من صاحب/مصدر الصورة لاستخدامها.