هشام المياني يكتب: الرئيس المؤدب والإعلام قليل الأدب!

(نقلا عن جريدة المقال)

كلمات غريبة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية لرجال القوات المسلحة أمس الأول ذلك حينما تحدث عن الإعلام الذي هو مشغول به دائما وكأن الإعلام سبب مشاكل البلد أو أن الإعلاميين أصحاب القرار فيها.

فالرئيس قال نصا:” أحد الإعلاميين بيقول الرئيس قاعد مع بتوع سيمنز وسايب إسكندرية تغرق مايصحش كده.. هذا أمر لا يليق.. إنتو بتعذبونى إنى جيت هنا ولا إيه؟”.

ونقول له يا سيادة الرئيس انتقاد الإعلام لك أو لسياساتك أو قراراتك لا يكون الرد عليه بطريقة “يصح ومايصحش” إما بالتفنيد والتكذيب لو كان الانتقاد غير حقيقي أو بالتنفيذ لو كان الانتقاد عن حق ويحقق أهدافا بناءة.

ثم أن الانتقاد ليس تعذيبا، فهذا هو الإعلام الذي طالبته أنت بنفسك في أول لقاء لك مع رؤساء تحرير الصحف بانتقادك وتقويمك، فهل سرعان ما ضقت بما طلبته؟

كما أن وجودك في كرسي الحكم ليس منة منك ولا تشريف للشعب بل هو اختيار وتحميل للمسئولية على أساس أنك قادر على إدارة البلاد، وهذا تكليف كبير يحتاج الجهد والتحمل وليس الشكوى من أنه تعذيب.

الرئيس أكمل كلامه غاضبًا:” فيه بعض الناس في الإعلام مش عارفة ولا فاهمة حاجة، حاطة ميكروفون قدامها وبتتكلم منه”.

ونحن نقول له من لا يفهم يجب عليك أن تفهمه يا سيادة الرئيس، لابد من كشف الحقائق والمعلومات وليس الحكم بطريقة الغموض والحكم على الناس بانهم لا يفهمون ومن ثم لا يجب أن يعرفوا كيف تدير البلاد، فضلا عن أن كثير ممن لا يفهمون في الإعلام فعلا يا سيادة الرئيس وما أكثرهم هم المقربون لرجالك في القصر ويعتبرونهم بتطبيلهم هم النموذج المثال الذي يجب أن يكون عليه كل الإعلام، وتصمت عليهم وهم يعيثون في الإعلام فسادا وينهشون يوميا في سمعة وأعراض كل من ينتقدك فلماذا غضبت حينما طالك الأمر بمجرد سخرية؟

الرئيس قال أيضا:” إحنا مش بندوس على الزرار ونخلص، ونقول كل حاجة فيها كارثة، طيب يعني الإعلام ما فيهوش كوارث ولا إيه؟”.

ونحن نقول له لم يقل أحد أبدا إنك تدوس على الزر فتنهي المشاكل والكوارث، ولكن لابد أن تكون هناك دلائل على أنك تسير في الطريق الصحيح لإنهاء تلك المشاكل ومنع تكرار الكوارث، وحتى الآن لم نر مثل هذه الدلائل ولا حتى في طريقة اختيار حكومتك.

ثم أنه يا سيادة الرئيس ومثلما تقول سيادتكم للإعلاميين “ما يصحش” فكذلك لا يصح أن تعاير الإعلام بكوارثه وكأنك تقول للإعلاميين إصمتوا عن كوارث نظامي وإلا كشفت كوارثكم، فالرئيس هو المثال والقدوة وأي كوارث في أي قطاع بالدولة تنسب إليه ويجب عليه إصلاح تلك الكوارث.

الرئيس قال كذلك “أنا مش زعلان.. بس عاوز حد يقولى أنا اسأت لمين؟، أتحدى إن حد يطلع أس تعبير غير مناسب أنا قلته لأي حد حتى للناس اللى بتسيء لينا وتتآمر علينا”.

ونحن نقول له يا سيادة الرئيس ليس معنى أنك رئيس مؤدب أن يصمت الإعلام عن طريقة إدارتك للبلاد لو كنت تسير في الطريق الخاطيء، فالأدب ليس هو معيار تولي المناصب القيادية أو مبرر الصمت على الخطأ.

اقـرأ أيـضـًا:

هشام المياني يكتب: هيا بنا نكتب دستورا سيء النية!

هشام المياني يكتب: ذهب محلب وجاء إسماعيل ولاشيء تغير!

 هشام المياني يكتب: حكومة “المتفقداتي” 

 هشام المياني يكتب: عندما قال الإرهابيون للحكومة “بلي قانونك وإشربي ميته” 

هشام المياني يكتب: وزير الداخلية يدهس دولة القانون بأقدام توفيق عكاشة!  

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا