رائد عزاز يكتب: دولة الألتراس

نقلًا عن جريدة “المقال”

عندما يوجه رئيس الجمهورية دعوه علنية لجماعة غير شرعية كي تطلع علي ملفات قضية صدر فيها أحكام نهائية فنحن أمام مصيبة فعلية تهدد هيبة الدولة المصرية و تجرح كرامة مؤسساتها الرسمية.

بعض الإعلاميين المصفقين المهللين تسابقوا فيما بينهم لتسويق هذه المبادرة مستخدمين نفس العبارات البالية و الحجج الواهية التي تدعو للحوار و التهدئة مع هؤلاء الشباب الذين ردوا علي المبادرة ببيان ردئ قالوا فيه أنهم سيدرسون الأمر و علي الجميع أن ينتظر قرارهم بالقبول أو الرفض!.

فخامة الرئيس… دعني أذكرك ببعض الأمور التي غابت عن ذاكرتك و أنت تدلي بهذا التصريح الصادم:

أولا : أنت تتحدث عن جماعة محظورة بحكم القانون و مصنفة ضمن الفئة الأرهابية ,فكيف تسمح بالحوار معها أو بمعني أدق كيف تسمح بوجودها أصلا؟. إذا كانت توجهاتك الحالية تدعو للتسامح و التفاهم فيجب أن يتم تعميم ذلك علي جميع الطوائف و علي رأسهم المعارضين السياسين و كذلك قيادات جماعة الأخوان المسلمين الموجودين داخل السجون أو المنفيين خارج البلاد.

ثانيا : لماذا لم تشمل دعوتكم الكريمة أشراك جماهير ألتراس بور سعيد في الأطلاع علي الملفات و التحقق من صحة الإجراءت بأعتبارهم طرف أصيل في القضية؟ هل ننتظر منك إجراء مماثل في قضية الدفاع الجوي التي راح ضحيتها عدد كبير من أعضاء الوايت نايتس؟ هل ستسجب لمطالب هذه الفئة الضالة و تعيد المحاكمات من جديد بناءا علي رغبتهم التي تتضمن ضرورة توجيه الأتهامات و الإدانات لقيادات المجلس العسكري السابق؟.

ثالثا : لماذا حددت وفدهم رفيع المستوي بالعدد عشرة؟ هل معلوماتك تشير إلي أنه هو نفس عدد الكابوهات المتحكمة في سياسات هذه الطائفة؟ إذا كنتم تعلمون عددهم و أسمائهم فلماذا لم تقوموا بالقبض عليهم حينما صدر الحكم القضائي البات بأعتبارهم جماعة إرهابية؟ نرجو أن يتم توضيح تلك الأمور الملتبسة بصورة تتفق مع العقل و المنطق حتي يرتاح الرأي العام من حيرته و يتخلي عن شكوكه.

رابعا: ألا يعتبر ماقلته تدخلا في إستقلال القضاء و تشكيكا في أحكامه النهائية؟ جميعنا يرغب في بناء منظومة جديدة تخضع لفانون موحد لا يتضمن أستثناءات أو ينحني أمام الضغوطات مهما كان حجمها, لذلك أدعوك لمراجعة تصريحك الذي لا يتفق مع ما وعدت به و أقسمت عليه قبل أن تتولي مهام منصبك.

تاريخ هذه الشرذمة الهمجية مليء بالأحداث الدامية التي أثرت سلبا علي الرياضة بصفة عامة و نشاط كرة القدم بصفة خاصة حتي وصل إلي الحالة المؤسفة الراهنة من حيث المستوي و التنظيم…. هم من قاموا بحرق إتحاد الكرة و نادي الشرطة و أعترفوا بذلك..هم من أساءوا لرجال الأمن و دخلوا معهم في مصادمات علنية….هم سبب مذبحة بور سعيد بعد أن رفعوا لافتة بذيئة تنال من كرامة المدينة التي أستضافتهم…هم من قادوا المظاهرات الفوضوية المغموسة بصبغة سياسية…هم من حطموا الصالات و أقتحموا الملاعب و المدرجات….هم من حاولوا منع فريق الأهلي من أداء مباراته أمام سموحة و أجبروه علي نقل تدريباته لأماكن سرية خوفا من بطشهم…هم من أطلقوا الشماريخ داخل مطار القاهرة و سببوا رعبا للسياح….هم من يشتمون كل قطاعات الدولة و رجالها جهارا نهارا دون أن يجرؤ أحد علي التصدي لهم ….هل يكفي كل ما سبق أم تريدون أن أزيدكم من الشعر بيتا؟.

جماعة الألتراس دولة مستقلة تخضع لقوانينها و شرائعها الخاصة فهل نعقد معها معاهدة سلام أم نعلن عليها الحرب؟ القرار لكم فخامة الرئيس.

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك إضغط هنا

اقرأ أيضًا:

رائد عزاز يكتب: مسائل جنسية في الشئون الكروية!

رائد عزاز يكتب: جناب المستشار شايل سيفه!

  رائد عزاز يكتب : شلبوكة على طريقة الشيخ حسني!

رائد عزاز يكتب : جناب المراسل مهيب عبد الهادي‎

رائد عزاز يكتب: سنة حلوة يا خطيب

رائد عزاز يكتب: لميس الحديدي تُسقط محمود طاهر!

رائد عزاز يكتب: هذا الرجل خطر على الأهلي!   

رائد عزاز يكتب: الأهلي نقطة و من أول السطر!

  .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا