سيد علي مؤسس مدرسة "معاهم معاهم عليهم عليهم" الإعلامية

سما جابر

كثيرون باركوا خطوة انتقال الصحفي سيد علي من جريدة الأهرام إلى قناة المحور، كان لسيد علي قلم رفيع المستوى على صفحات الجريدة العريقة وانتظر متابعوه مضمونا رفيع المستوى أيضا على شاشة الفضائيات، لكن ثورة يناير 2011 لم تُمهل سيد علي طويلا، واضطرته للخروج سريعا من رداء المهنية، وتأسيس مدرسة “معاهم معاهم عليهم عليهم “الإعلامية ، المدرسة التي لم ينافسه أحد في في تخصصها حتى الآن، من المحور إلى إل تي سي وصولا إلى العاصمة مرورا بحلوله ضيفا على قنوات الإخوان، ضرب سيد علي نموذجا فريدا للقدرة على إطلاق الرأي وعكسه، الهجوم على شخص ثم الدفاع عنه، مناصرة فكرة ثم التبرؤ منها بنفس المهارة، وكأنه يجلس أمام الكاميرا يخاطب أرضا فارغة من البشر، أو بشرا بلا ذاكرة.

في الذكرى الخامسة لثورة يناير التي وصفها سيد علي مؤخرا بثورة 25 زفت، نرصد أبرز ملامح مدرسة “معاهم معاهم عليهم عليهم” الإعلامية .

 

ابن مبارك الوفي

بدأ الجدل حول سيد علي مع استضافته للناشطة المزيفة “شيماء” صاحبة المقولة الشهيرة “يا جماعة ده بابانا” خلال أحداث يناير في برنامجه “48 ساعة” الذي كان يُعرض وقتها على قناة المحور بمشاركة الإعلامية هناء سمري، تلك الحلقة “السوداء” ارتبطت ارتباط رئيسي بسيد علي فقط أكثر من “السمري”، والتي أظهرت مدى حبه وعشقه للرئيس الأسبق حسني مبارك باعتباره أحد أبناءه المخلصين له والخائفين على البلد من المؤامرات التي تحاك ضدها من الخونة والعملاء الموجودين بميدان التحرير، حتى وإن كان من بين هؤلاء زوجته وابنتيه كما ذكر هو فيما بعد في أحد برامجه!!

“فبركة” سيد علي أو فريق إعداده لم تقف عند المواضيع السياسية فقط، بل امتدت للفن والفنانين، حيث استقبل في إحدى حلقات برنامجه العام الماضي مداخلة “مزيفة” من المخرج محمد سامي والتي هاجم خلالها هيفاء وهبي وأعمالها الفنية، ليخرج محمد سامي نافياً تصريحاته مكذباً سيد علي وقناة العاصمة.

ابن المشروع الإسلامي!!

وبالعودة للحياة السياسية مرة أخرى نجد أنه بالرغم من اعتباره من المحسوبين على أبناء مبارك المخلصين بسبب رأيه في الثورة أو “المؤامرة” كما يحب أن يسميها هو، إلا أن انتماءه للرئيس الأسبق لم يمنعه بعد ذلك أن يحل ضيفاً على إحدى قنوات الإخوان –الحافظ- وقت حكمهم ويقول بكل فخر أنه ابن المشروع الإسلامي وأنه إن لم يكن كذلك فسيصبح بلا هوية.

حامي حمى الوطنية

و ضمن موجة التغيرات السريعة التي تحدث في مصر، كان لسيد علي نصيب من تلك التغيرات، فبالرغم من تقديره واحترامه لحكم الإخوان وظهوره على شاشتهم، لم يمنعه ذلك بعد ثورة 30 يونيو أن يغير جلده تماماً من ناحيتهم، ويقوم بعمل “نيولوك” لأفكاره، فأصبح واحداً من أكثر مهاجمي الجماعة، مُعتمداً في ذلك على الصوت العالي، والشتيمة أحياناً إذا لزم الأمر في كل من هب ودب، وذلك خلال برنامجه “حضرة المواطن” الذي لا يختلف كثيراً عن البرامج الأخرى التي يُصاب إعلامييها بالتشنجات نتيجة الإفراط الزائد في الوطنية وحب مصر أكثر من غيرهم.

سيد علي الرجل الوطني الخائف على مصلحة البلد، الداعم للسلطة دائماً وأبداً في أي زمان وأي مكان، لم يترك شخصاً إلا ويهاجمه، سواء كان بنفس فكره أو مخالفاً له، سواء بدافع خوفه على الوطن أو بدافع أن يكون حامي حمى الأخلاق والشرف والفضيلة والوطنية أكثر من غيره، فلم يسلم من لسانه سياسيين مثل محمد البرادعي الذي يصفه دائماً بـ”الخائن”، وكذلك حمدين صباحي وأيمن نور، وأيضاً أبناء مهنته مثل يسري فودة وتامر أمين وغيرهم، أو حتى الراقصتين شاكيرا وبرديس.

برادعي إيه وقرف إيه!!

https://www.youtube.com/watch?v=N4Gg2jKCGiM

لكن بالرغم من انتقاداته الكثيرة التي تهدف بالأساس لـ”الشو الإعلامي” وتواجد اسمه باستمرار في المواقع الإخبارية، كانت له تناقضاته أيضاً، فصدرت منه العديد من التصريحات المؤيدة والمعارضة في نفس الوقت لنفس الأشخاص كالتالي:

باسم يوسف

 (عليهم عليهم): هاجم الإعلامي الساخر باسم يوسف قائلاً إن المصريين أخطأوا عندما سمحوا له بالسخرية من محمد مرسي، لافتاً إلى أن أنصار باسم يوسف يجب أن يعلموا أن هناك فرق بين السخرية منه كسياسي والسخرية التي تصل إلى السخرية من الأديان مُطالباً بأن يتم وضع معايير للإعلام، كما وصفه مرة بالخائن، ومرة أخرى بالحقير.

(معاهم معاهم): اعتذر لباسم يوسف بعد فشل “جهاز الكفتة”، قائلاً: “أنا بعتذر شخصيًا له بعدما هاجمته وصدقت كلام المسئولين في مصر، كنت مصدق البهوات بتوع الشئون المعنوية اللي بتتعامل معانا كأننا خرفان، وبتبعت لنا وإحنا ننشر دون تحري وتدقيق وراء كلامها”

أما تعليقاً على جلسات البرلمان طالب سيد علي برجوع باسم يوسف حتى وإن كان “لا بيحبه ولا بيقبله” لكنه “في أمس الحاجة له” على حد قوله.

النشطاء السياسيين

(عليهم عليهم): هاجم الناشط السياسي أحمد دومة، بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد، وغرامة 17 مليون جنيه، في قضية أحداث مجلس الوزراء، قائلاً أنه تم تضخيمه وأصبح بطل و أحد أيقونات 25 يناير مُعاتباً الإعلام الذي يركز على علاء عبدالفتاح وأحمد ماهر ودومة معتبراً أن سبب ذلك “أن لهم شلة وائتلافات، ذلك بجانب كونهم من “المتآمرين والخونة والعملاء” الذين شاركوا في “مؤامرة” يناير على حد تعبيره.

(معاهم معاهم): دافع عن بعض النشطاء المحبوسين في السجون مُضيفاً: “أحمد ماهر وأحمد دومة وكل اللي محبوسين في السجون المصرية وفقًا لقانون التظاهر، ضفر أي حد فيهم أشرف من كل جماعة الإخوان، وكان لهم موقف سياسي ودفعوا تمنه، ولم يتنازلوا عن الجنسية المصرية، كما يفعل أعضاء الإخوان”.

توفيق عكاشة

(معاهم معاهم): قال إنه يشعر بالأسى نتيجة حبس توفيق عكاشة في دعوى سب وقذف طليقته، قائلاً: “صعب عليا كل ساعة توفيق عكاشة يقضيها في السجن، وأنا واقف جنب توفيق عكاشة وبقول للسيدة التي سجنته لن نبخسك حقك وأخذت جزءًا كبير منه، لكن الانتقام في الخصومة يخرجنا من الملة، وأحاول بقدر الإمكان أن أكون حمامة سلام، لمساعدة عكاشة في محبسه”.

(عليهم عليهم): وصف توفيق عكاشة بأنه من تلاميذ صفوت الشريف لكنه انقلب عليه، كما هاجمه بعد واقعة تكميمه لفمه في مجلس النواب، قائلاً: “هو حضرتك يا فندم مش قلت إنك هتهاجر وهتقدم استقالتك من البرلمان مش قلت هتتقدم للترشح لرئاسة المجلس وماخدتش أصوات أنت مش قلت هتسافر ألمانيا… هذا المشهد لا يشرف أي حد”.

 

أحمد موسى

(عليهم عليهم): شن هجوماً على أحمد موسى بعد عرض لعبة فيديو جيم على أنها قصف الطيران الروسي لمواقع شديدة الدقة لتنظيم داعش، مُضيفاً: “هذا يسئ لينا كلنا كإعلاميين”، كما أعرب عن سعادته بعد الانتقاد الذي ناله موسى عقب عرضه صوراً مسيئة للمخرج خالد يوسف خلال برنامجه.

(معاهم معاهم): رفض القرار الصادر من نقابة الصحفيين بإحالة أحمد موسى للتأديب مُضيفاً: “إن هذه الواقعة لا تمس نقابة الصحفيين لا من قريب أو من بعيد، ولكن ما يحدث هو من باب المجاملة والمزايدة على الحقوق”

كما طالب الدكتور أسامة الغزالي حرب ألا يكون سبباً في حبس “موسى”، بعد حصوله على حكم بحبس “موسى” سنتين بتهمة سبه وقذفه، مشيراً إلى أنه سيعتذر بالنيابة عن “موسى” لو لم يتقدم هو بالاعتذار عما بدر منه.

خالد يوسف

(معاهم معاهم وعليهم عليهم): تضامن مع خالد يوسف على خلفية الصور المسيئة التي نشرها أحمد موسى له في برنامجه باعتبارها اقتحاماً لخصوصية المواطنين، في نفس الوقت الذي نصح “يوسف” فيه بأنه طالما تصدر للعمل العام وأصبح نائباً برلمانياً فبالتالي تكون حياته الخاصة انتهت، مُضيفاً: “ما خالد يوسف طول النهار معري نسائنا ومقلعهم هدومهم”!!.

https://www.youtube.com/watch?v=CsdgrRJzrjk

عندما كتب عبد الله كمال : نلتقي بعد الثورة

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا