علم فرنسا على بروفايلك.. مرفوض لهذه الأسباب

نقلاً عن موقع identity

في أعقاب الأحداث المأساوية هذا العنوان قد يكون قاسياً، بالطبع انفطر قلبي على الضحايا وعائلاتهم وعلى المجتمع الذي يعاني هذه الخسارة، لا يستحق أحد أن يمر بهذا الألم، وأنا على يقين أن كل منا استقبل هذا الخبر متمنياً أن مثل هذه الأفعال الشنيعة لم تكن موجودة في عالمنا، وأن لا نكون مجبرين أن نناقشها في المرتبة الأولى.

لقد أثبتت مواقع التواصل الاجتماعي فاعليتها في هذه الأيام عن طريق تطبيق Check in والذي يقوم من خلاله الأصدقاء بالاطمئنان على بعضهم البعض، لكن من ناحية أخرى أثبتت هذه المواقع انحيازها إلى طرف على آخر.

إن وضع صورة العلم الفرنسي على صورة الملف الشخصي لا يدل على مساندة و دعم الفرنسيين، لكنه يؤذي أكثر مما يفيد، ونرصد لكم أبرز 6 اسباب تجعلنا نرفض وضع صورة العلم الفرنسي على صورنا الشخصية على “فيس بوك”

Untitled

1- انحياز واضح

إذا قمت بتغيير صورة ملفي الشخصي لعلم فرنسا ولم افعل نفس الشئ مع أحداث العنف في جميع أنحاء العالم، أليس هذا دليل قوي على أن تلك الهجمات ليست جديرة بالحداد
او بالاهتمام مثلما حدث في باريس؟!

2- من اجل بيروت

هوجمت بيروت من قبل نفس المتطرفين قبل أيام فقط، ولكن طغى على هذا الحدث تغطية حادث فرنسا.

قد يقول البعض أن فقط “أكثر من ٤٠” شخصا لقوا مصرعهم، مقارنة مع ١٢٩ في باريس، ولكننا نعلم جميعا أنه ليس أمر متعلق بالأرقام؛ هناك أماكن في العالم تعودنا على سماع أنه حدث فيها إطلاق نار علي مدنيين، تفجير، وضحايا للعنف، على سبيل المثال عندما وقع إطلاق النار على صحيفة شارلي ايبدو في يناير، بما في ذلك الهجمات المرتبطة، قتل 17 قبل هذا بأسبوع في باجا، نيجيريا، تم ذبح الآلاف علي يد بوكو حرام، و أكثر الهجمات دموية في تاريخ الجماعات المتطرفة، أعتقد أننا نتذكر أين ذهب محور اهتمامنا، انه لا علاقة له بعدد الضحايا بل بمن نكترث به أكثر.

3- اشمعنى باريس؟

تشير التقديرات إلى أن ٣٠٠٠ لاجئ غرق هذا العام في محاولة للهروب من عدم الاستقرار الذي تسبب فيه تنظيم داعش والذي دفعهم إلى تنفيذ مثل هذه الهجمات في باريس.
ما عاد العالم يولي اهتماما بعد انقلاب سفينة تلو الاخرى، عندما غرق هؤلاء الأبرياء في الماء، أليس هذا أمر قاسي مثل إطلاق النار على الأبرياء في شوارعنا؟ أليسوا جميعاً أبرياء كانوا يرغبون في عالم أفضل؟

4- القومية ليست هي الحل

إنها الإجابة الاسهل، فمن السهل بالنسبة لنا تقسيم العالم إلى مربعات صغيرة وأقسام وإنشاء عقلية “نحن ضدهم”، لكننا نعلم جميعا أننا جميعاً على اتصال ببعضنا البعض في هذا العالم بشكل أو بأخر أكثر مما يمكن أن نتصور، لا أستطيع أن أغير الصورة الشخصية لتكون بعلم بلد واحد في حين أن كل بلد في العالم يحتاج دعائنا، كل البشرية تحتاج إلى دعائنا، سوف أقوم بتغيير العلم عندما يكون لدينا علم واحد للعالم أجمع.

5- التضامن مع “الإنسانية”

لحظة صدور خبر الهجمات، قام كل مسلم بحبس أنفاسه على أمل ألا يكون من فعل ذلك العمل الإرهابي “مسلما”، ليتمنى كل مسلم في قرارة نفسه قائلاً: “إذا كان من فعلوا هذا مسلمين ارجو ألا يكونوا من جنسيتي”.

مثل الجميع نحن نفضل الصورة النمطية، نحبذ التعميم. ولكن تلك التعميمات خلقت وصمات من العار التي تضر الجماعات، المسلمون يعرفون هذا، إذا تم تداول أن هولاء المسلحون ينتمون للاجئين السوريين، بالتالي هذا يخلق عالم من المتاعب والتمييز لبقية اللاجئين السوريين الذين يحاولون الفرار، ولأي مسلم أو عربي، لأنه إذا كان شخص مجنون، فبالتالي سيتم التعميم ليكون البقية “مجانين” أيضاً.

عندما نقول نحن نقف مع بلد ما، فهذا يعني اننا نقف معهم ضد شيء ما، ضد ماذا؟ الإرهاب؟ أليست الحرب على الإرهاب هي ما أوصلنا إلى هذه اللحظة؟.

علينا أن نقف مع الإنسانية، وليس مع فرنسا، لأن الإرهاب هذه ليست مجرد مشكلة فرنسا فقط، إنها ليست مجرد مشكلة سوريا فقط، إنها ليست مجرد مشكلة أمريكا فقط، انها ليست مجرد مشكلة مصر فقط، انما هي مشكلة العالم بأكمله.

6- ليسوا فرنسيين.. بل “بني أدمين”

على الرغم من كل ما سبق أن قيل، إذا كان هناك شخصاً يريد فعلا أن يظهر دعمه للضحايا، هذه ليست الطريقة الصحيحة، الخسائر البشرية لا يمكن اختصارها في العلم الفرنسي، نعم، كانوا فرنسيين، ولكن أحبائهم لا يعانون من الحزن عليهم بسبب جنسيتهم، ربما بقية العالم يحزن لهذا السبب، ولكن الأمهات والآباء والإخوة والأخوات والأطفال والجيران والأصدقاء، وزملاء العمل، ومعارفهم يحزنون على فقدانهم، على الأشياء التي جعلتهم محبوبين في مجتمعاتهم، الأمر لا يتعلق بكونهم فرنسيين، الأمر ليس حتى متعلق بفرنسا، ولكن بالعالم بأثره.

لقراءة المقال باللغة الإنجليزية على الموقع الأصلي من هنــا

اقـرأ أيـضـًا:

الإعلام المصري في قضية الطائرة الروسية.. شاهد مشافش حاجة

8 حقائق في حب “الفرنجة”

إنجي أنور.. “البيت مش بيتك”

انسحاب ضيف الإبراشي على الهواء: قلة أدب

4 فروق بين “تامر روتانا” و”أمين الحياة”

هشام المياني يحقق: هل كان “هيكل” وراء القبض على “صلاح دياب”؟ 

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا