خالد حبيب: لهذا السبب ابتعدت عن البرامج التلفزيونية 

نهي رشوان 

كان هدف الحوار سؤال الإعلامي خالد حبيب عن برنامج “أهل مصر” الذي يقدمه على راديو مصر، لكن حبيب مشغول الآن ببرنامج أخر هو ” تأهيل الشباب للقيادة” وما بين البرنامجين كانت لنا أسئلة وله عليها إجابات

كيف أتت فكرة برنامج الرئيس لتأهيل الشباب للقيادة؟ وكيف تم اختيارك كمصمم للبرنامج؟

البرنامج كان فكرة الرئيس تحديدا،وجاء من منطلق افتقاد الشباب خلال 30 سنة التعليم الجيد ومثل أعلى يقتدي به واعلام يحترم عقله، فكانت الفكرة الأساسية تأهيل الشباب للقيام بدور ايجابي في المجتمع ومشاركة سياسية حقيقية، فأرادنا ان تكون الفكرة متكاملة بعيدا عن مقارنتها بما جاء من قبل كالتنظيم الطليعي بعهد عبد الناصر أو جمعية المستقبل أيام مبارك.

وما يميز الفكرة هو ما يسمى بال experiential   learning أو التجربة العملية بنفس وقت المحاضرة وليس بعد انتهاء المشروع، فأي معلومة سيقوموا الشباب بتطبيقها في مؤسسات الدولة،بالتنسيق مع ادارات التنسيق الحكومي بالمؤسسات لفتح الطريق للشباب للتجارب وعمل ابحاث وتقديم افكار. واختياري جاء بان هناك بعض الناس بالمؤسسة تعرفني وتعرف عني اني قمت بإعادة هيكلة شركات ومؤسسات عالمية ومحلية وإقليمية فعندما طُلِب مني ذلك وعرضت أفكاري وتناقشنا وضعنا فريق عمل للمشروع،وكل ذلك ساقوم به بشكل تطوعي بحت بخلاف المواد التي أقوم بإعدادها ووضع قواعدها مثل التسويق والتنمية البشرية، فسيكون هناك عدد كبير جدا من الشباب، ففي المراحل الأولى غير قيامي بالتصميم سأقوم بتدريب المدربين بحيث يكونوا ملمين ولديهم التوجيه الصحيح.

ما هي أهم اهداف البرنامج؟ وآليات العمل به وكيفية تطبيقه على ارض الواقع؟

اهداف البرنامج أولا تخريج اكبر قدر ممكن من الشباب المثقف الواعي الايجابي المؤهل للعمل بالسوق المصرية، ثانيا والأهم هو تطعيم الجهات الحكومية بدم جديد محترف ومتعلم على أعلى مستويات التعليم تضاهي المستويات الاجنبية المتطورة لإضافة قيمة حقيقية ورفع مستوى الانتاج، ثالثا ان نعطي صورة ايجابية حتى يتم تكرار التجربة بالمؤسسات الاخرى، لأنه في اعتقادي لو كان لدينا مستوى تعليم جامعي جيد لما احتاجنا للقيام بهذه التجربة، بالإضافة لنشر اساليب تعليمية متطورة للمدربين. هناك هدف هام جدا ايضا هو وجود قاعدة معلوماتية لألاف الشباب ذوي الإمكانيات للطرح بعد ذلك للمؤسسات والشركات.

سنبدأ التدريب بالبرنامج مع بداية 2016 حتى نكون قد وصلنا الى صورة متكاملة بشكل واضح،وبعد تخريج كل دفعة هناك مشروعات تخرج وتقييم شامل لهم يتم عرضه على المسؤولين الكبار بالمؤسسات لخلق دور للشباب وفرص لديهم، كما نتطلع للتوسع لوجود مقرات بالمحافظات المختلفة.

746

خلال قيامك بتصميم البرنامج، هل كان هناك ضوابط أوشروط من مؤسسة الرئاسة تتحكم في وضعه؟

بالعكس تماما لم يكن هناك فرض أي توجه أو ما شابه، تناقشنا وطرحنا الأفكار والعملية احترافية بشكل كامل.

هل الخلفية المعرفية السياسية للمتدربين تعد ضرورة لقبولهم في التدريب بالبرنامج؟

لا إطلاقا فنحن ننظر لخبراتهم المحتملة وليس ما قدموه من قبل، فمطلوب خريجي جامعات او تعليم فني عالي من سن 20 الى 30 واختبارات البرنامج عامة جدا عن سمات الشخصية والهوايات والأهداف والقدرات واللغات…

بداية خالد حبيب في الإعلام كانت من خلال الإذاعة ثم التليفزيون وحققت من خلالهما نجاح كبير، لما لا تستثمر هذا النجاح وتعود للمشاهد مرة أخرى؟

انا ازعم ان نسبة الاستماع لبرنامج “اهل مصر “على راديو مصر كبيرة جدا الحمد لله،وهناك ردود افعال ايجابية من اول سائقي التاكسي وسيدات في البيوت إلى وزراء ومسؤولين، وابتعادي عن التليفزيون يمكن يكون لسببين اولا منظومة الإعلام بوضعها الحالي، وان رأس المال الخاص يسيطر بشكل كبير على الإعلام ومن مصلحته ان يظل الإعلام في نفس الإطار ونفس المحتوى الفارغ وأن تظل البلد بوضع اللا سلم واللا حرب،والتسويق المستمر للقبح. جائتني عروض كثيرة من قنوات ولكن إما تكون غير مناسبة لي من حيث المحتوى إما الموضوع لا يكتمل، وللأسف نحن نفتقد الجهات التي تدير المنظومة الإعلامية، فانا لدي الافكار والتي لا تشترط إمكانيات كبيرة ولكن تحويلها من فكرة الى تطبيق يتطلب ادارة من ناس محترفة وواعية وهي غائبة للأسف في ظل العوائق الروتينية الآن.

hqdefault

مجال التنمية البشرية من اهم تخصصاتك لما لم تجمع بينه وبين موهبتك الاعلامية لتوصيل أفكارك؟

انا بالفعل قدمت برنامج من سنة تقريبا اسمه “اللعيب مع خالد حبيب” على اذاعة الشباب والرياضة وكانت برعاية المجلس الثقافي البريطاني، كنت باحكي قصص حقيقية عن مواقف واجهت ناس في مجال العمل ولكن لم يكتمل لقلة الإمكانيات، وكما  قلت ان الأفكار موجودة ولكن نحتاج لشركة انتاج مقتنعة وداعمة.

رغم ظهور علم التنمية البشرية بمصر منذ أكثر من 10 سنوات إلا أننا مازلنا نتوقف عند مرحلة التدريب وليس التطبيق بمختلف المؤسسات بالدولة، ما تفسيرك لهذه النقطة؟

بصراحة نحن لدينا أكثر من مشكلة،اولا المنظومة كلها كانت تفتقد لهذا الأمر، واتمنى ان التصميم الذي وضعناه لبرنامج التدريب ان يطبق بالكامل، لأننا بذلك سنصل الى نزول الشباب للتدريب العملي داخل المؤسسات ثم الضغط عليهم لإعطاء فرصة لهؤلاء الشباب للتعيين،ثانيا عزوف الشباب بصفة عامة ربما لغياب الرسالة الإعلامية وفقدان الثقة في الدولة،ولكن عندما قمنا بتصميم البرنامج الرئاسي بصياغة متكاملة، تقدم حوالى 60 ألف شاب،والمشكلة الأكبر- كما يطلقون الأجانب The elephant in the room- وهي القوانين والتشريعات، فالقوانين القديمة التي تحكم العمل داخل المؤسسات مازال بها ما يجعل الأمر اكثر صعوبة، فهناك قوانين متضاربة تكافيء الناس السيئة وتقنن الفساد،لذلك اصلاح القوانين مهم جدا.

كما نعلم ان وضع التعليم في مصر منذ عدة سنوات بحالة لا يحسد عليها، هل تتوقع اصلاح بمنظومة التعليم في المستقبل القريب؟ وهل لدينا الأدوات والمهارات التي تؤهلنا لذلك؟

هناك مشروع عبقري سعيد جدا به  يقوم بالإشراف عليه د/طارق شوقي أمين عام المجالس المتخصصة بعنوان “المعلم أولاً” الهدف منه تأهيل 10 ألاف معلم للمدارس،وذلك في غاية الأهمية لأن التعليم عندنا بخلاف انه سيء اصبح مخترق من الجهات المتطرفة والفاسدة التي تستهدف الطبقات المتوسطة والفقيرة من خلال التعليم، وفي نفس الوقت نحتاج  لإصلاح شامل وتنسيق داخل المنظومة، لأن المدرس دوره في غاية الأهمية، فالتعليم والإعلام مجالين يمكن أن يغيروا ويبنوا مجتمع جيد،ونحن لدينا كم من الإمكانيات والخبرات المصرية العبقرية مشكلتها انها كانت تعمل بشكل فردي فكلما ظهرت مشروعات قومية تجمع الناس كان افضل، بالإضافة الى دور وزارات التخطيط والمالية والتضامن الاجتماعي في توجيه وتوزيع الأموال بشكل سليم وللأولويات.

hqdefault (1)

ما هي نصيحتك للشباب في هذة المرحلة بالذات؟

أولاً ألَا ييأسوا،ثانيا أن يؤمنوا جدا بقدراتهم، فهناك حكمة لباولو كويلو تقول “عندما تريد شيئا من كل قلبك يتآمر العالم من أجل تحقيقه” بمعنى الشاب أو الشابه إذا وضع كل ما يملك من قدرات مهما كانت الصعاب سينجح بالتاكيد، فشبابنا ظلم كثيرا من تعليم وإعلام سيء لسنوات طويلة،وما مروا به من ظروف خلال 4 سنوات اعطاهم مناعة وحصانة- اقوى من حصانة مجلس الشعب- ضد أي شيء يمكن ان يواجهم ، وثالثا ان يضعوا لأنفسهم هدف كل وقت،وأخيرا نقطة مهمة هي الإدراك والوعي وعدم التأثر بسلبيات الآخرين.

 أعود مرة أخرى للإعلام والحالة السياسية بشكل عام وأسألك هل كثرة المعارضين دليل على فشل الرئيس أو الحكومة؟

في أي زمن المٌعارض دائما بيكون صوته أعلى على عكس الشخص الراضي بيبقى ساكن لا يتكلم، وهناك قنوات تظهر اصوات المعارضة أكثرلأنها تعيش بمنطق الصراعات والخلافات والأصوات العالية وتغيير المواقف مما يضعف مصداقيتها، فالمقياس الحقيقي هو بالدخول في التفاصيل وتحقيق المشروعات وايجاد الحلول والاقتراحات مما يظهر المعارضة الحقيقية ونحن للأسف نفتقدها الآن.

هل تطبيل الإعلامي للنظام أو الحكومة يجعله بمأمن عن أي تصادمات او مخاطر تهدده؟

أي إعلام بينفخ في النظام بيحرق صورة الدولة أكثر، واحيانا بيرسموا صور خيالية وبيدعوا أشياء وبتبقى كلها اكاذيب في النهاية، فبالعكس تماما أي اعلامي من هذا النوع بيحترق سريعا والناس الآن بدأت تميز بين اللي بيمدح على طول الخط وبين اللي بيمدح وينتقد أخطاء بنفس الوقت.

ما هو الشيء الذي لا يجب أن يتخلى عنه الإعلامي؟

اول شيء انه يفرق بين المعلومة والرأي، فأغلب الإعلاميين يقدم رأيه في شكل معلومة،ويسانده في ذلك القوانين التي لا تطبق ففي أي دولة أجنبية يطبق القانون بتغريمه أو بغلق القناة أو غيره،وهناك شيء آخر هو أن نعود للتخصص والمهنية في نقل الأخبار والتصريحات دون تحريف وتلاعب بالألفاظ لجذب الجمهور،فالإلتزام بأخلاقيات وآداب المهنة أصبح غير موجود.

e50ec62701c99f1c6de7c23f2ca262f2

اقـرأ أيـضـًا:

السيسي للإعلام: المرة الجاية هشتكيكم للشعب المصري

أبرز ما جاء في أولي حلقات مرحلة المواجهة من برنامج The Voice

تفاصيل مسابقة إعلام.أورج لأفضل مقال في الميديا

لأول مرة.. الإعلاميون اتحدوا ضد ريهام سعيد

إيمان الحصري تغلق الهاتف في وجه ريهام سعيد

إبراهيم عيسى للسيسي: لن نسمح بأكثر من مدتين للرئاسة

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا