يانى : العزف تحت سفح الاهرامات حلم حياتى

نقلا عن الأهرام

بعد رحلة دامت 50 عاما مع الموسيقى عرفه الجميع باعتباره صاحب الألبومات الموسيقية الأعلى مبيعا، حيث اصدر نحو 40 ألبوما بيع منها أكثر من 25 مليون نسخة حول العالم .

قدم عروضا حية فى معظم العواصم ولم يتبق أمامه إلا بلدان معدودة لا يزال يصر على تصدير موسيقاه إليها ويسعى كاسبا رضا جمهوره بها. فنان وصفته وسائل الإعلام العالمية بأنه ذاك الفتى الساحر الذى جعل من الموسيقى غذاء للروح ودواء لاسقام النفس ودافعا قويا للتسامح ونبذا للعنصرية وتقاربا بين الشعوب.. تحتل مصر فى قلبه وعقله مساحة لا بأس بها، و ارتبط وجدانيا بالتاريخ الفرعونى نظرا لنشأته ودراسته باليونان، وهو قادم إلينا ليشهد العالم ـ على حد قوله ـ على جمال الحضارة المصرية القديمة وعظمتها، ومن هنا كان إصراره أن يكون حفله تحت سفح الأهرامات إيمانا بالقيمة واعترافا بالتاريخ.

منذ 2010 يحاول الموسيقار العالمى «يانى كريسماليس» تهيئة الظروف المناسبة لزيارة القاهرة .. وها هو قادم إليها بروح مفعمة وبضحكة صافية رائفة كما موسيقاه، متطلعا إلى تحقيق «رقم قياسى» جديد فى مضمار يسابق فيه نفسه فقط حيث لا منافس آخر .. وقبل مجيئه للقاهرة بأيام، أجرى «الأهرام» حوار خاص معه أعرب فيه عن سعادته الكبيرة بتقديم موسيقاه فى مصر بلد الحضارة.

فى البداية لماذا كان الإصرار منك على أن يكون حفلك تحت سفح الأهرامات؟

إنه الحلم الذى أصبح حقيقة، وأعتقد أنها تجربة أكثر من رائعة كونها تجرى فى مصر بلد الحضارة التى دائما ما تبهرنى بثقافتها وتاريخها الذى أعرف عنه الكثير بحكم أننى عشت وتربيت فى اليونان، ولدى دراية كاملة بالتاريخ المصرى والفرعونى، وهى فرصة عظيمة للتعرف على ثقافة الشعب المصرى عن قرب، وعملى كموسيقى محترف هى واحدة من أعظم المتع التى تمكننى من السفر كثيرا للعمل والتعرف على الثقافات المختلفة وتطوير الصداقات والاتصال مع الآخرين بالعالم.

وكيف ترى زيارتك لمصر؟

طوال عمرى كنت أتطلع لزيارة مصر وتقديم حفل تحت سفح الأهرامات، وها هو الوقت المناسب لتحقيق الحلم بزيارتها للمرة الأولى وهى من أكثر الأشياء التى أسعدتنى طوال مشوارى، وشرف كبير لى بأن أقدم موسيقاى أمام الأهرامات، ومتحمس جدا كونى أمام هذا المكان العريق الذى أتمنى أن أكون بمثل قدره.

ولماذا لم تقدم موسيقاك فى مصر من قبل ؟

كما ذكرت سابقا أن تقديم حفل فى أهرامات الجيزة بمصر كان حلما دائما، وكنا نحاول لعدة سنوات العثور على الوقت المناسب والطريقة التى يمكننى أن أؤدى بها فى مصر للمرة الأولى، فمنذ 5 سنوات لم نتمكن من الحصول على كل شىء من ناحية احتياجات العمل، فهناك قدر هائل من الإعداد لإقامة مثل هذه الحفلات فى تلك الأماكن التاريخية والتى تحتاج لمواصفات ضخمة لتجهيزها ولم تكن متوافرة، إلى أن اقتربنا من تحقيق الحلم.

وكيف كانت الاستعدادات لذلك؟

قمنا بوضع إستراتيجية كاملة لتجهيز الحفل بكافة الإمكانيات وإنارة الأهرامات وأبو الهول بشكل كامل لإبراز الحدث باستقدام أجهزة عالية الجودة وبمواصفات عالمية إلى جانب معدات الصوت لظهور هذا الحدث بالشكل اللائق، فكلها أشياء مهمة كان يجب وضعها فى الاعتبار، وذلك بالتنسيق مع أشرف هريدى منظم الحفل، بالإضافة إلى استقدام كافة الاحتياجات التى من شأنها تسجيل الحفل بإمكانيات عالية الجودة لتقديمها إلى العالم فى أعلى صورة ممكنة وبشكل لم يتم فى اى حفل قدمته من قبل.

من أين جاءتك فكرة تصوير وتوزيع فيديو ترويجى لمصر فى أنحاء العالم؟

أكرر أن الأداء عند سفح الأهرامات فرصة عظيمة تحدث مرة واحدة على مدى الحياة وكنت انتظرها سنوات كثيرة، فأردت أن أسجل هذا الحلم لى شخصيا وأن أظهر للعالم مدى جمال الحضارة المصرية، وأن أظهر أيضا طريقة تعامل المصريين معى، فهو كان حلما دائما بتسجيل هذه الحفلة وتقديمها للعالم وهو شرف كبير بالنسبة لى.

وكيف سيتم ذلك؟

سيتم بكاميرات «4K» وهى من أعلى الكاميرات التى نستطيع من خلالها تصوير ونقل صورة عالية الجودة، وتعد فرصة كبيرة للخروج بأحسن صورة أمام العالم أجمع، ايضا الموسيقى التى سيتم تقديمها بالحفل سيتم تسجيلها بأفضل التقنيات الحديثة فى عالم الصوتيات وستتم إذاعتها باسم «مصر» فى نقاط البيع المختلفة حول العالم.

حفلان بعد أن كان واحدا .. لماذا؟

فوجئت بالإقبال الكبير على الحفل والترحاب الذى لمسته من الجماهير بمصر عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وأمام الطلب المتزايد للحفلة الأولى، وتقديرا لهم طالبت بإقامة حفل أخر على نفس المسرح بالأهرامات، وهو ما أحرص عليه دائما فى جميع جولاتى مما يعطينى مجالا أوسع للاطلاع على البلد الذى أحيى به حفلاتى والتعرف عليها، كما أن الأوركسترا تنال فرصة للاسترخاء قليلاً بعد السفر، وغالباً ما تكون حفلات رائعة.

وماهى توقعاتك للحفل؟

أتمنى نجاح الحفل وأن أدخل البهجة والسعادة على وجوه المصريين الذين سيحضرونه، وتمتلكنى سعادة غامرة بردود الأفعال الكبيرة لذا سأبذل جهدا كبيرا بكل حب وفخر لم يسبق له مثيل فى أى حفل آخر، حتى يليق بمكانة الجمهور المصرى وفرحته، وبما يليق أيضا بهذا المكان العريق تحت سماء مصر الخلابة، ومتحمس جدا لهذا الحفل وترحيب الجمهور الكبير الذى يمثل دافعا مهما لإقامة مثل تلك الحفلات فى هذا المكان الملهم مرات عديدة.

من واقع حفلاتك عبر العالم ..هل ترى اختلافا فى استقبال موسيقاك من الجمهور العربى؟

أشعر بتواصل عميق جداً بين الجماهير العربية وموسيقاى الأمر الذى يساعد الفنان على التجاوب معهم، وكثيرا ما يلامس قلبى رد فعلهم ويمدنى بقدر كبير من الطاقة والحب لتقديم عروضنا بأقصى جهد، وهو ما يمتعنى كثيرا.

وما هو أكثر حفل استمتعت بإحيائه فى المنطقة العربية؟

كل حفلاتى التى قدمتها فى العالم العربى استمتعت بها كثيرا ولكن لكل حفل طابعه المميز، كما أن تجاوب الجمهور كان مختلفاً قليلاً، علماً أن كل وقت أمضيناه فى كل بلد كان فريداً من نوعه، ونحن نتطلع إلى زيارة المنطقة العربية لإحياء حفلات أكثر فى العام المقبل، فالمنطقة بأسرها أظهرت استقبالاً جميلاً وحفاوة بالغة، علما باننى شاركت فى احياء حفلات فى كل من لبنان، عمان، دبى.

تشهد فرقتك عديدا من التجديدات بقدوم عازفين وخروج آخرين .. لماذا؟

لدينا أوركسترا عريض يضم مجموعة من أمهر العازفين على مستوى العالم، وعندما شكلت هذه الفرقة كنت أضع فى اعتبارى دائما إيجاد أفضل ما يمكن من الموسيقيين مهنيا وإنسانيا، وهو ما يستغرق وقتا طويلا، وبمحض الصدفة لدينا 11 جنسية مختلفة على المسرح مختارين بعناية كبيرة بعد اجتيازهم اختبارات محددة نضعها لكل منهم، أما بالنسبة لكيفية التجديد فدائما ما أقابل عازفين من مختلف دول العالم وأضعهم دائما فى ذاكرتى لإلحاقهم للفرقة فى الوقت المناسب، والأهم أن يكون لديه المقدرة على التفاعل والاندماج مع أعضاء الفرقة بأكملها، وأعتقد أننا أصبحنا أكبر أوركسترا عاطفى وفريد من نوعه لأن كل عضو يجلب معه تاريخه وثقافته الفريدة وتراثه.

يشعر المستمع بتناغم غير عادى فى موسيقاك .. كيف يأتيك هذا الإلهام؟

هناك أمر غريب أشعر به تجاه الموسيقى وكأنها تتكلم معى وتحدثنى بأسرارها، ودعنى أقول لك إلى أن الأمر يصل أحيانا إلى أننى حينما أستمع إلى مقطوعة موسيقية أيا كانت أو من تأليف عازف آخر فأصبح من السهل جدا أن أتخيل الحالة التى كان يعيشها كاتبها وأصل إلى الشعور الذى دفعه بالأساس إلى كتابتها، فكثيرا أستطيع أن أرى ما يدور بالنفوس.

استطعت أن تجعل للموسيقى فقط ـ دون الغناء ـ جمهورا عالميا .. كيف فعلت ذلك؟

أعلم تماما كيف اصل للجمهور وكيف ستؤثر فيهم مقطوعاتى لأننى بالأساس أعرف جيدا كيف أصنع مقطوعة موسيقية قائمة على محتوى عاطفى وهى بالأساس لغة صريحة بشكل لا يصدق وتتضمن كما قلت سابقا لغة ومنطقا وتخاطب الروح بشكل مباشر، بالإضافة إلى ذلك، فأن أغلب ما قمت بتأليفه يستند على أحداث حقيقية مررت بها ومشاعر عشتها بالفعل.

ما رأيك فى مقولة «يانى جعل من الموسيقى غذاء للروح ودواء لإسقام النفس»؟

أؤمن بأن للموسيقى دافعا قويا للتسامح والتقارب ونبذ العنصرية والتقارب بين الشعوب وبالنسبة لى هى من المتع الكبيرة وإذا توافرت فرص لدى سأقوم بتعليم الموسيقى، وأفرح كثيرا عندما أعلم أن هناك أفرادا ساعدتهم موسيقاى كثيرا فى الخروج من أزمات صعبة مروا بها, ووضحها جزءا من حياتهم مثل ميلاد أو زفاف وقتها فقط أشعر ووضحها أتواصل مع الناس وتزيدنى حماسا للحفاظ على تقديم الأفضل.

ما هو أكثر شىء تريد أن تراه لدى وصولك إلى القاهرة؟

بالطبع أنا متعطش لرؤية معالمها ومعرفة المزيد عن تاريخها والأهم أننى أتطلع إلى التقرب والتعامل مع الشعب فى مصر، وهو ما يبهرنى دائما فى سفرياتى الطويلة للتعرف على ثقافة الأخر والتواصل معهم حول العالم.

 

اقـرأ أيـضـًا:

إنتصار : لهذا السبب لن اتزوج   

3 صور من حفل زفاف محمود العسيلي   

باسم مرسي: لن ألعب للأهلي أبداً

حسين صبور: الرئيس لم يوفق في دعوته لتأسيس “تحيا مصر”

مرتضى منصور لأصالة: الله يهدك

أغرب 6 تصريحات عن المرحلة الأولى للإنتخابات   

لميس الحديدي بعد مطالبتها باستضافة نجوم الزمالك: أنا مش محايدة

يوسف الحسيني: حزب النور “خد بمبة”   

أحمد بهجت: غلق دريم وارد في هذه الحالة‎  

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا