"باتخاذ القرارات".. هكذا تُسطح خوارزميات السوشيال ميديا العقول

تناول تقرير في موقع npr الأمريكي جانبًا مهمًا من تأثيرات خوارزميات السوشيال ميديا، مشيرًا إلى أنها تعمل على "تسطيح" ثقافتنا والتأثير على عقولنا، من خلال اتخاذ القرارات نيابةً عنا، وفقًا لوصفه.

استهل التقرير مقدمته لافتًا إلى أنه قبل عقد من الزمن تقريبًا، كانت المنشورات تظهر على فيسبوك أو إنستجرام بترتيب زمني، لكن يتعرض المستخدمون الآن لتدفقات كبيرة من المحتوى المنسق بواسطة خوارزمية، وفقًا لاهتمامات وشغف كل فرد.

نرشح لك: ضرار سفيان يحذر من خطورة شحن الهاتف في المناطق العامة

في هذا الصدد، يوضح التقرير بأن هناك معادلات تقيس ما نفعله، وتراقب بيانات جميع المستخدمين على هذه المنصات، ثم تحاول التنبؤ بما يتفاعل معه كل شخص، لذلك، بدلًا من عرض المنشورات وفقًا للترتيب الزمني، أصبح لدينا هذا الموجز الذي يحاول باستمرار تخمين ما سننقر عليه، وما سنقرأه، وما سنشاهده أو نستمع إليه.

في السياق ذاته، يتناول كتاب بعنوان "Filterworld" لـ كايل تشايكا، الكاتب في مجلة نيويوركر، التوصيات الخوارزمية التي تملي كل شيء؛ بدءًا من الموسيقى والأخبار والأفلام التي نشاهدها، إلى الأطعمة التي نأكلها، والأماكن التي نذهب إليها، موضحًا أن كل هذا التنظيم الموجه آليًا جعلنا مستهلكين مطيعين، وقلل من إعجابنا وأذواقنا.

يقول الكاتب في تصريحه لـ npr: "بالنسبة لنا كمستهلكين، فإنهم يجعلوننا أكثر سلبية بمجرد "تلقيننا" الكثير من الأشياء، من خلال التوصية المستمرة بأشياء تجذب اهتمامنا".

والأكثر من ذلك، كما يقول الكاتب، أن الخوارزميات تضغط على الفنانين وغيرهم من منشئي المحتوى لتشكيل أعمالهم بطرق تناسب خلاصات السوشيال ميديا؛ بالنسبة للموسيقيين مثلًا الذين يعملون من خلال سبوتيفاي أو تيك توك، قد يعني هذا تسجيل المقاطع الجذابة في بداية الأغنية مباشرةً لتجذب اهتمام المستخدم.

من ضمن تأثيرات الخوارزميات كذلك هي كيفية تكييف الأفلام والمسلسلات إلى "كوميكس" على الإنترنت، بالإضافة إلى تكييف نوع المَشاهد الجاهزة لصور GIF التي نراها في العديد من المنشورات والتعليقات، وهو ما أدى إلى تأثُر الكثير من خيارات الإنتاج بالحاجة إلى صناعة محتوى السوشيال ميديا، من خلال جذب التفاعل، وتجزئة المقاطع، وإنشاء المزيد من "الكوميكس".