دراسة تكشف تأثير الذكاء الاصطناعي في دعم القطاعات المجتمعية

كشفت دراسة جديدة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أسهمت في دعم القطاعات المجتمعية المختلفة "الرعاية الصحية، والتعليم، والخدمات العامة" في مصر والسعودية، وأحدثت تطورات تقنية في تلك القطاعات.

جاء ذلك في الدراسة التي نشرتها المجلة الدولية للسياسات عن تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستثمار في رأس المال البشري في مصر والسعودية، والتي كانت أهم نتائجها أن بناء القدرات البشرية هو الركيزة الجوهرية للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بكل من البلدين.

وأكدت الدراسة أن جائحة كورونا فرضت زيادة الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي كآلية لتقليل حدة آثارها السلبية على المستوى الصحي، والمجتمعي، والبيئي، والاقتصادي.

من جانبه، علق الإعلامي محمد نصار على نتائج تلك الدراسة التي تؤكد أهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي أنه في الماضي عندما انتشرت الآلات الحاسبة المتطورة بكثرة كانت هناك تحذيرات منها لأنها "تجمد المخ، لقلة الاعتماد عليه".


وأوضح أننا أصبحنا نعتمد على الذكاء الاصطناعي فبعدما مرت السنوات لم تقف التكنولوجيا ففي عام 2005 ظهرت إرشادات خرائط جوجل، المرافق الافتراضي الجديد الذي أنقذ البشر من تيه الطرقات وتعقيداتها، وأصبح الاعتماد عليه أحيانًا للوصول إلى وجهة نزورها للمرة العاشرة، بل جعلنا في أحيان كثيرة نشعر بصعوبة التحرك من دونه، وهذا بناء على دراسة أجريت عام 2017.

وأكد نصار، أن باحثين وجدوا أن الأشخاص الذين يستعينون بنظام تحديد المواقع يعطلون عمل أجزاء من المخ في أثناء ذلك، وبحسب دورية "نيتشر كوميونيكيشن" المرموقة فإنه عندما اعتمد متطوعون في الدراسة على أنفسهم لبلوغ وجهاتهم كان لديهم زيادة في أنشطة الحُصين Hippocampus (منطقة من المخ مرتبطة بالتعلم والذاكرة الطويلة والإبداع والتخيل وحل المشكلات) والقشرة الأمامية التي تغطي الفص الجبهي.

وتابع أنه في نوفمبر الماضي، كان العالم أمام فتح جديد مذهل في مجال ما يعرف بتعليم الآلة العميق، إذ أطلق مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي "أوبن أي آي" (OpenAI) روبوت الدردشة "Chat gpt" الذي يتميز عن أسلافه من روبوتات الدردشة بقدرته الفائقة والفورية على شرح مفاهيم معقدة بجمل بسيطة منطقية وسليمة، دون الاقتباس من مصادر أخرى، وفوق كل ذلك يعلم نفسه بنفسه، فالخوارزمية التي تديره تُنتج جُمَلًا مكتوبة يجري توليدها إحصائيًّا بالاعتماد على البيانات هائلة الضخامة، لدرجة يصعب أن تميزه عن صديقك الذي تتحدث معه.

وأشار محمد نصار، إلى أن 100 مليون مستخدم نشط شهريًّا لـ"Chat gpt" في يناير الماضي، أي بعد شهرين من إطلاقه، ما يجعله التطبيق الأسرع نموًّا في التاريخ وفقًا لدراسة نشرها "يو.بي.إس"، وفي ذلك دلالة واضحة على أن البشرية كانت بانتظار شيء كهذا.

نرشح لك: "التأمين الاجتماعي": زيادة الحد الأدنى للمعاشات ابتداءا من يناير

وقال إنه على الجميع إقرار أن الذكاء الاصطناعي بكل أذرعه واستطالاته لم يبدأ قبل عقود ليتوقف الآن، والتطور لن يلجمه كل تلك المخاوف ولن تكون هناك صدمة بشكل من الأشكال، وربما تتسع الهوة بين من يواكب ومن لا يواكب من المجتمعات والأفراد