الصحة الفلسطينية: نُخذر من كارثة بيئية

أعلن الدكتور أشرف القدرة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى، والذي أغلبهم من الأطفال والنساء، والنازحين إلى جنوب غزة، مُحذرًا من حدوث كارثة صحية وبيئية في قطاع غزة.

قال "القدرة" خلال مؤتمرًا صحفيًا من أمام مستشفى الشفاء في غزة، إن ارتكاب 27 مجزرة خلال الساعات الماضية، راح ضحيتهم 304 شهيدًا، غالبيتهم من الذين نزحوا إلى المناطق الجنوبية من قطاع غزة، والذي لا زال الاحتلال الإسرائيلي يتبجح ويُسميها مناطق آمنة كما يزعم، وبالتالي يرتفع عدد المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق العوائل الفلسطينية إلى 908 مجزرة، وأن من هذه العائلات عائلة قضى منها 93 شهيدًا، وهى عائلة "الأسطل" بمدينة خانيونس.

تابع أن وزارة الصحة الفلسطينية رصدت ارتفاع لحصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث بلغ عدد الشهداء حتى الآن إلى 8306 شهيدًا منهم 3457 طفلًا، و2136 امرأة، و480 مُسنًا، وكذلك 21 ألف و48 إصابة مختلفة منذ يوم 7 أكتوبر الجاري، بالإضافة إلى 1950 بلاغًا عن مفقودين تحت الأنقاض، منهم 1050 طفلًا، ولا زال عددًا كبيرًا من الشهداء تحت الأنقاض حتى اللحظة.

أردف عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على المنظومة الصحية، حيث رصدت وزارة الصحة استشهاد 124 كادرًا صحيًا وتدمير 25 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 12 مستشفى من الخدمة وكذلك 32 مركزًا للرعاية الأولية، خرجوا عن الخدمة بسبب الاستهداف وأيضًا نفاذ الوقود.

تابع أنهم لاحظوا ازدياد استهداف محيط المستشفيات والذي تركز على محيط مستشفى "الصداقة التركي"، وهو المستشفى الوحيد المُخصص لمرضى السرطان في قطاع غزة، مما أدى إلى حالة من الهلع والخوف بين مرضى السرطان، وكذلك الطواقم الطبية وتعريض حياتهم للخطر.

أكمل أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تكرار تهديده لمستشفى "القدس" التابع لجمعية الهلال الأحمر، واستهدف بشكلٍ مُركز محيطها، وكرر اتصاله على مدير المستشفى لإخلائها، موضحًا وجود نوايا مُبيتة للاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ دموي أكبر، لربما مما كان عليه الحال في مجزرة المستشفى المعمداني.

وطالب وناشد كافة الجهات الدولية بتفعيل القانون الدولي الإنساني واتفاقية جينيف الرابعة لحماية المؤسسات والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، وكذلك النازحين، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا العدوان المستمر لليوم الـ 24 على التوالي، تعمد إبقاء الانهيار للمنظومة الصحية وشل خدمات المستشفيات وسيارات الإسعاف، حتى لا تكون قادرة على القيام بوظائفها في إنقاذ حياة آلاف الجرحى والمرضى.

وناشد كافة الأطراف بالتحرك العاجل، إيذاء انهيار المنظمومة الصحية بهذا الشكل، لإسعاف المنظومة بالأدوية والمستلزمات الطبية والوقود لإنقاذ آلاف الجرحى والمرضى، واستعادة الوظائف الصحية بشكلٍ كامل، موضحًا أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على الوصول للشهداء والجرحى، أمام الاستهداف المُركز لها وللأحياء السكنية، وكذلك ضرب البنية التحتية واستهداف الطرق.

أردف أن الوزارة تُجدد مطالبتها للأشقاء في جمهورية مصر العربية بضرورة فتح معبر رفح البري وعمله كالمعتاد، وإدخال المساعدات الطبية والوقود، وخروج الجرحى والمرضى بشكلٍ عاجل، قبل حدوث كارثة صحية كبيرة في قطاع غزة، مُحذرًا من حدوث كارثة صحية وبيئية كبيرة في قطاع غزة، جراء انتشار واسع للأوبئة والأمراض الجلدية والمُعدية والجدري المائي بين النازحين، بسبب شُح الماء وقلة النظافة الشخصية والبيئية.

أضاف أن وزارة الصحة الفلسطينية، تُناشد كافة الطلبة والخريجين من كليات الطب والتمريض، وكذلك المُتقاعدين من الأطباء والممرضين، للالتحاق فورًا بالعمل في مستشفيات قطاع غزة التي تُعاني من شُح الكادر البشري واستنزافه خلال 24 يومًا من هذا العدوان المستمر حتى هذه اللحظة.