إيناس العيسوي تكتب: "ستوكمان" وعليك أن تختار؟

قدم المخرج الدكتور أسامة رؤوف عرضًا مسرحيًّا من إخراجه على مسرح الغد، وإنتاج الفرقة التابعة للبيت الفني للمسرح، العرض المسرحي "ستوكمان"، عن النص المسرحي "دكتور ستوكمان ومستر قاسم" للمؤلف ميخائيل وجيه، والذي فاز من خلال هذا النص بجائزة ساويرس لعام 2019، وحصل الفنان ياسر عزت على جائزة أفضل ممثل من المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ16، دورة الفنان عادل إمام.

العرض بطولة ياسر عزت، ريم أحمد، محمد دياب، نائل علي، والديكور لحمدي عطية، والإضاءة لأبوبكر الشريف، والملابس لدينا زهير، والماكياج لجهاد سعيد والموسيقي لرفيق جمال والبوستر لعادل صبري والدعاية والسوشيال ميديا لمحمد فاضل.

ويدور حول فكرة النفس البشرية وتطلعاتها، ويطرح العرض سؤالًا هامًا، هل من حق الإنسان أن يحقق طموحه بطرق مشروعة أم من حقه أن يلجأ لتحقيقها بطرق أخرى؟. العرض في أوله يشعرك أنك على موعد مع القصة الشهيرة "دكتور جيكل ومستر هايد"، قصة قُدمت من قبل عبر أفلام عربية وأجنبية وفي المسرح والتليفزيون، ولكن بعد أقل من 10 دقائق من بداية العرض، والذي مدته 70 دقيقة تقريبًا، يجعل معدل تركيزك يتضاعف حتى تحاول أن تفهم ما يحدث على خشبة المسرح من خدع بصرية بشرية، باستخدام تكنيك تواجد أكثر من ممثل على خشبة المسرح بنفس الطول والتكوين الجسدي، ونحت زوايا الوجه، وهنا يظهر حرفية المكياج لجهاد سعيد، وبراعته في أن يجعلك تصدق أن الشخصية الرئيسية "قاسم" والذي يلعب داخل المسرحية شخصية ممثل يجسد دور "عدو الشعب"، أنهما بالفعل معًا على المسرح بتقنية سينمائية غاية في الدقة والحرفية.

الصورة البصرية تسيطر على العرض، من إضاءة وديكور وملابس وتقنيات بصرية سواء، عبر المرأة وهي شاشة تم استخدامها بشكل حرفي يظهر لك ذلك، أو من خلال الخدع البصرية باستخدام الممثلين أنفسهم، هناك تناغم شديد بين بالتّة ألوان العرض، من ديكور للدكتور حمدي عطية وإضاءة لأبو بكر الشريف والملابس لدينا زهير.

الموسيقى كان لها عامل مهم من عناصر زيادة التركيز، وتدخلك في المشهد بشكل طبيعي غير مفتعل، استطاع رفيق جمال أن يقدم موسيقى مختلفة ومتميزة مناسبة لطبيعة العرض المسرحي.

وجاء الأداء التمثيلي لأبطال العرض أكثر من رائع، إلا ان الفنان ياسر عزت بحرفية تمثيلية عالية، يخطف أنظارك من الوهلة الأولى، يجعلك تستمتع بعاميته وهو "قاسم" ولغته العربية الفصحى السليمة وهو "عدو الشعب"، وأدائه التمثيلي الصادق والطبيعي جدًا مع شخصية العرض.

مخرج العرض الدكتور أسامة رؤوف، استطاع أن يقدم لنا عرضًا متكاملًا منظبطًا بحرفية وتقنيات بصرية مبهرة، بدون تكاليف باهظة، استطاع أن يقدم لنا عرضًا مسرحيًّا برؤية سينمائية، اعتاد على تقديمها في أعماله، فكرة تواجد أكثر من شخص على المسرح يمثلون شخصًا واحدًا، والتي يقدمها برؤية سينمائية مسرحية بدقة شديدة، قدمها من قبل في عرضه "سيدة الفجر"، ولكن "ستوكمان" قُدّم فيه هذا التكنيك بحرفية مضاعفة.