مصطفى شردي: مهنة الإعلام "لمت"

حوار- فاطمة النشابي:

لم يتجاوز عمره في تقديم البرامج التليفزيونية الست سنوات، بدأها إلى جانب الإعلامي عمرو أديب، على شاشة “اليوم”، وقدم معه برنامج “القاهرة اليوم”، ثم شارك في تقديم برنامج “على الهوا” مع مريم زكي”، لينتقل بعدها إلى شاشة المحور، ويشارك في تقديم برنامج “تسعين دقيقة”، ثم يقدمه منفردا، إنه النائب البرلماني السابق والصحفي المخضرم محمد مصطفى شردي.

تدرج شردي في العمل الصحفي حتى وصل إلى منصب رئيس تحرير الوفد، سيرا على خطى والده، مصطفى شردي، الذي كان أول رئيس تحرير للجريدة الحزبية، ليبدأ بعد ذلك مشواره في عالم الفضائيات، في حواره مع “دوت مصر”، تحدث شردي عن واقع الإعلام المصري وعن المصالحة المصرية القطرية.

في بداية الحديث.. ماذا عن رؤيتك لإعلام الدولة المصرية الرسمي؟

لا في إعلام دولة ولا تليفزيون مصري، وأنا أعتقد أنه لا يجب أن يكون هناك إعلام دولة من الأساس.

لماذا؟

المفترض أن نشاهد تجارب الدول المتقدمة، وهنا يجب القول إنه لا ينبغي أن تسيطر الدولة على الإعلام، لأن إعلام الدولة يعتبر بوابة مفتوحة للأخطاء وللمشاكل، بجانب المحاولات للسيطرة على عقلية المواطن.

وفي الوضع الحالي ماذا يجب أن يحدث للإعلام المصري؟

علينا الاعتراف بعدم وجود رغبة في السيطرة على التليفزيون المصري، أو على عقل المواطن لأن هذا يجعل المواطن يبحث عن أساليب أخرى للتعامل والإعلام والتواصل، هذا بخلاف أن هناك قنوات خاصة تحاول السيطرة على عقلية المواطن المصري، ولا بد أن يترك التواصل مع المواطن لأشخاص جيدي الفهم، وأن يكون هناك ثقة في الإعلاميين.

في رأيك ما هو الحل لتحسين وضع التليفزيون المصري؟

إن استطعنا تنظيم الحالة العامة دون التدخل فيه، بجانب تقليص إعلام الدولة، فنحن لسنا في حاجة إلى كل هذه القنوات الحكومية، نحن فقط في حاجة إلى قناة واحدة أو ثلاث للتعبير عن الدولة، والنظر إلى تجارب الدول الأخرى مثل “بي بي سي”، فهي هيئة مستقلة، وهناك قوانين تحميها، ولكن في مصر تليفون صغير من مسؤول يمنع ويوقف الإعلاميين، علينا الانتهاء من الترهل في الهيكلة العامة، السؤال هنا كيف سيكون الانطلاق بتركة بها نحو 60 ألف شخص؟

ألا يجب أن يكون هناك إرادة للتغيير؟

بالطبع لا بد من اقتناع صاحب القرار التام أننا لسنا في حاجة أن نسيطر على الإعلام، وأن يترك الإعلام لوعي الإعلامي، ووضع قواعد منظمة للعملية الإعلامية، والبدء في التثقيف العام للمواطن المشكلة ليست في الانصراف للقنوات الخاصة خاصة أن تلك القنوات بدأت تقدم فروض الولاء والطاعة في زمن أن نكون على اتحاد كامل لمواجهة مخاطر الدولة، المشكلة الحقيقية هي في الإعلام البديل، إعلام السيوشيال ميديا، والذي انصرف إليه الكثير من الشباب والذي يعتبرونه الآن أكثر مصداقية.

بعض خبراء الإعلام يرون أن هناك فوضى إعلامية.. ما رأيك؟

في البداية، أقول إن أستاذ الإعلام ليس خبيرا، ولا يجب أن يكون خبيرا، فأنا أرفض أن يحاول الأكاديميون تطبيق نظرياتهم على العملية الإعلامية، خاصة أنهم ليس لديهم خبرة إعلامية عملية، فالكتب تعطي نظريات ومبادئ علينا احترامها، ولكن الذي يدرس غير الذي يمارس ويطبق، والشخص الذي يجب أن يكون خبيرا أو رقيبا، عليه أن يجمع بين الأكاديمية والحياة العملية.

وماذا عن الفوضى الإعلامية؟

ستستمر الفوضى الإعلامية في مصر نحو عشر سنوات

ولماذا؟

لأنه من الصعب عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي، إلا بعد مرحلة من التثقيف والثقافة العامة عند كل طبقات الجمهور المستهدف، بجانب أن على رجال الأعمال المالكين للقنوات أن يكون لديهم مبادئ تحكم، والنقابات التي يتم إنشاؤها عليها وضع آليات للتطبيق قبل وضع الشروط، بجانب أن الإعلام مثل باقي المجالات “لم جامد جدا”، خاصة أن بريق الإعلام “بيلم”.

هناك مرحلة على الجميع التعلم فيها وهذا ليس عيبا، العيب هو عدم الاعتراف أن هذه المرحلة هي مرحلة تعليم أو مرحلة نحتاج لها، لا يوجد إعلام في أي دولة إلا وقد تفوق على الإعلام المصري عدة مرات، على الرغم أن من صنع هذه النجاحات هم مصريين، ولكن لديهم الإمكانيات والمبادئ أو الخطة الواضحة، وهذا ما لا نجده لدينا في الإعلام المصري.

وماذا عن المصالحة بين مصر وقطر.. وكيف سيكون الأداء الإعلامي من قبل الطرفين؟

هو إحنا عملنا إيه في مصر علشان نغيره؟ لا أتصور أن الحرب الإعلامية بين مصر وقطر سنتتهي، أو أن النفوس ستعود إلى ما قبل تلك الحرب، وهذا الأمر سيأخذ وقتا طويلا، فأنا لا أطلب من قطر أن تحب مصر ولكن تحترم مصر.

وماذا عن هجومك على قطر؟

لن أتوقف عن مهاجمة قطر وأقول لقطر “إن عدتم عدنا”، ولن أسمح أن يهاجم أحد مصر دون سبب، أين كانت في وقت حسني مبارك؟ الآن هي تهاجم مصر بشكل كبير وشديد.

أخيرا هل من الممكن أن توجه رسالة إلى قطر والقائمين على قناة الجزيرة؟

قناة الجزيرة هي قناة حكومية، ومن غير المعقول أن تختزل قطر في قناة، فلا أحد يعلم شيئا عن الصحف القطرية أو باقي القنوات القطرية، وقناة الجزيرة بتاخد مئات الملايين من الدولارت سنويا علشان هي من تسمع الآخرين أن هناك دويلة تسمى قطر، ولذلك أقول لها “عليكي الابتعاد عننا”، وسأكون أكثر تأدبا حين يكونوا هم أكثر تأدبا، خاصة أن لديها من السلبيات ما يكفي، وختاما هناك مثل أطبقه في التعامل مع قطر “يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز عسل منك”.

نقلًا عن موقع “دوت مصر”