أنسي أبو سيف: أرفض التعامل مع عمال السينما بنظرة فوقية

هدير عبد المنعم

التقى مصمم المناظر، أنسي أبو سيف، الجمهور اليوم في ندوة خاصة وماستر كلاس على هامش فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير المستمرة في الفترة من 16 حتى 22 فبراير.

وتحدث أنسي أبوسيف عن كيفية توظيف الديكور دراميا، بعدما تمكن من تقديم أعمالا يشهد لها على مدار مشواره الفني، أبرزها الحرافيش، الكيت كات، أيام السادات، حليم، الكنز وغيرهم.


عبر عن سعادته واعتزازه بالتواجد وسط جمهور الإسكندرية الذي يعتبره مثقفا سينمائيا، مشيرا إلى أن الكثير من تفاصيل السينما بدأت من هذه المحافظة.

أوضح الفرق بين مهندس الديكور ومصمم المناظر، قائلا: “مهندس الديكور هو الشخص اللي بيعملك الحاجة اللي أنت عاوزها.. أما مصمم المناظر وهي التسمية الحقيقة لأي حد بيشتغل في السينما بيعمل الكادرات”، متابعا في شرح وظيفة منسق المناظر، موضحا: “كل ماهو موجود داخل الكادر مهمتي.. وده دائما مرتبط بحاجتين الشخصية اللي بتمثل والمكان جواها.. ولازم أصمم المكان بما يواكب الحدث ده وبخلق واقع جديد”.


من جانبه، قال أنسي أبو سيف، إنه تعلم الكثير في مجاله من عمال السينما، لأنهم يعلمون أكثر من أي شخص ولديهم إرث عمره أكبر من 100 عام من المعرفة، موضحا: “زمان مكنش التطوير زي دلوقتي ولقيت نفسي تلميذ قدام أسطى نجار لما عدل على شغل ليا بعد ما حققت نجاح كبير في (يوميات نائب في الأرياف) واتغريت في نفسي شوية”.


استكمل: “نجار السينما ميعرفش يعمل كرسي أو ترابيزة لكنه يقدر يبني عمارة بطريقته وأسلوبه.. وأقعد في البيت أحسن من التعامل مع العامل بنظره فوقية”.

أيضا كشف مصمم المناظر أنسي أبو سيف عن رفضه العمل في فيلم “إبراهيم الأبيض” في البداية، قائلا: “بعد نجاح (الكيت كات) بقى كل اللي بيتعرض عليا أفلام تدور أحداثها في حي شعبي.. ولكن بعد تدقيق في القصة بنيت ديكور كامل بداية من جبل المقطم حتى الحارة الشعبية ومنزل عبد الملك زرزور”.

كما تحدث أنسي أبو سيف لـ إعلام دوت كوم، ونرصد تصريحاته في السطور التالية:

1- سعيد بالحديث مع الجيل الجديد، وكنت أتمنى لو تحدث معي أحد وأنا في هذا العمر، وأرى أن الجيل الجديد من الممكن أن لا يستفيد بكلامي، ولكن وجهة نظرهم ستكون مفيدة بالنسبة لي، لأن الجيل الجديد يمتلك إمكانيات حديثة لم تكن عندي.

2- يهمني جدا أن يمارس الجيل الجديد المهنة بالشكل الجديد وليس بالشكل القديم مثل جيلي، لأننا كان لدينا قصور كثير في المعلومة، أما هذا الجيل، فمنفتح على العالم أكثر، وقادرين على الوصول لأشياء لم نصل لها نحن.

3- عندما يعرض عليّ سيناريو عمل ويعجبني، والإعجاب هنا بمعنى هل سأعرف كيف أعمل به وأعبر عنه أم لا؟ هل سأجد عندي مساحة لتقديم شيء جديد عما قدمته من قبل؟ إذا رأيت إني لن أستطيع العمل به، أعتذر وهذا ليس معناه أن السيناريو سيء، إذا كان السيناريو يشبه ما فعلته من قبل، أرفضه، ومثال على ذلك، مسلسل “لحظات حرجة” الذي تم تصوير أحداثه داخل مستشفى، وأنا بنيت المستشفى بالكامل، وبعد انتهاء التصوير تم تفكيك الديكور ووضعه في المخازن، ثم طلب مني القائمون على المسلسل العمل معهم في الجزء الثاني، وفي هذا التوقيت كنت “مفلس” وهذا عمل سهل جدا، فكل شيء جاهز، ولكني رفضت لأني قمت بهذا العمل من قبل.


4 – رفضت فيلم “إبراهيم الأبيض” في البداية لأني قدمت الحي الشعبي في فيلم “الكيت كات”، لكن عندما وجدت به وجهة نظر مختلفة أملك القدرة على تحقيقها، وافقت، وما شجعني هو شخصية “عبد الملك زرزور” لأنه شخصية متحكمة في الناس، وأنا ترجمتها حكومة وشعب.

5- من الوارد أن أرفض عملا إذا كانت الميزانية المخصصة له غير كافية لعمل الديكورات وتنسيق المناظر اللازم، إذا كان المكان سيتكلف كثيرا ولا بد من ذلك، والقائمون على العمل لن يتمكنوا من تغطية التكلفة، سأعتذر، ولكن أنا عادة أحاول إيجاد حلول، وقد لا ينفع الأمر أحيانا، مثلا في فيلم “الكنز” كان هناك مشكلة في الميزانية، لأن الفيلم يحتوي على مراحل تاريخية كثيرة، ولا بد أن يكون هناك حي إسلامي بالكامل، ولا يمكن التصوير خارج الاستوديو لأن به أكشن، وأستاذ شريف عرفة قرر الإنفاق من أجل الفيلم، ولكن أنا أيضا أحاول التوفير، “إحنا لما بنعمل حي إسلامي بنجيب بلاطات فوم وندهنها فتبقى حجر، وقتها الفوم غلي، فعملت تجارب وأبحاث لحد ما وصلت إني أعمل البلاطة دي بنفايات الورق ونجحت”.

6- كل فيلم بالنسبة لي تجربة، إذا شعرت أن الفيلم ليس به تجربة جديدة، غالبا سأعتذر عنه.

7- في تجربة فيلم “المسافر” لـ عمر الشريف، كان مطلوبا مني بناء سفينة تشبه سفينة الملكة الزابيث الثانية، التي جاءت مصر، ولا يوجد سفن نهائيا في مصر أو العالم، فالسفينة بالكامل تم بنائها في البلاتوه، “كنت حاطط أيدي على قلبي”.

8- الأفلام التي شاركت فيها عددها 50 فيلما، ولم أقدم أكثر من ذلك لأني لم أجد أعمالا أشعر أني أخوض من خلالها تجربة جديدة، وبعض الأعمال تشبه أخرى شاركت بها بالفعل، وبدون مبالغة، إذا كنت أقبل كل عمل يعرض عليّ، كنت وصلت لرقم كبير من الأعمال.

9- شادي عبد السلام أثر فيّ وتعلمت منه، كما تعلمت من أستاذه ولي الدين سامح، رغم أني لا أعرفه، ولكني شاهدت أعماله.

10- أنا أعمل مع من أستطيع التفاهم معه والمناقشة معه حول السيناريو، أما من يعترض على إبدائي ملاحظات على السيناريو فلا أعمل معه، ومن الممكن أن نختلف في الآراء ولكن المهم أن يسمع الطرف الآخر وقد يقنعني بوجهة نظره، ولم يحدث أن انسحبت من فيلم بسبب اختلاف وجهات النظر، وما قد يدفعني للانسحاب هو تغيير وجهة النظر التي تم الاتفاق عليها.

11- أحب من مهندسين الديكور حاليا، محمد عطية، علي حسام، محمد أمين، فوزي العوامري، وكثيرين، هذا الجيل أثبت أنه على قدر المسئولية.

12- اختلفت مع الراحل يوسف شاهين كثيرا، وهذا الاختلاف معناه أنه يوجد وجهات نظر، ولكن ما دام شاركت في الفيلم، فإننا توصلنا لاتفاق في النهاية.

13- لم يتم تحويل موقع تصوير قمت بعمله إلى مزار، ولا أهتم بذلك، لأن المنتج الذي ينفق أمواله لبناء حي، من حقه أن يؤجره أو يغير به، أما أنا فعملي تم تسجيله على الشاشة وانتهت علاقتي به، “أنا الحاجة الوحيدة اللي بهرب منها يوم هدد الديكور لأن بيبقى فيه علاقة بيني وبينه”.

14- لو عاد بي الزمن للوراء سأغير من طريقة تنفيذ كل أعمالي، لأني أتطور ولا أقف على مرحلة، ومع التطور الذي حدث لي وتطور الزمن “بقول ياااه لو كنت عملتها بالشكل الفلاني كان هيبقى أحسن”، أشاهد كل أعمالي وانتقد نفسي.

15- يوجد تفاهم كبير بيني وبين داود عبد السيد، فهو زميل دراسة وصديق، ونحن تقريبا جيل واحد ولديه اتجاهات ومفهوم واحد، وبيننا رحلة.
وتوافد الجمهور بأعداد كبيرة لحضور ماستر كلاس أنسي أبو سيف، والتواجد مبكرا قبل موعد الندوة للاستفادة من تاريخه الفني.

أقيمت ندوة مهندس الديكور ومصمم المناظر أنسي أبو سيف، في مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، في تمام الساعة 2.00 وحتى 4.00 عصرا بحضور الجمهور والنقاد ووسائل الإعلام، وأدارها المخرج السينمائي أحمد نبيل.

نظم مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير منذ انطلاقه الخميس الماضي، عدد من الندوات والفعاليات، أبرزها ندوة تكريم مع الفنانة سماء إبراهيم، وماستر كلاس مع المخرج محمد ياسين، حضرهما أعداد كبيرة من الجماهير والصحفيين.

تتكون إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير من محمد محمود رئيسًا، وموني محمود للإدارة الفنية، ومحمد سعدون مديرًا، وهو احتفالية سينمائية تقام كل عام، أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويهدف لنشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية الدولية، تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة ووزارة الشباب والرياضة.