بسبب 26 مليون جنيه.. عودة الجدل حول الفساد في نقابة "الموسيقيين"

بسبب 26 مليون جنيه.. عودة الجدل حول الفساد في نقابة “الموسيقيين”
هالة أبو شامة

بعد ساعات قليلة من إعلان دخل نقابة الموسيقيين في ثلاث أشهر، أي في الفترة التي تولى فيها الفنان مصطفى كامل منصب النقيب، أثار الفنان حلمي عبد الباقي، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

كشف البيان الذي أعلنه نقيب الموسيقيين الحالي أن دخل النقابة خلال ثلاثة أشهر بلغ 26 مليون جنيه، هذا ما دفع “عبد الباقي” للتعليق بمنشور عبر حسابه على موقع “فيسبوك” كتب فيه: “مهما كانت أحلامي لنقابة الموسيقيين بالنجاح والفلاح، لم أكن أتخيل أبدا أن أرى بعيني هذا اليوم والنقيب العام وهو يعلن دخل النقابة العامة في ثلاث أشهر ستة وعشرون مليون جنيه”.

تابع مهاجما الإدارة السابقة للنقابة، حيث كتب: “الآن أضحك من كل قلبي عندما أتذكر شخص وهو يتغنى بدخل خمسين مليون جنيه في سبع سنوات وله فيديو شهير يقول فيه أين الفساد يا سادة.. عرفتوا بقى أين الفساد يا سادة ههههههه”.

 

نقابة الموسيقين

نرشح لك: عرض “ثري دي” وتقنيات سينمائية.. بتول عرفة تكشف كواليس صناعة مسرحية “تقدر”

اتهامات بالفساد

ما كتبه “عبد الباقي” لم يفاجئ الكثيرين، ورغم أن الأزمة متأصلة منذ سنوات، إلا أن حرب الاتهامات المتبادلة كانت على أشدها خلال الأشهر الماضية تزامنا مع اقتراب موعد انتخابات نقيب “الموسيقيين”، والفضل في ذلك يرجع لمصطفى كامل، الذي أدلى بتصريحات عديدة حملت اتهامات واضحة لإدارة هاني شاكر بالفساد، وكان ذلك تمهيدا لترشحه للمنصب.

ففي سبتمبر الماضي، تعهد “كامل“، خلال لقائه في برنامج “حبر سري” مع الإعلامية أسما إبراهيم، عبر شاشة “القاهرة والناس” أنه سيقضي على الفساد في حال حصوله على منصب نقيب الموسيقيين، وقال: “أول قرار هاخده لو وصلت لمنصب النقيب هكنس الفساد بالمقشة.. عندي إثباتات بالفساد”.

بعد أيام، رد هاني شاكر، على تلك الاتهامات خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج “كلمة أخيرة” مع الإعلامية لميس الحديدي، وقال: “الفساد موجود من سنين طويلة، مش في فترتي بس، وفي وجودك كان فيه فساد يا مصطفى، وبتمنى لأي حد جاي نقيب موسيقيين يتحاسب بالورقة والقلم، زي ما أنا اتحاسبت بالورقة والقلم، والأرقام لا تكذب ولا تتجمل”.

تابع: “أتمنى مسيرة النجاح تستمر في نقابة الموسيقيين.. وبقول لمصطفى كامل: بطل تتكلم عن الفساد لأن الفساد هيفضل ومش هينتهي، وركِّز على إيه اللي هتعمله للنقابة.. إحنا عايزين نقيب موسيقيين، مش وكيل نيابة ولا مأمور ضرائب، النقيب جاي علشان يرتقي بالمهنة ويحافظ على اللي إحنا وصلنا له، ومحاربة الفن الهابط مش يحارب الفساد بس”.

لكن مصطفى كامل، لم يتوقف عن اتهاماته المٌرسلة، حيث أجرى لقاء تلفزيوني ببرنامج “على مسئوليتي” الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى، عبر شاشة “صدى البلد” في بداية أكتوبر الماضي، ووعد أنه عقب فوزه بمنصب النقيب سيتعامل بشفافية كاملة، مؤكدا أن النقابة مليئة بالفساد، وناشد حينها اللواء هشام أبو النصر، مدير أمن الجيزة بضرورة تأمين انتخابات “الموسيقيين” نظرا لتلقيه تهديدات، معلقا: “أتلقى تهديدات بعمل حاجات فوق الوصف مقدرش أقولها وكأننا داخلين حرب”.

لم يقف هاني شاكر، النقيب السابق، متفرجا على الاتهامات الموجهة لفترة إدارته للنقابة، لذا بحلول يوم 10 أكتوبر، نشر بيانا دافع فيه عن نفسه، جاء فيه: “انتظرت طويلاً لعلي أجد ردًا من أعضاء مجلس النقابة الذين شرفت بالعمل معهم طوال سبع سنوات تعليقًا على الكثير من الاتهامات لهم بالفساد وإجحافًا لما تم من إنجازات لم تحدث من قبل في تاريخ الدورات السابقة للنقابة ولكنى لم أجد ردًا منهم ربما خوفًا أو حفاظًا على مكانهم”.

أضاف: “أما بالنسبة للفساد فهذا المجلس تقريبًا هو نفس المجلس الذي كان يعمل مع النقباء السابقين في الدورات السابقة ولم يجرؤ أحد على تقديم أي شخص للنيابة وهذا عكس ما حدث معي تمامًا فعندما كان هناك ما يشين أحد أعضاء المجلس وكان هناك بعض الأدلة لم أتردد في تحويله للنيابة العامة التي بحثت في القضية بالمحامي الخاص بى ولم تثبت إدانته فعاد لعمله مرة أخرى.

نرشح لك: بعضها مفقود وأخرى تحمل قصصا وذكريات.. كواليس جمع مقتنيات متحف “رموز ورواد الفن”

اختتم: “ترديد كلام مطلق بأن هناك فسادًا وهناك تستر عليه فهذا محض افتراء ومجرد كلام للاستهلاك الإعلامي لزوم الانتخابات فليس هناك إدانة بدون دليل أما بخصوص حال النقابة المتدهور كما قيل فليس هناك أصدق من الأرقام والأوراق الرسمية المختومة من حيث زيادة المعاشات والعلاج والودائع المربوطة والحساب الجاري بحساب النقابة والذي أعتبره إعجازًا وليس مجرد إنجاز حيث إن هناك سنتين مر بهم العالم بجائحة كورونا والجميع يعلم ما ترتب على تلك الجائحة من عدم شغل الموسيقيين فلا هناك حفلات ولا أفراح ولا كافيهات وبرغم الإغلاق التام ظلت النقابة صامدة ولم تتوقف عن خدمة الأعضاء”.

قرارات حاسمة

بحلول 16 أكتوبر الماضي عقب انتهاء انتخابات النقابة، أصدر مصطفى كامل، بصفته نقيبا للموسيقيين، قرارا بإيقاف سعد المتولي المستشار القانوني لنقابة المهن الموسيقية، وإحالته للتحقيق بتهمة الفساد الموجهة له، فيما أعلن أيضَا في مؤتمر صحفي تجميد عضوية زوجة سكرتير نقابة المهن الموسيقية وإحالتها هي الأخرى للتحقيق في تهم الفساد الموجهة لها.

وخلال مؤتمر آخر أقيم يوم 19 أكتوبر، كشف “كامل” عن مقطع صوتي لمحامي نقابة الموسيقيين الموقوف يدينه بعدم المساواة في تحصيل رسوم من متعهد حفلات أحد المطربيين الشعبيين ومحاسبته مرة بـ 10 آلاف جنيه ومرة بـ 20 ألفا، حيث قال محامي النقابة خلال المقطع: “محدش يحاسبنا”.

وصرح “كامل” حينها قائلا: “والله ما همضىي على قرار إلا وأنا قادر على تنفيذه، وسأقوم بتطهير النقابة من الفساد حتى ولو كانت آخر دورة ليا كنقيب”.

نرشح لك: من الماركيز المفقود لـ مصنع الكبريت.. “إينولا هولمز 2” تنتصر للمرأة