كامل الباشا عن "الغرفة 207": لم أشتت نفسي بالرواية وتصرفات "عم مينا" ليست سلبية

كامل الباشا عن الغرفة 207
سالي فراج

يُعرض على منصة “شاهد” مسلسل “الغرفة 207” المأخوذ عن رواية “سر الغرفة 207″، للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، والمسلسل من بطولة محمد فراج، ريهام عبد الغفور، ناردين فرج، مراد مكرم، كامل الباشا، يوسف عثمان، سلوى عثمان، سمر علام، وآخرين وإخراج محمد بكير، وكتابة تامر إبراهيم.

تدور أحداثه في الغرفة 207 في فندق “لونا” بمرسى مطروح، وماذا يحدث بداخلها، وماذا يفعل العاملون بالفندق حيال ما يحدث، ومن أبرز العاملين فيه هو “عم مينا” الذي يؤدي دوره الفنان الفلسطيني كامل الباشا.

نرشح لك: “الغرفة 207” بين الرواية والدراما.. اختلاف في الأحداث ومساحات الأبطال!

حاور إعلام دوت كوم “الباشا”، للحديث عن كواليس تحضيره للعمل، وهل قرأ الرواية أم لا، ومن رشحه للعمل، وكواليس تعاونه مع الفنان محمد فراج، وما هي أعماله المقبلة، وفيما يلي أبرز التصريحات:

الذي رشحني لدور “عم مينا” هو المخرج تامر العشري لأنه بدأ العمل على المسلسل لمدة أسبوعين، وبعدها اعتذر عن تكملته، واستكمل العمل المخرج محمد بكير، ولم يعترض على وجودي في الدور، أو وجود أي فنان آخر.

قبل أن أقرأ السيناريو بحثت عن الرواية وقرأت منها جزءا، وعندما وصلت لي أول حلقة في المسلسل لم أكمل الرواية لأن شخصية “عم مينا” في المسلسل بها اختلافات عن الرواية، وبالتالي آثرت الاكتفاء بالسيناريو حتى لا أتشتت.

تصرفات “عم مينا” ليست سلبية لأنه يعمل بالفندق منذ 34 عاما فمن الطبيعي أن يكون مر بالكثير من الأحداث مع الغرفة وهو ما يجعله يتصرف بهذه الطريقة التي قد تبدو سلبية، ومن الأكيد أنه في البداية اعترض على ما يحدث واقترح غلق الغرفة ولكنهم لا يستطيعوا غلقها مثل ما حدث في الحلقة الرابعة، فإذا حاولوا أن يجددوها ستعود كما كانت.

الطفل أدم وهدان الذي قام بدور “أكمل” في الحلقة الثانية ممثل عظيم، وأرى أن مهمة الممثل الأساسية أن يعود لطفولته وبساطته وهو كان رائعا في الأداء نتيجة لعفويته، ويستطيع أن يحفظ الإحساس والكلام بتلقائية فكان التصوير معه ممتعا جدا.

شخصية “عم مينا” مختلفة تماما عن كل الشخصيات التي قمت بتقديمها، لأنني أعمل منذ 40 عاما في المسرح، فكل شخصية لها مميزاتها وطابعها فالكون يحتوي على حوالي 7.5 مليار شخصا لا يوجد من بينهم شخص مثل الآخر، لأن كل شخصية بها صفات مختلفة وتاريخ مختلف وحياة مختلفة وطريقة تقديمها أيضا.

أعتقد أن اختلاف “عم مينا” عن باقي الشخصيات التي قمت بتقديمها هو اختلاف التلقي عند الجمهور، فالجمهور وحتى عائلتي يلقبونني بـ عم مينا وأعتقد أن هذه الشخصية ستستمر معي ويمكن أن أكون عم مينا كامل الباشا وأنا سعيد بذلك كثيرا.

محمد فراج فنان كبير جدا فأنا عملت معه في مسلسل “الملك” وتصادفنا أثناء التصوير وبدأ يحدثني عن فيلمي “قضية رقم 23″، وبعد ذلك شاهدته وهو يمثل أحد مشاهده في المسلسل واندهشت من براعته في الحوارات والأداء والحركة وبعدها شاهدت مسلسله “لعبة نيوتن” وقلت أنه ممثل مميز جدا.

خلال فترة التصوير التي دامت 4 أشهر، زاد احترامي وتقديري للفنان محمد فراج، والمشاهد التي عملت معه فيها كنت أستمتع بها كثيرا وأريد أن أكررها مرة أخرى فهو إنسان وفنان كبير ومجتهد ويدرس العمل الذي يقوم به ويقّدر العاملين معه.

أكثر المشاهد صعوبة هو مشهد فاصل في الأحداث لم يتم عرضه بعد فلذلك لن أستطيع الحديث عنه الآن ولكن الجمهور عندما يراه سيعلم أنه كان من الصعب تنفيذه، وكيف كان مؤلما بالنسبة لي.

المسرح الفلسطيني هو الذي كون شخصيتي، وساعدني على معرفة نصوص عالمية ومحلية ووسع ثقافتي وهو الذي جعلني أكتب وأخرج وهو ما أدين له بالفضل في كل ما وصلت له.

أؤمن أن الممثل المسرحي أقوى من الممثل غير المسرحي، لأن المسرح يُصقل شخصية الممثل ويعلمه أشياء لا يمكن أن يتعلمها خارج المسرح، وتبرزه بقالب مختلف عن العادي، ويوجد أيضا ممثلين مسرحيين لا يستطيعوا الوقوف أمام الكاميرا، ولكن هناك استثناءات، فهناك الكثير من الممثلين ليست لهم علاقة بالمسرح وأثبتوا أنفسهم في السينما والدراما.

الممثل لا يستطيع أن يقوم بفعلين في نفس الوقت، لذلك عندما أمثل أركز في التمثيل وعندما أكتب أركز في الكتابة وعندما أخرج أركز في الإخراج.

أكتب لأنني لدي مجموعة من الأفكار أريد أن تصل إلى الجمهور وأوظف كل الشخصيات بما يخدم ذلك، وأرفض أن أمثل وأخرج في نفس العمل والنصوص التي أقوم بكتابتها أخرجت منها 4 نصوص وباقي النصوص قام بإخراجها مخرجون آخرون وإخراجي لم يكن في نفس جودتهم، لأن الكاتب يكون له رؤية مختلفة عن المخرج وعندما يكون الكاتب والمخرج نفس الشخص يخرج العمل بنفس الرؤية، وأكثر شيء أستمتع به هو التمثيل.

بعد حصولي على جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا عن دوري في فيلم “قضية رقم 23″، أتطلع للحصول على الأوسكار، وجائزة الإيمي، أما حلمي على المستوى الإنساني والشخصي هو تحرير فلسطين.

كل الأدوار التي أوافق عليها أقوم بقراءة السيناريو أولا ثم أبحث عن طبيعة الشخصية ومكوناتها النفسية والبدنية ثم أقوم بالتشاور مع المخرج هو يطرح وجهة نظره ونصل لاتفاق مشترك حول الشخصية.

نصيحتي للشباب الممثلين الجدد هي ألا يمثلوا، أن يعيشوا الشخصية، لأنني أرى أن التمثيل هي أن تكون الشخصية، والسوشيال ميديا سيف ذو حدين فهناك سوشيال ميديا استهلاكية غير مفيدة، وليس لها علاقة بالفن، والأخرى تركز على الفنان وتبرز أعماله وتنتقده وتوجهه وتكون أداة مختلفة عن النقاد المتخصصين والفنان يركز عليهما لأنهما المؤشر الذي يساعد على ارتفاعه أو هبوطه.

منصات المشاهدة لا تقضي على السينما فمازالت منتعشة وعندما ظهرت قالوا إنها ستقضي على المسرح ولم يحدث ذلك، وكذلك التلفزيون فأرى أنها وسيلة معاصرة، والمنافسة القوية بينهم الرابح فيها يكون الجمهور، لأنه أصبح من السهل أن يصل إلى أي عمل في جميع أنحاء العالم ولن يقبل أن يرى عملا رديئا.

فيلم “حمزة” هو فيلم قصير مدته 18 دقيقة، يتحدث عن مناضل فلسطيني تعرض للاعتقال واستشهد زميل له، ولكنه يقرر أن يواجه العدو حتى يتخلص من خوفه فهو يركز على مواجهة الخوف داخل النفس البشرية، الفيلم متعدد القراءات فكل مشاهد يرى فيه شيئا مختلفا، وكل المشاركين فيه من فلسطين والتمويل محلي شعبي فلسطيني وأنا سعيد جدا بأن أول عرض دولي له في “مهرجان القاهرة السينمائي الدولي”.

لن أشارك في رمضان هذا العام، ولكن هناك اتفاق حالي مع واحدة من شركات الإنتاج المصرية للمشاركة في رمضان 2024، وحاليا أنا متواجد في عمّان لتصوير فيلم قصير إنتاج فرنسي، يتحدث عن فلسطين، وسأشارك في فيلم قريبا في مصر، ومسرحية في اليابان، ومسلسل أسترالي سيتم تصويره في مارس المقبل.