أحمد فتح الله يكتب: ثقافة التحقق من المعلومات

حدث بالفعل منذ ايام: مذيعة ومذيع مصريين يستعينان بخبر من موقع ساخر (بمعنى انه خبر غير حقيقي) وينقلانه للمشاهدين على انه خبر سليم، الموقف يلخص حاجة اغلب الاعلاميين المصريين لما يطلق عليه ثقافة أو مهارة التحقق من المعلومات، والتي حدث اكثر من مثال حقيقي يثبت اننا فعلا في حاجة ملحة لها.

الواقعة المذكورة في بداية المقال تفاصيلها ان هناك موقع ساخر هو “الاهرام المكسيكي” نشر خبر غير حقيقي يقول أن الرئيس المكسيكي قال إنه يتفهم دوافع مصر لقتل السياح المكسيكيين، وتساءل عن دوافع السياح الحقيقية للذهاب إلى المنطقة التي تم قتلهم فيها، ولكن المذيعان وائل الابراشي وايمان الحصري مقدما برنامجي العاشرة مساء و90 دقيقة على أنه حقيقي، ثم اعتذرت ايمان الحصري بعد ذلك عن بث الخبر.

رغم ان الخبر احتوى على معلومات سليمة لكن فريق البرنامجين لم يدقق، لم يتأكد من صحة التصريح او حتى من صحة المعلومات الواردة بالخبر.

منذ سنوات اطلقت الواشنطن بوست الامريكية خاصية يطلق عليها “تصحيح الاخبار” وتعطي هذه الخدمة للقارئ نفسه امكانية ان يصحح للصحفيين اي اخطاء ترد في مقالاتهم، فعلا الواشنطن بوست ذلك لايمانها ان ما يتم تقديمه للقارئ يجب ان يكون سليما وتم التحقق من صحته، ولم يمنعهم ذلك من ان يطلبوا من القارئ ايضا ان يدقق هو الاخر ويرسل لهم اي اخطاء في مقالات كتاب الصحيفة الاشهر في امريكا.

هناك قيمة مهمة ايضا مفتقدة في اغلب الاعلام المصري(نقول اغلب حتى لا نعمم) وهي خدمة “امكانية التحقق” بمعنى ان للقارئ الحق في امكانية ان يتحقق من اي معلومة مكتوبة عن طريق وضع روابط للمصادر التي استعان بها الكاتب، وهذه المصادر يجب ان تكون حيادية ومحترفة وغير متحيزة.

العديد من الاعلاميين المصريين في حاجة حقيقية لحضور تدريبات محترفة في مهارات التحقق من المعلومات، لا احد كبير على التدريب.. خطا كبير ان يظن اي شخص انه اكبر من ان يطور مهاراته ويتعلم الجديد.
اي مشكلة يواجهها الاعلام المصري حاليا يمكن حلها بالعلم والدراسة وليس بالفهلوة والتكبر.

اقـرأ أيضًـا:

أحمد فتح الله: الإعلام في رمضان جرعة زائدة من الترفيه

أحمد فتح الله: احساس بالغربة

أحمد فتح الله: هل الجزيرة وسيلة إعلام حقا؟   

أحمد فتح الله: التحريض يدمر مهنة الإعلام

أحمد فتح الله: هل تنشر المواقع المصرية أكاذيب؟

أحمد فتح الله: مصر في حاجة إلى إعلام خدمي 

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا