فيصل شمس يكتب: حقائق جديدة تكشفها فيديوهات أمينة شلباية

حقائق جديدة تكشفها فيديوهات أمينة شلباية
أليس غريبا أن تخرج علينا إعلامية وخبيرة موضة في مجموعة فيديوهات غريبة لتعلمنا كيف نأكل؟

أليس غريبا أن نقطع العنب نصفان وكذلك الموز، ونجهز حفلة كاملة للبطاطس المقلية؟

ماذا تعرف هي عن الأكل والسفرة العامرة التي تحتاج الغوص في ملذاتها اللذيذة، هل نحن في ضيافة ملك بريطانيا لنفعل كل هذه الأشياء الغريبة التي تفعلها والتي وصلت حتى لكيفية شرب الملوخية؟

نرشح لك: علاقة المصريين بالأكل التي عبر عنها الفن وأفسدتها أمينة شلباية

 

في الواقع، كشفت أمينة شلباية عن الشيء الذي أعرفه من زمن وهو أن الكثير من المصريين لا يعرفون كيف يأكلون، ولا يهتمون كثيرا باحترام قواعد الطعام.

وسلسلة الأصوات التي نسمعها عند شرب الشاي أو هذه الكرة التي تملأ الخد بعد أول لقمة، أو الأصابع الملوثة بالطبيخ أو المنظر القبيح لشرب زجاجة ماء أو طفح سندوتش على مرة واحدة أو السرعة الغبية لملء البطن أو تشميرة الكُم التافهة أو منظر الطعام القميء عند الكلام كل هذه المناظر البشعة تدل على صدق أمينة شلباية.

من يستطيع أن يقف أمام نفسه بكل ثقة ويدعي أن المصريين شعب يعرف كيف يأكل؟ إن أبسط القواعد الإنسانية تتطلب قدرا ولو بسيطا من الحرص على الأكل بذوق وهدوء وبساطة، خاصة أن الأكل بهذه الطرق السيئة المنتشرة ليس سخيفا فقط، بل إنه غير صحي ويدمر الجهاز الهضمي، كما أن معظم شعوب العالم أدركت هذا الكلام بينما نحن نائمون ومصممون ومعاندون.

لقد دلت فيديوهات أمينة شلباية على شيء آخر أكثر غرابة، فالكثير من المصريين بطبعهم لا يحبون التعلم ويكرهون من ينتقدهم ويحبون أن يظلوا كما هم مهما كان جهلهم، لذلك لا تندهش حين نشاهد المصريين لا يعيرون أي اهتمام للانضباط المروري ولا يود واحد منهم أن يتغير ويصبح ملتزما؛ طبعا إلا إذ سافر خارج مصر فسوف يضطر ساعتها أن يتحول إلى شخص جديد كله أمل وحيوية، وهنا تظهر المأساة الأخرى فالمصري مقتنع أنه يمكنه فعل أي شيء في بيته مهما كان سخيفا ووقحا وتافها وحتى مقرفا، وخارج بيته ينضبط ويدعى أنه جميل ومهذب ولطيف ويمكنه الأكل بالشوكة والسكينة.

إذن هو لا يريد ولا يتمنى ولا يحب أن يتعلم الشوكة والسكينة، بل إنه يكرههما كرها شديدا بلا سبب.

نفس الأمر في موضوع الأكل ينطبق على الالتزام بالطابور وقيادة السيارات والألفاظ القبيحة قليلة الأدب والصوت العالي وأحيانا النظافة، والأجيال تأخذ من بعضها وسوف نظل كذلك للأبد.

كما حكيت سابقا، كنا نجلس في واحد من أكثر الفنادق فخامة في القاهرة، وحين أراد من يقوم بخدمة الطاولات أن ينادي على زميله صاح بكل بساطة وبصوت عالي جدا (يا محماااااااااد)، هنا قال لي صديقي الخليجي بأن ما فعله هذا الشخص يعبر عن قلة ذوق ولياقة.

المصريون الجالسون لم يلفت نظرهم هذا الصوت العالي المزعج على الإطلاق.