رجل و4 مشاهد.. زوج مصري حائر بين "ست البيت" و"سيدات الشاشة"

إيمان مندور                                  زوج مصري حائر بين “ست البيت” و”سيدات الشاشة”

المشهد الأول

ليل داخلي (أو خارجي مش هتفرق)

يقلب مواطن مصري في قنوات التلفزيون في المساء، بعد يوم طويل من العمل والمشاكل وزحام المواصلات، لتصادفه مذيعة شابة جميلة وأنيقة، لكنها توبخ النساء دومًا وكأنها ليست من جنسهن، وتنحاز للرجل دون أن تنحاز للمرأة ولو مرة، باعتبار أنه لا يوجد طرف مخطئ على الدوام.

نرشح لك: أزمات المشاهير في 2021.. اللي يتجوز ميتكلمش!

يستمع لنصائح تطرب أذنه من نوعية:

– أول ما تتجوزي حطي كرامتك في الدرج.. يبقى البيت بفلوس الراجل وتيجي مراته تقوله اقلع الجزمة علشان السجادة! .. ده أنا أحط فساتيني الماركات تحت رجله يمشي عليها.

– الراجل من حقه يمسك تليفون مراته زي ما هو عايز وهي مش حقها.

– لازم الست تكون بطاية وكيرفي وأحلي حاجة في الست هي الهضاب والتلال.. ولو اهتميتي بجوزك نص الاهتمام اللي بتديه لـ غسيل السجاجيد والمواعين وتنضيف الشيش والبلكونات، عمره ما يبص لواحده غيرك.

– الراجل لما يروح الشغل ويلاقي واحدة بتبتسم له يعجب بيها، وترجعوا تسألوا الرجالة عينها زايغة ليه؟ ما هو شايف بوز أد كده طول النهار قدامه، فين أيام ما كانت الست بتدي لجوزها الحتة الكبيرة من الفرخة وتاكل الباقي هي وعيالها!

– ايه يضايقك إن حماتك تشوف لبس النوم بتاعك.. يعني هو لبس ليلى علوي!! وفيها ايه لما حماتك يبقى معاها مفتاح بيتك.. إنتي أخدتي ابنها وهي خدت المفتاح يعني أنتي الكسبانة.

ترتسم ابتسامة عريضة على وجهه ويقول “ادي الستات ولا بلاش”، حتى يفيق على صوت زوجته وهي تقول له “خليك معانا شوية” ثم تشتكي من فرهدة العيال وتعبها معهم طوال اليوم حتى ينتهوا من دروسهم والتزاماتهم، وتطلب منه أن يساعدها في الاهتمام بهم، لكنه لا يكترث لما تقول، ويغير القناة ليجد مذيعة أخرى جميلة تغرق عيناها في لون السماء، لكن يزول إعجابه سريعا حينما ينصت لحديثها..

– في رجالة تسد النفس فلما الست تسيبها بتروق وتنعنش.

– اختاروا الرجالة اللي تليق على حياتكم اختاروا اللي تليق على شخصيتكم.. لما بتعرف واحدة واتنين وتلاته وخمسة على بعض في نفس الوقت! هما مش بني آدمين زيك عندهم مشاعر وكرامة وكبرياء!.

– الست أو البنت مسئولة أكتر من الراجل الخاين أو المخادع في العلاقة.. كنتي فين وهو بيهمل فيكي! لازم تتعلمي تقولي لأ.. ولازم لما تقولي لأ تبقي لأ.

يتمتم قائلا “مالها ومال الرجالة دي”، ثم يدخل غرفته ليتصفح مواقع التواصل الاجتماعي من هاتفه، فيجد أخبارًا عن أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فيقول “أيوه كده خلينا نسمع كلام ربنا”، فيجد الأستاذة تتحدث عن حياتها الخاصة وأنها كانت تخلع الشراب لزوجها وكذلك حذائه وملابسه.. “لو كنت أقدر أبوس رجل زوجي كنت بوستها، وبالفعل عملت كده وكنت بقلعه الشراب والجزمة.. أنا كنت عميدة في الكلية، ومع ذلك لم أشعر أنني عميدة أمامه، بل كنت أمامه حبيبته وهو حبيبي”.. فيتساءل في حيرة: لماذا تخبرنا عما كانت تفعله في غرفة نومها؟!

المشهد الثاني

يستمر في تمرير المنشورات التي لا تنته عبر التايم لاين، فيصادفه شخص مفتول العضلات يلقبونه بـ”الداعية”، لكنه يشبّه التحرش بالمرأة غير المحتشمة بـ”سرقة سيارة مفتوحة”! يندهش الرجل فينظر في التعليقات ليجد متابعة تسأله بسخرية واستنكار عن الاعتداء والتحرش بالذكور، وهل السبب فيه الملابس أيضا، فيرد عليها قائلا: “ما هو مش عشان عربية صاحبتك اتسرقت وهي مقفولة تسيبي عربيتك مفتوحة!”.. يندهش الرجل ويقول هل هذا داعية أم ميكانيكي سيارات؟! ما علاقة الداعية بالمرأة بالتحرش بالسيارة؟!

ثم يلفت انتباهه تعليق متابعة أخرى تشبه الداعية بالمثليين وتبرر ذلك أنه من باب المجاملة، فيرد عليها الشيخ كاتبا: “تعالي واعرفي ذلك بنفسك.. وأعدك أن أجاملك حتى الصباح”. يصدم الرجل وتزداد حيرته.. ما هذا؟!.. أهذا داعية أم داع*ة؟! الشيوخ اتغيرت باين..

المشهد الثالث

لا يفهم شيئا من كل هذه المتناقضات، لكن تعود الابتسامة لوجهه من جديد حين يرى مطربة سورية جميلة تتغزل في الرجل المصري.. “ممكن أتجوز راجل مصري، دول حلوين قوي على فكرة.. الدلال اللي بشوفه من الرجل المصري، أنا لسه ما شوفته من أي رجل تاني.. وأنتي مو محتاجة تكوني في علاقة شخصية معه حتى يدللك، عنده جزء من الدماثة اللي هو خجل مع احترام.. لما تعامليه بطريقة معينة وصوت معين هو خلاص بيشيل عيونه ويقولك خدي”.

كالعادة لا تستمر البسمة طويلا، لكن هذه المرة بسبب صوت إعلامي مخضرم يقبض ملايين الدولارات ليأتي بطبيبة متخصصة في العلاقات الزوجية في فقرة أسبوعية، فتقدم نصيحة للمشاهدين بإطلاق اسم على العلاقة الخاصة بين الزوجين، فيقاطعها الإعلامي ضاحكا بقوله: “يسموها بسبوسة بالقشطة”، فتضحك وتؤكد صحة ما قاله “مثلا يعني”.. يتفاجأ الرجل بما قيل فيقوم بتوصيل سماعة الأذن للهاتف وهو يقول في نفسه “إيه ده في إيه”.. وبعد الاستماع عدة دقائق لحديث الطبيبة الجرئ لدرجة تخض وتعليقات وتلميحات المذيع “الأبيحة” من تحت لتحت، يستحضر مشهد الفنان الراحل وحيد سيف وهو يقول ساخرًا “إيه المجتمع ده؟!”

المشهد الأخير.. “النهاية الحقيقية”

نظرات استغراب واندهاش لا يبددها سوى صوت الهدوء الذي أصبح يعم البيت، فالأولاد قد ناموا بعد يوم طويل من اللعب والتنطيط والخروج للرياضة والدراسة وربما الدروس الخصوصية أيضا.. الأم أنهت كل ذلك وتقوم بإعادة ترتيب المنزل للمرة المائة لكنها تعود ضاحكة ومرهقة.. “أخيرا المولد والدوشة خلصت”.

ينتبه الرجل إلى أن المرأة الحقيقية ليست من تتحدث عنها تلك المذيعة الثرية التي تجلس بالساعات أمام المرآة لأجل التزين والتجميل حتى تظهر بهذا الشكل أمام الكاميرا، بينما هناك من الخدم من يقومون بأعباء منزلها بدلا منها، ولا يعرف أصلا ماذا تفعل مع زوجها وهل تفعل ما تقول.. هذا إن كانت متزوجة أصلا!

والإعلامي والطبيبة والداعية والأستاذة ووو.. كلهم لا يدري ماذا يدور داخل منازلهم وفي الغرف المغلقة. لكن اليقين الوحيد الذي لا شك فيه أن هؤلاء جميعًا لا يقولون ذلك إلا لجذب الانتباه والمشاهدات، وأن أغلبهم (إن لم يكن جميعهم) يقولون ما لا يفعلون..

والأهم أن هذه الزوجة التي لم يتسع وقتها لمتابعة كل هؤلاء، هي الشيء الحقيقي الصادق الذي يستحق الاحترام والتقدير والامتنان… والذي يدعو للتوقف عن تضييع الوقت في متابعة هؤلاء، لأنها الأولى بالوقت والحديث والاستماع… والمساعدة!

نرشح لك: المشاهير والسوشيال ميديا.. الزواج على الطريقة السخيفة

زوج مصري حائر بين “ست البيت” و”سيدات الشاشة”

زوج مصري حائر بين “ست البيت”