وليد رشاد يكتب: الثأر لقتل جنود مصر في المكسيك !!!!

المطبلاتية لا دين لهم وهم موجودون فى كل زمان ومكان يمكن ان يطبلوا لاى شئ، شخص، شركة، نادى رياضى، فصيل سياسى، حكومة او حتى دولة كاملة. الموضوع يتحول عندهم لادمان تجدهم احياناً يطبلوا حباً فى التطبيل فقط لا طمعاً فى منصب او مال او جاه، لا تستطيع ان تناقش مطبلاتى ابداً لانه يتكلم خارج حدود العقل والمنطق وربما اللغة، فهو يحفظ مجموعة من الكليشيهات الثابتة يرددها فى كل المحافل والمواقف، بعضهم يؤمن بمبدأ خير وسيلة للدفاع هى الهجوم فتجده لا يناقشك فى كلامك او افكارك انما يهاجمك شخصياً ويسارع باعلان اتهاماته، لذلك فان اسوء انواعهم هما مطبلاتية الدين او الوطن الاول يتهمك بالكفر اذا ناقشته فى اى شئ والثانى يبادر باعلان خيانتك وعمالتك ضد الوطن.

المطبلاتية يحولوا اى شئ سلبى الى ايجابية بلا اى عقل او منطقية ولكن فقط مجموعة من الخزعبلات، المطبلاتية يتكاثرون بالانقسام الثنائى البسيط فيمكن ان تبدأ نقاش مع مطبلاتى واحد (سواء على شبكات التواصل الاجتماعى او على ارض الواقع) وفجأة تجد نفسك امام قطيع من المطبلاتية يجبرك على السكوت او على الاقل الانسحاب بخسائر محدودة.
اطرف ما فى سلوك المطبلاتية انه يمكنك ان تخمن ردود افعالهم ويمكن ان تتوقع طريقة ردهم، فمثلاً حادث قتل مجموعة من السياح المكسيكيين يمكن ان تتوقع ان يتم استخدام كلمة الاخوان فى تخفيف الكارثة لنفى الغباء والتقصير عن الجانب الحكومى، ممكن مطبلاتى يقول ان شركة السياحة اخوان او المرشد السياحى اللى كان معاهم اخوان او السائق كان اخوان وممكن واحد الجلالة تسيطر عليه ويقول السياح المكسيكيين اصلاً اخوان !! المهم اى اخوان فى رغيف ومشى حالك !!!!

وساعتها حتلاقى اعلاميين زياطين يقولوا اصل “حسن البنا” لما دعوته اتحاربت فى مصر وشعر ان مفيش امل، ارسل لبعض العرب المهاجرين للامريكتين وطلب منهم ينشروا دعوة الاخوان فى المكسيك ومن ساعتها وفرع اخوان المكسيك عامل شغل جامد !!!! وممكن واحد اعلامى مخضرم من اللى مذاكرين تاريخ كويس يحكى ان دعوة الاخوان انتشرت فى المكسيك من ايام حملة “الخديوى سعيد” على المكسيك لمساعدة امبراطور فرنسا !!!!

حملة المكسيك اصلها كانت حدوتة فى حد ذاتها، تخيلوا ان مصر فعلاً ارسلت جنودها فى منتصف القرن التاسع عشر للمكسيك علشان يحاربوا هناك !!!! والقصة العجيبة بدأت عندما شهدت المكسيك حركة إصلاح ديمقراطى، كان من ثمارها دستور 1857 وقامت ضدها حركة مضادة استعانت بفرنسا، ففرضت الأسر الحاكمة فى كل من فرنسا والنمسا أحد أفراد اسرة هابسبورغ “الإمبراطور ماكسميليان” حاكماً على المكسيك، ثم شنت حرباً تذرعت لها بإساءة حكومة المكسيك معاملة رعايا فرنسا وإنجلترا وإسبانيا وعدم تسديد ما عليها من ديون، لكن الدافع الأساسى للحرب كان رغبة هذه الدول في إقامة حكومة موالية لها تحقق التوازن فى القارة الأمريكية مع الولايات المتحدة الأمريكية،غير أن بريطانيا وإسبانيا لم تلبثا أن سحبتا قواتهما بعد أربعة أشهر من القتال، وتركتا فرنسا متورطة وحدها فى القتال فأخذت تبحث عن شركاء وسعى “نابليون الثالث” لدى خديوى مصر “سعيد باشا” لإرسال قوات مصرية للمشاركة فى القتال.

ووافق “سعيد باشا” وارسل الحملة المصرية السودانية سنة 1863 وعدد جنودها 453 وعادت فى 8 يناير 1867 بعد أن فقدت 140 جنديًا ومات 46 منهم من المرض، وأقلعت التجريدة من ميناء الإسكندرية على متن الباخرة الفرنسية “لاسين” فى طريقها إلى ميناء طولون الفرنسى، ثم انضموا هناك إلى بقية القوات القادمة من عدد من المستعمرات الفرنسية واستقلوا سفينة أخرى توجهت بهم إلى المكسيك، فوصلوا يوم 23 فبراير 1863 وعندما دخلت الجيوش الفرنسية (التى تضم الفرقة المصرية) إلى العاصمة المكسيكية أقيمت احتفالات كبيرة، وجرى استعراض الفرقة المصرية السودانية فى أكبر ميادين العاصمة.

واجهت الحملة منذ مراحلها الأولى مشكلة التواصل مع بقية الجنود وتمكنوا من حلها عن طريق الجنود الجزائريين الذين قاموا بالترجمة، وأخذت التقارير الواردة إلى القاهرة تصف العديد من الصعاب التى مرت بها الحملة وهى تقاتل حرباً ليست حربها فى بلاد تفصلها عن أوطانها المحيطات، وكان من أكبر تلك الصعاب سوء المناخ والأمراض المعدية، ورغم ذلك أبلى الجنود المصريين بلاءاً حسناً فى حملة المكسيك، وقد ورد فى أحد التقارير الفرنسية: تميزت هذه الوحدة بالشجاعة والبراعة فى الرماية وقوة التحمل؛ لذلك أوكل إليها دعم المواقع المتقدمة وصد الغارات التى تُشن على قوافل المؤونة والذخيرة.

وبعد عودة الحملة استقبل “الخديوى إسماعيل” جنودها واستعرضهم فى فناء قصر رأس التين يوم 28 مايو 1867، وفى اليوم التالى صدر قرار من الخديوى بترقيتهم تقديراً للخدمات الجليلة التى قاموا بأعبائها فى المكسيك، وكانت محصلة المعارك فى المكسيك خلال الفترة التى قضتها الحملة من 23 فبراير 1863 الى 12 مارس 1867 أى اربع سنوات و 17 يوماً، 48 معركة حربية كبرى ولم تهزم فى أى معركة على الاطلاق، رغم أنها فى جميع المعارك قابلت اعداداً مضاعفة لعدد افرادها، وعلشان كده ممكن تلاقى واحد من قدامى المطبلاتية يقول ان قتل السياح المكسيكيين هو جزء من حملة حق الشهيد للثأر لقتل الجنود المصريين فى حرب المكسيك !!!!!!!

اقـرأ أيضـًا:

وليد رشاد يكتب: أحلى حاجة في مصر.. هي الفساد !!!!‎

وليد رشاد يكتب: اشتريت تين من “ابو ادهم” !!

وليد رشاد يكتب: “يا ولاد الكلب .. سماحة كان على حق”

 وليد رشاد يكتب: روح العب مع الاسد يا اشرف !! 

 وليد رشاد: اللي ملوش أهل .. الحكومة مش أهله !! 

 وليد رشاد يكتب: هل خسر الزمالك القمة بفعل فاعل ؟؟!! 

وليد رشاد: سيجارة حشيش .. انقذت ثورة يوليو !!

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا