تنقسم إلى 5 أنواع.. تحليل ثقافي لعبارات "التوك توك" المصري

سالي فراج            عبارات “التوك توك” المصري

في الوقت الذي يحدث فيه جدلا واسعا حول الـ”توكتوك”، في وجوده كـ وسيلة للانتقال، وانتشاره بـ كثرة في المناطق الشعبية، والأقاليم، ووجود الكثير منه بطرق غير شرعية وبدون تراخيص رسمية، نشرت مجلة “ميريت الثقافية” تحليلا ثقافيا للعبارات المكتوبة على ظهر الـ “توك توك”، ومدى تأثر هذه اللافتات بعصر الصورة.

التحليل كتبه الدكتور محمد إبراهيم عبد العال، ويحلل فيه العبارات المدونة ويرجعها لأسباب تاريخية، واجتماعية، وسيكولوجية، حيث تشير اللافتات إلى الثقافة التي تشكل وعي شريحة ليست صغيرة في المجتمع.

نرشح لك: أبرزها موقفه من ترك نادي الزمالك.. 15 تصريحا لـ زيزو

وفيما يلي يرصد ”إعلام دوت كوم” أبرز ما جاء في التحليل:

1- العبارات في جوهرها تحمل رسالة لغوية من شخص ما لآخر، وتكون ذات مغزى وهدف.

2- يعود تفسير العبارات تاريخيا إلى المصري القديم وشغفه الدائم بالكتابة على الجدران.

3- تصنف كـ شبه ظاهرة لأنها لا تقع تحت تصنيف الظاهرة المكتملة، وشبه شعبية وغير معروفة المؤلف حيث يتبناها أحد الأشخاص ويكتبها على ظهر الـ “توكتوك” الخاص به أو تكون واجهة للمحلات حيث اعتاد أصحاب المحال التجارية على تزيين واجهات محالهم بعبارات تتلاءم مع الحرفة التي يتقنوها أو آيات قرآنية، أو على عربة البائعين بغض النظر عن الأخطاء اللغوية الفادحة التي توجد في تلك العبارات.

4- تصاغ الكثير منها على نفس النمط اللفظي السائد في صياغة الأمثال الشعبية من حيث الاعتماد على السجع مثل “المكتوب مفيش منه هروب”، أو قصر العبارات ووضوح دلالتها وإحالتها للرمزية، والتي تجعله يجري مجرى الحكمة التي تلخص الخبرة الاجتماعية في مقولة مكثفة.

تحليل ثقافي لعبارات

5- تتعدد أنواعها بين ما هو ديني وهو يعتبر الأكثر انتشارا ويتمثل في طبيعة الدور الوظيفي الذي يلعبه الدين في المجتمع، وما هو اجتماعي ونفسي وجنسي وفكاهي.

6- تعتمد في تركيبها اللغوي على أن تكون كل كلمة فيها ذات دلالة عامة لتظن أن كل عبارة تم صياغتها خصيصا لهذا الموقف.

7- تُشير العبارات إلى العامل السيكولوجي الذي يحكم هذه الطبقة الاجتماعية المقهورة تعليميًا وثقافيًا ودينيًا وصحيًا ونفسيًا وسياسيًا حيث تتبنى عبارات تحمل خطاب تعظيم الذات وتتسم في أحيان كثيرة بالعدوانية تجاه الآخر وغالبا ما يكون الآخر خصمًا افتراضيًا مثل عبارات “وحداني والزمن بيتحداني”، و”مهما السمك كبر هفضل أنا الحوت”.

8- يرى الدكتور مصطفى حجازي في كتابه “التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان” أن من أهم سمات الذهنية المقهورة هو غياب المنهجية العلمية في التفكير، تلك المنهجية التي تستطيع أن تقيم العلاقات المنطقية للأسباب التي أدت إلى هذا الوضع الاجتماعي المتردي للفرد المقهور، التي تجعله يتصور قوى أخرى يجعلها سببا في وضعه وما يعانيه وظروفه المعيشية ما يجعل حكمها على الأسباب انفعاليا عاطفيا ويفسر ما يحدث له اعتمادا على الحسد مثل “عضة أسد ولا نظرة حسد”، “العين صابتني ورب العرش نجاني”.

9- “اتنين مالهمش أمان الفرامل والنسوان”، “العقل السليم في البعد عن الحريم” تحظى المرأة بسلوك عدواني خاصة في المجتمعات المقهورة حيث تُوضع في أدنى السلم الاجتماعي وتتعرض للتبخيس في قيمتها (الفكرية، والجسدية، والإنتاجية، والجنسية).

10- جميع ما سبق يدل على عنف لغوي يسمى بـ “اللغة العدوانية” التي تكون أهم عامل دافعي تجاه القهر الذي تتعرض له هذه الشريحة الاجتماعية، وهو ما يفسر السلوك العنيف السائد لدى هذه الشريحة والذي قد يتطور مع مرور الوقت ويصل إلى ارتكاب جرائم القتل لأتفه الأسباب، والمرجع الرئيسي لثقافة العنف هو إحساس أبناء هذه الشريحة الاجتماعية بغياب العدالة والاحساس الدائم بالدونية.

تحليل ثقافي لعبارات

عبارات “التوك توك” المصري