البابا تواضروس: كنيسة "أبو سيفين" قد الشقة ولازم توسع أو تتنقل

شدوى ممدوح

قدم قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خالص التعازي للشعب المصري كافة فى ضحايا حريق كنيسة “أبو سيفين“، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، شاكراً الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكافة رموز الدولة لتقديم العزاء.

قال قداسة البابا تواضروس، خلال مداخلة هاتفية له مع الإعلامية إنجي القاضي، في برنامج “مساء dmc“، المذاع عبر قناة “dmc“، إن كل الأجهزة المعنية بالحادث كانت موجودة ووصلت المكان سريعًا، حيث كان المكان صغيرًا وضيقًا، وكثافة الأقباط في هذه المنطقة كبيرة وهذه نقطة جوهرية يجب التركيز فيها.

نرشح لك: 6 قصص إنسانية من حادث كنيسة أبو سيفين

أوضح البابا تواضروس أنه منذ أكثر من 10 سنوات كانت عملية إنشاء كنسية عملية مرهقة جدا، وكان هناك العديد من الجهات التي تقف أمام تنفيذ هذا الأمر، مشيرا إلى أنه عندما وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، وأصدر مشروع قانون بناء الكنائس عام 2016، بدأت الأمور تمشي في نصابها الصحيح.

أردف “تواضروس”، أن هناك العديد من الأماكن التي تقام بها الصلاة صغيرة جدا بالنسبة لعدد الأقباط، مشيرا: “مساحة كنيسة أبو سيفين 120 متر، يعني متجيش شقة، أنا بطالب الأجهزة المسؤولة أنها تنتبه للنقطة دي، خاصة لو كانت الكثافة عالية والمكان ضيق، إما المكان يوسع بأي حال من الأحوال، أو يتم نقله لمكان أوسع“.

أضاف “تواضروس“ إن المكان الذي تتواجد فيه كنيسة “أبو سيفين“ التي شهدت حادث حريق أمس، ضيق للغاية، والوصول إليه أمر صعب، متابعًا: “المكان مزدحم، مكان سكني كثيف”، موجهًا الشكر والتقدير لكل الجيران سواء من المسلمين والمسيحيين الذين قاموا بواجبهم تجاه الكنيسة أثناء تعرضها للحرق.

استكمل “تواضروس”: “بنشكر كل الناس اللي ساعدتنا، مع كل الإمكانيات اللي جات سواء مطافي أو إسعاف أو عربيات الشرطة، كل ده كان متواجد، وقام كل واحد بدوره، لكن لازم نحط في بالنا النقطة دي، الحماية المدنية مطلوبة، لكن في مكان صغير ازاي تتعمل حماية مدنية؟، أنا شايف إن المحليات أو مجالس المدينة، أو الجهات المسؤولة حتى الجهات الأمنية لازم تنتبه للأمر ده، لو فيه كثافة سكانية ومكان محدود، الاثنين مايمشوش مع بعض، النقطة دي نقطة جوهرية”.

استطرد ’تواضروس“: “إن الأمر بالطبع مؤلم وموجع بالصورة التي حدثت، لكن يجب ألا نفقد إيماننا، فالذين انتقلوا كانوا في وقت صلاة، وكانوا بيحضروا قداس يوم الأحد، وإحنا حاليا بنصوم صوم مهم جدا، صوم العذراء مريم، صوم محمود لكل الجموع، حاجة بترطب قلبنا، وتخلي عندنا إيمان إن اللي انتقلوا دول، راحوا عند الله، وربنا يعزي الجميع”.

كشف البابا تواضروس الثاني، أنه كلف اليوم لجنة من أسقف كنيسة “أبو سيفين“ في إمبابة، والآباء الكهنة، لزيارة مصابي حادث حريق الكنيسة بالأمس مضيفًا: “اللجنة راحت زارت المصابين، وزاروا الأخ محمد يحيى، يعني عبروا عن مشاعرنا وتمنياتنا لهم بالشفاء، وربنا يكمل شفاهم بسرعة، ونشكر الأطباء والتمريض قايمين بالواجب كاملًا، ويطمنونا عن كل الحالات أنها خلال أيام ربنا يتم شفاهم وتخرج وتعود لحياتها“.

أضاف: “أن الحقيقة من الأمور المؤلمة والتي تزيد الأمر ألمًا الأكاذيب التي تطرح تطلق من اللي بيعرف واللي مش بيعرف، واللي بيفهم واللي مش بيفهم، متأسف في التعبير، لكن على صفحات السوشيال وبعض القنوات التليفزيونية، أمور لا تليق حتى بحرمة الموت وحرمة الحادث والألم اللي في القلوب عند الكل”.

استنكر البابا تواضروس الثاني، الشائعات التي أطلقها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع حادث حريق كنيسة “أبو سيفين“ بإمبابة، مشيرا: “المفروض كلنا كبشر، نضمد الجراح بالكلمات الطيبة والأفعال الطيبة، هي دي اللي نملكة، لكن فيه ناس أثارت الشر للأسف الشديد، وبتتكلم على أكاذيب، وشائعات، وضالات وكلها غير حقيقة”.

البابا تواضروس

أضاف “تواضروس” أن هناك شائعات فيها شكل من أشكال الشماتة، وتوجيه التقصير وتوجيه الاتهام للناس، أمور شخصية الكنيسة لا تقبلها على الإطلاق، لافتا: “في حالة الأزمات كل إنسان بيبقى في فكرة أنه يؤدي عمل يفك الأزمة، لو إنسان في أزمة أو في خطر، نشوف إزاي نساعده، ناس كتير بتتكلم كلام مش في الواقع خالص، ده بيعمل أزمة ثقة، وده مش موجود على الواقع”.

أشار بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى أنه بعد ساعات قليلة من حادث حريق كنيسة “أبو سيفين“ توجهت قيادات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي لمكان الكنيسة من أجل إعادة ترميمه وإعادة إصلاحه، مردفًا: “دي مشاعر طيبة للغاية وسرعة استجابة، أمور محمودة جدا، وبنشكر عليها السيد الرئيس، ونشكر الهيئة الهندسية”.

أوضح: “أنا طلبت الانتظار قليلا لحد ما تتم الجنازات اللي انتقلوا ، عشان بس الأمور تبقى سهلة شوية، بعد ساعات كانت السقالات موجودة، وحاليا بيشتغلوا، وربنا يكمل عملهم، وحادثة حصلت وحادثة ممكن تحصل في أي مكان، والحادثة دي كل الأجهزة تكاتفت من أجل أنها تزيل آثار الحادث وتساعد وتحمي الناس، وإنها توصل الناس المستشفيات دي أمور طبيعية في أي حادث، أما المغرضين، أوجه نداء للجميع لا نستمع لمثل هذه الشائعات على الإطلاق، كل واحد يقوم بواجبه، وبوجه الشكر لكل من تقدم بمساهمة في هذه الازمة”.