إسقاطات دينية.. هل يعيد عبدالرحيم كمال تجربة "أولاد حارتنا" في "جزيرة غمام"؟

رباب طلعت

الصراع بين الخير والشر، بين النور والظلام، بين آدم وإبليس، صراع أبدي لن ينتهي إلا بقدوم “الزوبعة”، أي “القيامة” التي لا ينجو منها إلا “ذو قلب سليم”، ذلك الصراع الذي تناوله الكاتب عبدالرحيم كمال في “جزيرة غمام”، ظهر فيه الكثير من الإسقاطات الدينية، التي لا يتم الإفصاح عنها صراحة، ولكن يمكن استنباطها من الأحداث، كما فعل من قبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ في رواية “أولاد حارتنا”.

الأحداث تتناول العديد من الإسقاطات الدينية التي من الممكن تخمينها بسهولة، حيث تتناول عدد من الرموز المعروفة من قصص القرآن والسنة، وفيما يلي نحاول رصد أبرزها:

نرشح لك: شاهد.. رواد مواقع التواصل الاجتماعي يقلدون مي عز الدين في “جزيرة غمام”

1- في الحلقة الأولى اصطفى الشيخ مدين “عرفات” ليعطيه “سبحته”، و”كتاب” مدون فيه كل أسماء أهل القرية وأفعالهم، ليتطلع عليها، مما جعله يعرف أسماء أهل القرية جميعًا وأسرارهم واحتفظ بها لنفسه، وهو الأمر الأشبه بما قاله الله في كتابه “وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا”.

2- الصراع المشتعل بين عرفات وخلدون، وما يفعله خلدون أشبه وكأنه إسقاط على “الشيطان”، فهو يغري الناس بالخمر والنساء والمال، ويوسوس لهم فيقعون في الفواحش بسهولة، ولكنه يفشل في إغواء عرفات الذي يستشيط منه غيظًا لأنه كما صرح يقف حائلًا بينه وبين السيطرة على أهل الجزيرة.

3-عند حبس “عجمي” لـ”عرفات” وجد لديه طعامًا وشرابًا فسأله من أين له هذا قال إنه من فضل الله، وذلك أشبه بقصة السيدة مريم البتول.

4- يعمل “عرفات” في النجارة كما سيدنا نوح عليه السلام، قد قال له عجمي مازحًا “بتبني مركب زي سيدنا نوح ولا ايه؟”.

5- نصح عرفات “نجاح” بأن يركب قاربًا وقد كان به ثقبًا أدى إلى وفاته، والقارب المثقوب وإلقاء نجاح للتهلكة هو قدر الله قصاصا لسندس، والقارب المثقوب المرتبط بدلالة الخير الذي في ظاهره شر، هي من علامات قصة سيدنا الخضر وسيدنا موسى.

6-الزوبعة التي يحذر منها هو وشيخه قبل وفاته، دلالة على يوم القيامة، حيث قال إنه لن يهرب منها إلا من ذو قلب سليم.

7- توفي والدي عرفات في صغره وتلك الرمزية أقرب لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلامة، الذي توفي أبوه قبل ولادته وأمه بعدها ليربيه الله على عينه.