كيف تستفيد من خدمات المنصة الوطنية للصحة النفسية؟

رباب طلعت

أطلقت وزارة الصحة والسكان، الأربعاء الماضي، إطلاق المنصة الوطنية الإلكترونية الأولى بمصر والشرق الأوسط، لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان بالمجان، بالتعاون بين الأمانة العامة للصحة النفسية ومنظمة الصحة العالمية، في إطار التوسع في تقديم خدمات الصحة النفسية وإتاحتها للجميع، وتعد تلك المنصة الأولى في إقليم شرق المتوسط، بحسب البيان الصادر من الوزارة.

نرشح لك: ظاهرة ويجز.. تحليل لتوابع أزمة إطلالة الرياض

أهمية الموقع
تعد تلك الخطوة شديدة الأهمية خاصة مع انتشار الجرائم التي يندرج مرتكبيها في مصر تحت بند “المرضى النفسيون” أو ذوي “الاضطرابات النفسية”، والتي وصل بعضها إلى القتل، وفي إحصائية على الموقع المذكور، جاء أن هناك 700 ألف حالة انتحار على مستوى العالم سنويًا، و264 مليون حالة اكتئاب، و20 مليون حالة انفصام.

ومن جانبها قالت الدكتورة منن عبد المقصود رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، في بيان الوزارة، إن المنصة تهدف إلى توفير خدمات حكومية مجانية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، بالإضافة إلى أن استخدام الخدمات الإلكترونية في مجال الصحة النفسية ستساهم بشكل كبير في الحصول على الاستشارات والدعم النفسي بجودة عالية وبخصوصية وسرية تامة والتغلب على الوصم المتعلق بالاضطرابات النفسية في المجتمع، وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتقديم معلومات سليمة للجميع.

مم تتكون المنصة؟
تتكون المنصة من ثلاثة أقسام رئيسة، الأولى “التوعية” وهي عبارة عن محتوى تثقيفي للزوار عن الاضطرابات النفسية الشائعة، والطب النفسي وفروعه المختلفة كالطب النفسي للأطفال والمراهقين، والمسنين والإدمان، وآليات التعامل مع الأزمات النفسية التي تواجه المرضى وأسرهم.

القسم الثاني يقدم خدمة “التطبيب عن بعد”، حيث يقدم خدمات الدعم والاستشارات النفسية من خلال العيادات المتخصصة.

ويختص القسم الثالث بالمشرفين والقائمين على المنصة، حيث يمكنهم من متابعة وتقييم أدائها، ويقوم بعرض أهم التقارير الخاصة بإحصائياتها مثل عدد المستخدمين، ومعدل أعمارهم ومعدل المتابعة وأكثر التخصصات التي تم تصفحها وغيرها من البيانات.

خطوات الاستشارة النفسية مجانًا
1- الدخول على المنصة من الرابط:
2- الضغط على اختيار “خذ خطوة”.
3- الضغط على اختيار “قيم صحتك النفسية” للإجابة عن عدد من الأسئلة وبناء على الإجابات تقدم لك المنصة عدد من النصائح للتغلب على المشكلة النفسية، أو تنصحك بالحجز مع أحد الأطباء المتواجدين على المنصة.
4- خيار الخط الساخن يحولك تلقائيًا للاتصال هاتفيًا بالخط الساخن الذي يجيب على أية أسئلة فورًا.
5- إذا ما كانت الحالة تحتاج إلى حجز مع أحد الأطباء يمكن الحجز من خلال المنصة مجانًا.

تجربة شخصية

بعد إنشاء حساب على المنصة كما تطلب الأمر لإجراء الاستبيان والاطمئنان على الحالة النفسية، قدمت المنصة لي نصيحة بالتواصل مع أحد المختصين لتقديم المساعدة اللازمة، حاولت الحجز عبر الموقع الإلكتروني، ولكن لم يتم الأمر، فلجأت للاختيار التقليدي وهو التواصل مع الخط الساخن.

رد موظف الخط الساخن على الفور، صباح الجمعة، وسألني كيف يساعدني فأخبرته أن نتيجة الاختبار كانت مقلقة، وظهرت لي رسالة بضرورة التواصل مع أحد الأطباء، فطلب مني السن والاسم ورقم الهاتف للتواصل، ووعدني بسرعة الاستجابة، حيث سيتواصل معي أحد الأطباء، حيث إن خاصية الحجز الإلكتروني عبر الموقع ما زالت قيد الإنشاء ولم يتم تفعيلها بعد.

بعد ساعة واحدة أو أقل، تلقيت اتصالًا هاتفيًا من طبيبة تابعة للأمانة العامة للصحة النفسية، وقد شرحت لي هدف المبادرة، وبعدها طلبت مني اسمي وسني بعد التفاصيل الشخصية وعندما أخبرتها بعدم رغبتي بالإفصاح عن الاسم، قالت لي يمكنك كتابة أي اسم تشائين، ولكن المعلومات الأخرى ضرورية لتقييم الحالة الصحية وإرشادك على المكان المناسب لتقديم الرعاية لكِ.

أعطيتها الاسم والمعلومات التي طلبتها، وبسؤالي عما أعاني منه أو يقلقني على صحتي النفسية، أخبرتني أنني بحاجة إلى استشارة من طبيب نفسي، عن طريق الحجز عبر الموقع، فأخبرتها برد الموظف السابق، فأوضحت أن الموقع لا يزال قيد التحديثات وخلال أيام قليلة سيكون متاح الحجز إلكترونيًا.

عن فائدة الحجز الإلكتروني قالت إنه مجاني تمامًا، ويتميز بالسرية، حيث إن الجلسات “أون لاين” ويقدم الطبيب المباشر للحالة كافة النصائح إما بتمرينات نفسية أحتاج إليها، أو أدوية وما إلى ذلك.

كما نصحتني أيضًا، بتجربة التوجه إلى أحد المستشفيات التابعة للأمانة، حيث يتواجد 18 مستشفى على مستوى الجمهورية في مختلف المحافظات، لتقديم تلك الرعاية مقابل تذكرة قيمتها واحد جنيهًا مصريًا فقط، هي قيمة الكشف نظرًا لأنها مستشفيات حكومية مخصصة لحالات الإدمان والأمراض النفسية.

أكدت عليّ الطبيبة، أن هناك اثنتان منها بالقرب مني، وأضافت أنه بالعودة للخط الساخن مرة أخرى سيمنحوني المعلومات الكافية لكل مستشفى منهما، مواعيد العمل، والعيادة المتخصصة المناسبة لي، حيث إن كل مستشفى بها أكثر من عيادة (صحة المرأة، كبار السن، الإدمان، الأطفال، وغيرها)، ونصحتني بالمبادرة بالذهاب إليهم حيث أن جزء من التشخيص يرتبط بنبرة الصوت وحركات الجسد والوجه وغيرها.

قبل إغلاق الهاتف، نوهت الطبيبة على ضرورة عدم تجاهل الصحة النفسية، حيث إنها هامة لمواصلة الحياة، ومع الضغوطات اليومية التي يتعرض لنا كل منها يشعر بأنه يحتاج إلى الدعم، وتابعت: “في حاجات بنشتكي منها بتبقى تهويل، وحاجات بنتعامل معاها على إنها عادي ومبتبقاش عادي ومش بسيطة، الطبيب أو الأخصائي النفسي ممكن يقدملنا حلول ونصائح كتير محتاجينها”، مشددة على أن المرض النفسي كالعضوي تمامًا يجب الاهتمام بعلاجه، وبلطف بالغ لا يختلف عن أسلوب موظف الخط الساخن، أنهت الطبيبة المحادثة.

بناء على التجربة الشخصية.. الإيجابيات والملاحظات
من أهم مميزات التجربة، سرعة الاستجابة والتنظيم والتواصل السريع والتعامل الأسرع مع الحالات، حيث أكدت لي الطبيبة التابعة للامانة العامة للصحة النفسية، أنه في حالة الإبلاغ عن حالات الإدمان أو الأعراض الخطيرة يتم التواصل فورًا مع المريض والتعامل معه بشكل جدي وسريع لتقديم المساعدة له، حتى وإن كان الذي تواصل معه أحد من أفراد أسرته، ويتم توجيههم للطريقة الصحيحة للتعامل معه، إلى أن يتم إحضاره إلى الجهات المعنية لتقديم العلاج له.

الميزة الأخرى، هي الهدف الرئيسي من المبادرة نفسها، فالمنصة تقدم خدمة علاج الأمراض النفسية وهو أمر بالغ الخطورة إذا ما تم تجاهله.

الميزة الثالثة هي سهولة التسجيل والتواصل مع الخط الساخن، وتقديم المعلومات المطلوبة بتنظيم وبساطة.

ميزة أخرى هي تقديم الجلسات “أونلاين” ومجانًا، ما سوف يشجع الكثيرين على المبادرة، نظرًا لسرية الأمر، فالطبيب لا يعرف من الذي يتحدث معه، يتعامل معه كمريض يحتاج إلى العلاج فقط.

أما الملاحظة عليه، فتتمثل في التخوف من تسريب البيانات، إذا ما تعرضت المنصة لاختراق أمني، حيث يطلب الموقع التسجيل كشرط أساسي للمتابعة في الاختبار والتسجيل، ويتطلب الأمر للإفصاح عن معلومات شخصية.

ملاحظة أخرى، أن الموقع لم يكتمل بعد، مما يعطل عملية الحجز الإلكتروني.