عرض بمهرجان الأقصر.. نبيل الشاذلي يستعيد ذكريات تصوير "تمساح النيل"

هالة أبو شامة
 نبيل الشاذلي
عرض مؤخرا، الفيلم التسجيلي “تمساح النيل” للمخرج نبيل الشاذلي، بالقسم الرسمي خارج المسابقة، ضمن فعاليات الدورة الـ 11 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ويعد ذلك العرض هو الثاني بعدما عرض لأول مرة بالدورة السابقة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

التقى “ إعلام دوت كوم“، مخرج الفيلم نبيل الشاذلي، الذي استعاد في حواره ذكرياته مع عبد اللطيف أبو هيف، الذي لُقب بسباح القرن والذي تدور حوله أحداث العمل، كما كشف عن السبب الذي دفعه لإعداد فيلما تسجيليا عنه وعن مشواره الزاخر بالعديد من البطولات العالمية والأرقام القياسية.

نرشح لك: من وجهة نظر نسائية بمهرجان الأقصر.. كيف تعاني الفنانات في المجتمعات العربية؟

الهجرة لـ كندا

قال “الشاذلي” في بداية حديثه إن علاقته بسباح القرن تعود لسنوات طويلة، وتحديدا بعد تخرجه من الجامعة، حيث قرر حينها أن يهاجر إلى كندا إلا أنه لم يكن يعرف كيف يخبر والدته بالأمر الذي كان يخشى أن ترفضه، إلا أنه وجد الحل عند أحد أصدقائه الأعزاء وهو عبد الحي أبو هيف، الأخ الأصغر للسباح العالمي، الذي اقترح أن يساهم الأخير بإقناع والدته، معلقا: “وفعلا جه ووالدتي عملت لنا غداء حلو أوي.. وهاجت كندا بسبب مقابلة عبد اللطيف أبو هيف”.

تابع، أن “أبو هيف” كان في ذلك الوقت -ستينيات القرن الماضي- بطلا ذاع صيته، حيث دائما ما كانت تكتب عنه الصحف والمجلات، إذ عبر المانش وحقق أرقاما كبيرة في السباحة الطويلة.

أشار إلى أنه بعد مرور سنوات عديدة، قابله مرة أخرى في كندا حيث كان “أبو هيف” يستعد لأحد سباقاته عام 1968، معلقا: “كسب السبق وتقاسم الجايزة مع الإيطالي.. وتوطدت العلاقة بيني وبينه، وتمر الأيام وأرجع أعيش في مصر سنة 90”.

فصل جديد في صداقتهما

أكد نبيل الشاذلي، أن عودته لمصر شكلت فصلا جديدة في صداقته مع “أبو هيف”، حيث كان يتجول في أحد الأيام بنادي الجزيرة ليجد الأخير يسبح في حمام السباحة، مما دفعه للبدء في التخطيط لذلك الفيلم الذي عرض قبل أيام قليلة.

في ذلك الحين، لعبت الصدفة أيضًا دورها في حياة “الشاذلي”، حيث كان قد ترك عمله في السياحة واتجه للمجال السينمائي من خلال العمل مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين.

وعلق على تلك الصدفة قائلا: “قررت أعمل فيلم عبد اللطيف أبو هيف وابتديت أصوره.. خدت الكاميرا بتاعة يوسف شاهين واشتغلت بيها، صورته في البيت وفي إسكندرية، وبعدين وقفت لأن معنديش المسابقات الدولية اللي هو كسبها”، لافتا إلى أنه لو كان اشترى المادة التي تنقصه من التلفزيونات العالمية، كان سيدفع أموالا طائلة لذا تخلى عن تلك الفكرة وتوقف العمل لسنوات طويلة.

تأجيل الفيلم لسنوات

خلال هذه الفترة، تعرض “أبو هيف” بطل الفيلم لأزمة صحية اضطر على إثرها للمكوث في المستشفى، هذا ما ذكر مخرج العمل بالحديث الطريف الذي دار بينهما حينما زاره هناك، حيث قال: “قالي ايه أخبار الفيلم؟ قولت له مش لاقي الماتيريال اللي ناقصني، قالي نفسي أشوفه بس مش هشوفه بقى انت مستنى أموت عشان تبيع بقى.. وبعدين توفي للأسف الشديد وصورت الجنازة.. هو مشافش الفيلم، بس الحمد لله عيلته كلها في إسكندرية شافته وابنه فخور جدا بيه”.

مفاجأة لم يتوقعها

عقب انتهاء الجنازة، فوجئ “الشاذلي” باتصال ناصر أبو هيف، نجل السباح الراحل، الذي أخبر بأنه عثر على صندوق في قبو المنزل يمتلئ بالعديد من الأفلام 8 مللي، معلقا: “روحت جري خدتهم، وحولتهم لديجيتال، ولاقيت المسابقات وكملت الفيلم بعد السنين الطويلة دي”.

في نفس السياق، تحدث نبيل الشاذلي، عن الطريقة التي استعان بها لتجميع المادة الخاصة بفيلمه، حيث قال إنه اشترى الجرائد والمجلات القديمة التي وثقت بطولاته، هذا بجانب حصوله عن العديد من الصور الشخصية التي جمعت “أبو هيف” بأسرته، هذا بخلاف المشاهد الحصرية التي حصل عليها من السباح العالمي قبل وفاته، من بينها حدث تلقيبه بسباح القرن.

وأشار إلى أنه كان يخشى أن يتعرض الفيلم لمشاكل تقنية، نظرا إلى اختلاف أنواع الكاميرات التي صورت لقطات الفيلم التسجيلي، إلا أن الأمور سارت على ما يرام، هذا بخلاف استعانته بـ المونتيرة دعاء فاضل، التي وصفها بأنها من أحسن المونتيرات في مصر.

رد فعل مُتخيل للبطل الراحل

اختتم نبيل الشاذلي، حديثه متذكرا صديقه القديم وبطل فيلمه، حيث قال: “لو كان عايش أتوقع أنه كان هيجب الفيلم، وكان هيشكرني عليه، وغالبا كان هيفتخر بيه”.