رغم كثرة المعلومات.. كيف جعلتنا السوشيال ميديا أغبياء؟

أسماء مندور

تناول مقال في موقع فوربس فكرة خداع السوشيال ميديا لنا، من حيث أنها جعلتنا نعتقد أننا أصبحنا أكثر معرفةً وذكاءً، في حين جادل المقال أن الحقيقية أنها جعلتنا أكثر سطحيةً وغباءً.

كشف المقال عن سؤال طرحه المؤلف نيكولاس كار في كتابه “السطحيون: ماذا يفعل الإنترنت بأدمغتنا؟”، يقول هل يجعلنا استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أغبى؟

نرشح لك: من النشأة لتحقيق الأرباح.. إلى أين وصلت الكلمات المتقاطعة في الصحف الغربية؟

ردًا على هذا السؤال، أفاد المقال أننا الآن أصبحنا أغبياء في عصر السوشيال ميديا، بمعنى أن متابعة الأحداث، والمعرفة باستمرار على الويب، والتمرير في مواقع التواصل الاجتماعي جعلنا أقل شأناً من الناحية الفكرية، بل ونصل أحيانًا إلى درجة الغباء.

جوجل يخبرنا

يقصد كاتب المقال بذلك أننا أصبحنا لسنا بحاجة إلى حفظ معنى الكلمات الجديدة، حيث يمكننا البحث عنها، ولسنا بحاجة إلى إلقاء نظرة على الخريطة ومعرفة إلى أين نقود، لأننا نعتمد أن جوجل يخبرنا.

يشرح نيكولاس كار كيف أدى هذا التحول الثقافي إلى خلق عادات سيئة، بحيث تمتلئ أدمغتنا بمزيد من المعرفة أثناء تصفحنا لمواقع التواصل الاجتماعي، لكن المعلومات تتساقط من أدمغتنا بمعدل ينذر بالخطر، بمعنى أننا نستهلك المزيد من المعلومات، لكننا نحتفظ بأقل قدر ممكن منها.

أوضح كار التفسير العلمي لوجهة نظره في مقدمة كتابه قائلًا: “قدرة الدماغ ليست محدودة، والممر من الإدراك إلى الفهم ضيق، لذا يتطلب الأمر صبرًا وتركيزًا لتقييم المعلومات الجديدة، لقياس الدقة، وتقييم مدى ملاءمتها وقيمتها، ووضعها في السياق، لكن الإنترنت، نظرًا لطبيعة تصميمه، يفسد الصبر والتركيز”.

حالة من السطحية

استطرد مقال فوربس موضحًا أننا أصبحنا نعيش في عصر لا تكتمل فيه أية مهمة على الإطلاق، لم نعد نستمتع بأي شيء، حيث هناك دائمًا موقع ويب أو رابط آخر لمشاركته، فكل نقرة تؤدي إلى نقرة أخرى، حتى أصبحنا نراكم باستمرار المعرفة السطحية التي لن نستخدمها أبدًا.

حذر المقال أيضًا أن كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يخلق حالة ثابتة من السطحية، حيث أن المزيد من المعلومات السطحية يؤدي إلى مزيد من التشوش، موضحًا أنه مهما كان ما نمر به، مثل الهوس التكنولوجي، والسمنة المفرطة، وتعاطي المخدرات، والمشاكل الزوجية، فإن الحل الذي اخترناه، من دون تفكير، باستخدام السوشيال ميديا، لا جدوى منه.

التوجه إلى اللامكان

ناقش الموضوع أيضًا سؤالًا مهمًا حول سبب حب العالم للسوشيال ميديا، ولماذا يقضي الناس فيها كل هذا الوقت، وأوضح أننا ننجذب نحو الأنشطة والمهام التي لا قيمة لها لأنها “أسهل”، مشيرًا إلى أن عدم وجود أي قيمة هو ما يقود معظم ما نقوم به، بحيث ربما كان الهدف هو “التوجه إلى اللامكان”.

ونصح كاتب مقال فوربس أنه يجب أن يكون وقتنا على مواقع التواصل الاجتماعي مقصودًا ومحددًا، حتى نتمكن من إكمال مهامنا بسرعة، ثم العودة إلى العالم الحقيقي، حيث يمكننا إحداث فرق في الحياة.

حمادة مراسل إعلام دوت كوم راح يحقق في “#الجريمة” بنفسه، من العرض الخاص للفيلم