أحمد عنتر يكتب: حكاية صحفي "شاطر"!

لم أكتب قبل ذلك عن “صراع الأجنحة” داخل “حاشية” النظام، والمفاجأة أني لن أكتب، لأن، ببساطة، “من خاف سلم”، وأنا أرتعب عندما ينطفئ نور سلم العمارة التي أقطنها، ليس جبنا بل احساسا بالوحدة داخل “وطني”!.. حياتي ككاتب ظلت كما هي هادئة حتى اقتحمتني السياسة وجعلتني كتائه أضاع “أوراق سفره” يبحث عن “باسبور” الرحيل إلى بلاده.

ولأني كاذب في جرأتي، وصادق في خوفي، فلن أحكي عن سياسة “الحاشية”، التي أسقطت مبارك، أو أسقطت مرسي في بئر الخيانة، وتحاول اسقاط النظام الذي يراه “الشعب” طوق نجاة بعد عصر ظلام، كما لن أحكي عن أي حاشية لأي نظام، إداري أو صحفي، “وبالحق أقول” أني عشت زمنا ليس هينا مبعدا عن دائرة الضوء فأردت أن أشتهر بسب العظماء، والتجرأ على “حبايب السلطان”، (بالمناسبة حبايب السلطان اسم كافيه في الدقي).

ألعن كثيرا النفاق أمام الكاميرات وأتشدق بالنزاهة، لكني وللعجب أحاول أن أسلك دروبه خلف الكاميرات كلما استطعت، خانتني الظروف وسقطت مني الكلمات “الصادقة”، غصبا عني أمام المستمعين والمشاهدين.. أمام الشعب، الشعب الذي نعلم جميعا أن نصفه “يفهم”، ونصفه “لايفهم”، ولم أكن ورب الكعبة أقصد أن أتفوه بها، فأغضبت “النظام”، فثارت ضدي الدنيا وتنكر لي المنصب وتركتني الوجاهة، وأسقطتني صراحتي، التي لم تكن مقصودة، من سجلات التاريخ دون انذار، لأدور فأتسول الوجاهة من جديد على باب “السلطان”.

لا أغالي في تقريع نفسي، لكني كقطعة الشطرنج الأخيرة، التي ينسيها الملك وحدتها حتى يسقط، فتسقط هي الأخرى من حسابات الرقعة، وتخرج من دائرة الاهتمام، وتنتحب وحيدة، وتبكي أمجاد ماضيها وعز مليكها، يالها من وحدة، تلك التي تقوم على إهمال بعد تبجيل، وتقوم على لامبالاة بعد إعزاز، عاش الملك، مات الملك!.

في تاريخي الصحفي عشت مناضلا عامين، ثم متملقا ثلاثة، ثم مداهنا أربعة، ثم منافقا خمسة، ثم منبطحا بقية العمر، ظللت هكذا حتى انحنت رأسي أسفل الأقدام، وخارت قواي الجهنمية في “التثبيت”، و”هلفطت بكلام أنا مش قده”، وشعبيتي التي بنيتها من “التطبيل”، أو “الضحك على الدقون” لم تسعفني ولم تطيب نزيفي الحاد بعد “الزلل”، وها أنا ذا قابع وسط مجهول المصير.

والآن آن الأوان أخط لكم اعترافي بأني زهدت المهنة، وتنصلت من أباطيلها، وسأعيش ما تبقى لي مختبئا خلف ورق التوت، ولن أدخل بعد الساعة إلى أحاديث الكبار، ولن أتدخل في مصائر السلاطين، ولن أتبحر في حديث العامة عن السياسة وأحوال الرعية وغباء الحكومات، سأحيا وحيدا على رقعة الشطرنج الناعسة في “الهزيمة”.. توقيع: “أحد شطار الصحافة”.

اقـرأ للكاتب:

 أحمد عنتر: «موسى» و«الحسيني».. و«لعبة» الوطنية! 

اقـرأ أيـضًا:

 7 تصريحات لزوجة الرئيس من أول حوار صحفي‎ 

مرتضى لزيزو : “عامل فيها بطل ع الفاضي”

دوت مصر يحذف عنوانًا مسيئًا للسيدة عائشة

لماذا قالت هيفاء وهبي لمتابعيها “صباح الزفت”؟!

مذيع الحياة ينفرد بلحظة تفجير مبنى الأمن الوطني “بالصدفة”

عكاشة: “الفراعين” رفعت ثقافة الشعب وصححت التاريخ

مفيد فوزي يحرج سعيد طرابيك على الهواء بتفاصيل جنسية

16 صورة من حفل زفاف مي كساب و أوكا

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا