الأزهر يوضح ضوابط خصوصيات العلاقة بين الزوجين على السوشيال ميديا

قال د. أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الفهم الخاطئ للعلاقة الزوجية يؤدي لاضطراب في حركة المجتمع بشكل عام.

أضاف “الحديدي” خلال اتصال هاتفي إلى برنامج “الحكاية“، مساء الأحد، عبر شاشة “mbc مصر” مع الإعلامي عمرو أديب، أن اضطراب المفاهيم الزوجية يحدث نتيجتها اضطرابات نفسية وفكرية تؤدي إلى حالة من التشويش في المجتمع كله وعدم استقراره.

نرشح لك: خالد الجندي عن “غش الجبن”: يجب ألا تقل العقوبة عن الإعدام

 

أشار إلى أن المشكلات تنتقل من الأسرة الصغيرة للمجتمع، خاصة في ظل تصدير الخصوصيات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تؤدي إلى اضطراب يؤدي إلى عدم استقرار.

أكد على أن كشف الأسرار بشكل عام سواء كان مدحا أو ذما منهي عنه، لافتا إلى أن الأسرة نفسها منهية عن نشر خصوصياتها وكشف “الستر” للمجتمع.

لفت إلى أن الإنسان عليه أن يشكر نعمة الله عليه بشكرها لا بكشفها للناس، موضحا أن أخطر المشاكل التي يواجهها حاليا هي المشاكل الأسرية. مشيرا إلى أن مشكلات الأسرة هي الأكثر أسئلة لدى الأزهر.

كان مركز الأزهر العالمي للفتوى كتب عبر “فيس بوك”: “فقد أوجب الإسلام على الزَّوجين حفظ أسرار بيتهما، حتى في حال وقوع خلاف بينهما؛ لكونه من أهم عوامل السّعادة الزّوجية، واحتواء الخلافات الأسرية، كما أنه من دلالات المروءة والاتصاف بالفضائل وكريم الشَّمائل. وحذَّر من التَّساهل في حِفظها، وحرَّم إفشاءها، وإتاحتها لجمهور النَّاس؛ هذا في جانب الزَّوجين”.
تابع: “أما عن الدَّوائر المُحيطة بهما من أقارب وأصدقاء ومُحبين وزملاء ومُتابعين، فنجد توجيه الإسلام لها مجموعًا في قول سيدنا رسول الله ﷺ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ». [أخرجه الترمذي] أي من علامات حُسْن تمثُّل المُسلم لتعاليم دينه عدم خوضه فيما لا يعنيه؛ سيّما إذا ترتب على الخوض في حياة النَّاس وخُصوصيّاتهم إفساد بين زوجة وزوجها، وسيدنا رسول الله ﷺ يقول: «ليسَ منَّا من خَبَّبَ امرأةً علَى زوجِها». [أخرجه أبو داود]”.

أضاف: “وشُهرة أحد الزوجين، أو خطئه في نشر خُصوصيَّاته وإتاحتها للنَّاس؛ لا يُبيح التَّدخُّل في شُئونه الخاصّة، أو لمزه، أو التَّهكم عليه، أو التَّربُّح الرَّخيص بهذه الخُصوصيَّات في الواقع الحقيقي، أو الاتجار فيها على صفحات مواقع التَّواصل الاجتماعي، وبين مرتاديها وموادها الرائجة. فتناقل أخبار النَّاس، والانشغال بها، وتضخيم مُشكلاتهم بالقِيل والقال والكذب والتَّحريف والمُبالغة؛ منافٍ لحقيقة الإيمان وكماله؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ من لِسانِهِ ويدِهِ» [متفق عليه]، ويقول ﷺ: «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ». [مُتفق عليه]”.

أردف: “بل إنّ الإفساد بين الناس؛ سيّما الأزواج، وتتبع عوراتهم ذنب عظيم عند الله سبحانه؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه». [أخرجه أبو داود]
كما أن المُسلم عليه أن ينشغل بمعالي الأمور ممَّا يعود عليه بالنَّفع في دينه ودُنياه، لا أن ينشغل بصغائرها، وما لا شأن له به؛ فعن سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعًا أن سيدنا رسول الله ﷺ قال: «إنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأمُورِ وأَشرَافَهَا، ويَكْرَهُ سَفْسَافَهَا». [أخرجه الطبراني في الكبير]”.

لقاء إعلام دوت كوم مع الفنان محمد القس “غازي” في مسلسل “موضوع عائلي”