3 اتجاهات تشكل صناعة الإعلام في العصر الرقمي

أسماء مندور

كشف تقرير حديث في موقع media update أن صناعة الإعلام في تغير مستمر بسبب التقنيات الجديدة، لا سيما أن هناك ثلاث اتجاهات رئيسية أصبحت تشكل صناعة الإعلام في الوقت الحالي، ومن المهم إدراكها من الصحفيين والقراء على حد سواء، لأنها تشكل مستقبل المشهد الإعلامي.

أفاد التقرير أن صناعة الإعلام واجهت تحديات لا حصر لها على مدار السنوات الأخيرة، خاصةً مع ظهور الثورة التكنولوجية الحديثة، فضلا عن القضايا المتعلقة بصناعة الإعلام ثم جائحة كورونا، وبناءً على كل تلك التغيرات تم تحديد الاتجاهات الثلاث التالية التي تشكل صناعة الإعلام في العصر الرقمي.

1- تنمية المصالح المشتركة

 سمح الوصول عبر الإنترنت لعدد لا يحصى من الأشخاص من أي وقت وفي كل مكان بالتواصل مع الأفراد ذوي التفكير المتشابه في الكثير من الأمور، ولأن جميع الأشخاص لديهم اهتمامات فريدة في موضوعات وأحداث معينة، فإن الإعلام الرقمي قد مهد الطريق للمصالح المشتركة بين ملايين الأشخاص، بمعنى أن هذا الكم الوفير من الموضوعات والأفكار والتقاء المصالح المتزايد يترك بصماته على الإعلام.

لذلك صناعة الإعلام لديها فرصة لاستغلال هذه القاعدة الضخمة من الاهتمامات المشتركة والوصول إلى هؤلاء الجماهير، بغض النظر عن مكان وجودهم في العالم، لأنه بمرور الوقت تتزايد الموضوعات والاهتمامات المشتركة عبر الإنترنت أكثر من ذي قبل.

2- زيادة الذكاء الإعلامي

أفاد التقرير أن ذكاء الوسائط الرقمية في نمو مستمر، وبالتالي تزداد أهميتها دائمًا لدى جميع العلامات التجارية، بغض النظر عن نوع الصناعة.

والسؤال هنا: ما المعنى الدقيق لـ”ذكاء الوسائط الرقمية”؟

ذكاء الوسائط هو عملية جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات، التي تم إنشاؤها بواسطة مواقع ومنصات مختلفة، من أجل الحصول على تحليل وفهم دقيق لطبيعة المستخدمين والمنافسين وقطاعات السوق وأداء الأعمال ككل.

وعليه، تنشغل الوسائط الرقمية بتشكيل صناعة الإعلام في كيفية عرض محتوى محدد، بناءً على ما يشاهده المستخدمون، وهذا يعني أن الأخبار والمحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الإعلام، سيتم عرضه على القراء المستهدفين، وفقًا لاهتماماتهم.

على صعيد متصل، كشف المختصون أنه على الرغم من أن هذه الطريقة فعالة للوصول إلى الجمهور المناسب، إلا أنها يمكن أن تصبح أيضًا نوعًا من “الفلاتر الرقمية” التي توفر فقط للقارئ وجهة نظر أو زاوية محددة جدًا حول الموضوع. وفي هذه الحالة، قد يرى القارئ فقط أخبارًا تتعلق بحزب سياسي معين ويقبلها على أنها صحيحة، بينما لا يدرك الزوايا المتناقضة في الأخبار الأخرى.

3- تغير استهلاك المحتوى

الاتجاه الثالث في صناعة الإعلام هو تغير الطريقة التي يستهلك بها القراء المحتوى، وهو اتجاه يؤثر دائمًا على صناعة الإعلام. في الوقت الحالي، هناك طلب كبير على محتوى الفيديو، وسيظل هذا هو الطريقة المفضلة لاستهلاك الأخبار والقصص والمحتوى عبر الإنترنت في المستقبل.

وهو ما يعني أن المنشورات عبر الإنترنت قد تحتاج إلى النظر في إنشاء المزيد من المحتوى الذي يستند إلى الفيديو لتلبية تفضيلات القراء، ومن المزايا المهمة لهذا الاتجاه أنه يسمح بنشر المحتوى على منصات السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية ومساحات الإعلان الرقمي.

وبشكل أساسي، يمكن لوسائل الإعلام الوصول إلى الجماهير المستهدفة في أماكن مختلفة من خلال هذه الوسيلة.

في سياق متصل، ناقش التقرير أيضًا خاصية ميتافيرس، وأوضح أنه سيكون لها أيضًا تأثير كبير على كيفية استهلاك القراء للأخبار أو المحتوى عبر الإنترنت، حيث ستسمح للمستهلكين بالتواصل مع بعضهم البعض في عالم الواقع الافتراضي، مما يسمح لهم بالتحدث وتجربة المحتوى الذي يقرأونه معًا.

ومن أجل الوصول للجماهير في هذا الفضاء المتنامي، تحتاج صناعة الإعلام إلى النظر في كيفية نقل الأخبار، وكيف يمكنهم ربط محتواهم بالميتافيرس.