كيف يتم استهداف الأطفال بـ"الإعلانات الخفية" على السوشيال ميديا؟

أسماء مندور

 

كشف تقرير حديث لموقع The conversation، عن خطورة ما يسميه المعلنون “الإعلان الخفي”، وهو نوع من تسويق المحتوى، باستخدام “الميمز” المضحكة، أو المحتوى الملهم، ويخفي هذا النوع من الإعلانات طبيعته التجارية، ويتم من خلاله استهداف الأطفال.

بحسب التقرير، فإن هذا النوع من الإعلانات لا يحتوي على أي عبارة تحث المستخدم على اتخاذ أي رد فعل للشراء، ولا يوجد حتى ارتباط واضح بالمنتج أو الخدمة التي يتم الإعلان عنها، إنه فقط يعزز المشاعر الإيجابية لدى المستهلك.

نرشح لك: قائمة: أبرز قنوات البودكاست عربيا وعالميا

الإعلان الخفي ليس شيئًا جديدًا بالطبع، حيث كان وضع المنتج موجودًا منذ منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر، لكن الجمع بين تسويق المحتوى ومواقع التواصل الاجتماعي خلق شيئًا أكثر قوة، وعندما يكون المنتج الذي يتم بيعه مسبباً للإدمان، فإن التأثير على الجمهور الأكثر سنًا ينذر بالخطر.

الحد الأدنى من المشاركة

أفاد التقرير أن العلامة التجارية، إذا نجحت في تكوين ارتباطات عاطفية إيجابية في أذهان المستهلكين، فلن تجد صعوبة في عملية بيع المنتج فيما بعد، لأنه في الواقع، المبيعات الجادة والدعوات المباشرة للمنتج تحدث استجابة عكسية، وأظهرت الأبحاث كيف تؤدي إلى قيام المستهلكين ببناء دفاعات عقلية عندما يدركون أنه يتم بيعها لهم.

 

لتجنب ذلك، تم تصميم إعلانات تسويق المحتوى لإحداث أقل قدر ممكن من المشاركة المعرفية، حيث تم تصميمها لخلق شعور غامض، أو لجعل الجمهور يضحك. وبهذه الطريقة، تتحول العلامة التجارية من منادي السوق إلى صديق ودود، وهو في عصر مواقع التواصل الاجتماعي صديق يكتسب متابعين، ونظرًا لأن هؤلاء المتابعين يحبون أي إعلان ويعلقون عليه ويشاركونه، فإنه يكتسب زخمًا، وينتشر بسرعة.

الدفاعات العقلية

يوجد جمهور مستهدف يمكن أن تكون الآثار كارثية بالنسبة له، وهم الفئة أقل من 25 عامًا، بما في ذلك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السن القانوني، لأنهم غير مدركين طبيعة الدفاعات العقلية، وهذه هي المجموعة التي، وفقًا للأبحاث، تشارك الإعجابات، والتعليقات، والمتابعة، أكثر من غيرها في هذا النوع من الإعلانات.

 

يتمتع الأطفال بمهارات أقل في التعرف على الإعلانات مقارنة بالبالغين، لأنهم لا يتمتعون بالخبرة الكافية، والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عامًا هم عرضة أيضًا للتأثر بالإعلانات، لأن بنية أدمغتهم، كما تؤكد الأبحاث العلمية العصبية، تخضع لتغيرات جذرية، والقشرة المخية الحديثة، المسؤولة عن اتخاذ قرارات عقلانية، تكون في حالة اضطراب.

 

وعليه، عند تقديم التسويق بالمحتوى، يكاد يكون من المستحيل على الأطفال التعرف على النية المقنعة للمشاركات على الفور، وبينما قد يكون الشباب قادرين على إدراك أن المنشورات الهدف منها الإعلان، إلا أنهم يجدون صعوبة أكبر بكثير من كبار السن في مقاومة الإقناع، لذلك من غير المحتمل أن تقدم أي من الفئتين الحجج العقلية المضادة اللازمة لمقاومة الانخراط في تسويق المحتوى، أو بمعنى آخر “الإعلان الخفي”.