أزمة تعطل فيس بوك بين الهندسة الاجتماعية وخداع المعلومات

أسماء مندور

واجه موقع فيسبوك والتطبيقات التابعة له انقطاعًا عالميًا استمر لأكثر من 6 ساعات يوم الاثنين. كما تعطلت أنظمة فيسبوك الداخلية التي يستخدمها الموظفون. ولم تذكر الشركة سبب الانقطاع، الذي استمر لساعات في حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ فيسبوك.

 أفاد موقع npr أن انقطاع الخدمة لم يكن لدى مليارات المستخدمين فقط، بل كان لدى موظفي فيس بوك أنفسهم، حيث تسبب الانقطاع في منع موظفي الشركة من التواصل مع بعضهم البعض باستخدام أدوات فيسبوك الداخلية الخاصة بهم، وذلك لأن البريد الإلكتروني والأدوات الخاصة بالشركة تُدار جميعها داخليًا، وعبر نفس المجالات التي حدث فيها العطل.

نرشح لك: فيس بوك يعتذر عن عطل تطبيقاته ويعمل على إصلاحه

في نفس السياق، قال جيك ويليامز، كبير المسؤولين الفنيين في شركة BreachQuest للأمن السيبراني، إن هناك احتمالات بأن يكون انقطاع الخدمة “مشكلة تشغيلية” سببها خطأ بشري.

من جانبها، قالت راشيل توباك، الرئيس التنفيذي لشركة SocialProof Security، وهي شركة متخصصة في مجال الهندسة الاجتماعية: “إن شركات التواصل الاجتماعي تستخدم ما يعرف بتأثير الهندسة الاجتماعية، بمعنى أن الكثير من الناس يعتمدون على فيسبوك، أو إنستجرام، أو واتس آب، كوسيلة اتصال أساسية يمكن أن يؤدي فقدان الوصول إليها لفترة طويلة إلى جعلهم عرضة للمجرمين الذين يستغلون انقطاع الخدمة”.

أضافت أن الناس لا يعرفون كيف يتواصلون في حياتهم الواقعية بدون تلك المنصات، إنهم أكثر عرضة للهندسة الاجتماعية لأنهم يائسون جدًا من التواصل في العالم الحقيقي. وكشفت توباك أيضًا أنه خلال فترات الانقطاع السابقة، تلقى بعض الأشخاص رسائل بريد إلكتروني تخبرهم باستعادة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال النقر على رابط ضار يمكن أن يكشف بياناتهم الشخصية.

وفي سياق أمن المعلومات، تعني الهندسة الاجتماعية التلاعب النفسي بالناس لأداء أعمال أو إفشاء معلومات سرية. بمعنى أنها نوع من الخداع بغرض جمع المعلومات أو الاحتيال أو الوصول إلى النظام، وهي تختلف عن “الخداع” التقليدي من حيث أنها غالبًا ما تكون واحدة من عدة خطوات في مخطط احتيال نفسي أكثر تعقيدًا.

في هذا الشأن، كشف مسؤولون أن فيسبوك يمر بأزمة كبيرة حاليًا، بعد أن قامت فرانسيس هوغن، مديرة منتج سابق في فيسبوك، بتزويد صحيفة وول سترييت جورنال بوثائق داخلية كشفت عن وعي الشركة بالأضرار التي تسببها تطبيقاتها وقراراتها. ومن المقرر أن تدلي بشهادتها أمام لجنة فرعية بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء.