د. حسين محمود يكتب: هذا ما حققته "اللغات والترجمة" بجامعة بدر

عبر دكتور حسين محمود، عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر، عن فخره بما حققه خلال 6 سنوات من إدارته للكلية، موجها الشكر لأعضاء هيئة التدريس الذين ساعدوه في ذلك.

نشر “محمود” عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكتب: “ست لغات ومجلة علمية ومؤتمران ودراسات عليا وثلاث دفعات من الخريجين”.

 

نرشح لك: حكم بعدم دستورية الحبس لمزاولة العمل الفني بدون ترخيص

تابع: “د. حسين محمود

هذا مقال في الفخر، وليس في التفاخر، فلست أفضل من أحد، ولكنني لا أقبل أن يزعم أحد أنه أفضل مني. ومصدر فخري هنا ما حققته كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر من نجاح على مدى ست سنوات خلال إدارتي لها. أفخر بأنني على رأس فريق عمل واع، آمن بفلسفة إنشاء هذه الكلية وصدقها وساعد على تحقيقها، وتحققها، على أرض الواقع. وهذه هي المشاعر التي عاينتها وأنا أشهد حفل تخرج دفعتين من أقسام الكلية

 

 المختلفة”.

استكمل: “وقبلها بعامين، قبل جائحة كورونا، شهدت تخريج الدفعة الأولى. أمامنا ثلاث دفعات تخرجت من كلية اللغات والترجمة، وأمامنا 6 أقسام فتحت أبوابها لراغبي دراسة اللغات الأجنبية، على رأسها قسم اللغة الإنجليزية، ومعها أقسام الإيطالية والصينية، وهي أول ثلاثة أقسام في تاريخ الكلية، ثم أضيف إليها مع الوقت قسم اللغة الألمانية، وبعده قسم اللغة الإسبانية، وأخيرا قسم اللغة الفرنسية. ولا يزال الطريق أمامنا لإضافة المزيد من أقسام اللغات وفقا لاحتياجات الأمة.

 

حتى أولئك الذين عملوا معي ولم يأخذوا بفلسفتي، وخاصة في قسمي اللغة الإسبانية واللغة الفرنسية، فأنا أيضا شاكر لهما، ومدين لهما بالفضل في إدراك موقع كليتي، ونقاط قوتها ونقاط ضعفها، وقدرتها على التصحيح الذاتي”.

واصل: “وغالبا ما أحس بالخجل أمام الإطراء، ولو بنظرة متعاطفة أو ابتسامة راضية، أو بكلمات مشجعة، سواء من رئيس الجامعة الذي رافقني ورافقته في رحلة الست سنوات هذه، وكان من أوائل من فهم وتفهم وقدر وقبل وشجع على تطبيق منهجنا المتقدم في تدريس اللغات الأجنبية. إنه الدكتور مصطفى محمد كمال، أحد أعلام الكيمياء في مصر، وأحد أقطاب الإدارة الجامعية، الذي حمل على كتفيه إدارة 3 جامعات كبرى، بلغ بها جميعا مدارك النجاح، فقد كان رئيسا لجامعة أسيوط، قلعة العلم في الصعيد، ورئيسا لجامعة سوهاج، وإليه الفضل في تأسيسها وبنائها ودفعها نحو المستقبل، وأخيرا جامعة بدر التي تسلمها فضاء رمليا وحلما في عقل وقلب مؤسسها وسلمها راية خفاقة في سموات التعليم العالي في مصر”.

أضاف: “المشاعر نفسها تخالجني أمام مؤسس جامعة بدر، الدكتور حسن القلا، والذي يصعب علي وصف شخصيته: فإن قلت إنه عظيم كذبني مظهره الزاهد وأدبه وتواضعه، وإن قلت إنه من معشر الأثرياء، كذبني منهجه المتفرد في حنوه على الفقراء، وفكره الدائم في مساندة غير القادرين. هو الآخر لم يبخل علي بالنظرة المتعاطفة وابتسامة الرضا والكلمات المشجعة.

وأشعر بامتنان خاص لشخص نائب الأمة الدكتور محمد سليمان، الحاضر دائما في كل ما يخص الجامعة، والذي أجادله أشد المجادلة، واخاصمه أشد المخاصمة، ثم نتضاحك سويا كأن شيئا لم يكن، وأجده إلى جواري كلما اشتد علي أمر ولم تجد إمكانياتي له حلا. يجادلني ويخاصمني ولكنه يسمعني ويفهمني لكي ينفذ لي ما أطلبه. والحال نفسه مع الدكتور إبراهيم القلا، نتجادل ونتضاحك ولكنني في النهاية أنفذ ما يطلبه هو مني.
مع هؤلاء نجحنا، فريق كلية اللغات والترجمة، في أن ننشيء ونطور ونتقدم بالكلية حتى تبوأت مكانتها التي تستحقها، فكانت لنا مجلة علمية محكمة صعدت سريعا إلى أن تصبح من كبريات المجلات العلمية المحكمة في مصر”.

اختتم: “وكان لنا مؤتمر دولي جمع كبار علماء العالم في الأدب واللغة والترجمة، وأمامنا في السنة التالية على التوالي مؤتمر دولي آخر ننفرد به، عن شاعر إيطاليا العظيم دانتي، صاحب الكوميديا الإلهية، وعلاقته بالعالم العربي، ويحظى برعاية وزير التعليم العالي، ويعقد في أكتوبر القادم. وكان لنا في وقت قصير جدا دراسات عليا ببرامج الماجيستير في اللغات، وبرنامج يطبق لأول في الجامعات الخاصة المصرية، وهو دبلوم الترجمة المهنية الذي يوفر التأهيل المناسب لمن يرغب من خريجي الجامعة في ممارسة مهنة الترجمة.

أشعر بالفخر الحقيقي لما تحقق، ولكني أيضا أرجع الفضل لأهله، لوكيلة الكلية التي تولت المهمة العصيبة في ضبط الأداء اليومي، الدكتورة فاطمة طاهر، والتي أنفقت من مالها وصحتها وأعصابها حتى تقف الكلية على قدميها. وأثني على الجهد الكبير الذي بذلته الدكتورة شيماء كمال في تأسيس قسم اللغة الصينية وربطه بالصين، والجهد الجهيد لتوأمها الدكتورة رشا كمال في تولي مسئولية الجودة، بما اشتهرت به من انضباط و”سيطرة” أكسبتها احترام الجميع. وأحيي الدكتور شوكت المصري الذي قاد بشبابه وعقله المتفتح العملية الصعبة التي تفردت بها كليتنا، وهي تدريس اللغة العربية لكافة طلاب الكلية، بطريقة جديدة جذابة وفعالة.

هؤلاء كانوا الرعيل الأول المؤسس للكلية، وانضم إليهم فرسان آخرون، وفي مقدمتهم أحد رواد اللغة الألمانية العظماء في مصر الدكتور باهر الجوهري، والذي أسس قسم اللغة الألمانية وأشرف عليه، ومعه رأس حربة القسم الدكتورة أمير أمين، قبل أن يتولى المسئولية الدكتور السيد مدبولي، والدكتورة لمياء الشريف في رئاسة قسم اللغة الإيطالية وتولت مسئولية وكالة الكلية للبيئة وخدمة المجتمع، والدكتورة نهاد منصور، التي تولت قسم اللغة الإنجليزية بعد سلفيها الصالحين الدكتور فاطمة طاهر والدكتور فدوى عبد الرحمن، ومعها أيضا وكالة الكلية للدراسات العليا والبحوث. وفي قسم اللغة الأسبانية تولت المسئولية الدكتور منار عبد المعز، التي خلفت الدكتور محمد الصغير، بعد أن تسلم الراية من صديقي السابق خالد سالم.
هؤلاء يلخصون الحكاية، ولكنهم ليسوا كل الحكاية، فهي تحمل تفاصيل هامة وكثيرة، من أعضاء هيئة تدريس، جاءوا ورحلوا، أو جاءوا ومكثوا، ولهم التحية أينما كانوا. وهيئة معاونة، تضافرت جهودها لكي نصل إلى ما وصلنا إليه، وهيئة إدارية تحملت المسئولية بكفاءة واقتدار.

الجامعة وصورتها الذهنية؛

الطلاب ومسئولية تعليمهم؛

بيئة العمل التي تطلق العنان للإبداع؛

هذا هو المنظور الثلاثي الذي انطلقنا به قبل ست سنوات، والذي سوف نستكمل به طريقنا نحو المستقبل إذا سمحت لنا الأقدار”.

حسين محمود