كيف استطاع الجمهور إعادة تشكيل صناعة السينما بالسوشيال ميديا؟

أسماء مندور ـ تكتب عن صناعة السينما

دخلت مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة إلى حياتنا اليومية، لدرجة أنه أصبح من الصعب التفكير في الحياة بدونها، إذ لم تغير عاداتنا اليومية فحسب، بل أصبحت تمتلك القدرة على تغيير الصناعات أيضا، في مقدمتها صناعة السينما.

وبالإضافة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تمنح المسوقين فرصة لا تعوض للترويج لأحدث أفلامهم، فهي أيضًا تمنح المشاهدين سلطة قوية على عملية صناعة الأفلام.

نرشح لك: بسبب شكاوى المستخدمين.. تويتر يقرر تغيير شكل الموقع

صناعة السينما

بدأت قوة السوشيال ميديا في صناعة السينما تؤثر في إعادة تشكيل الساحة الفنية من جديد، أي أن فتح الباب أمام مواقع التواصل الاجتماعي غالبًا ما يعني فتح الباب أيضًا أمام النقد غير المرغوب فيه وغير المتوقع، وبالتالي تغير مؤشرات الرصد والنجاح.

براعة الإعلان

منح الإنترنت المسوقين، في جميع القطاعات، طريقة جديدة للتواصل مع الجماهير، خاصةً عندما زادت شعبية مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فتحت تلك المنصات الاجتماعية الأبواب لفرص جديدة للتسويق، مما أوجد قطاعًا جديدًا تمامًا من الوظائف، وألقى على عاتق أصحاب الصناعة مسؤولية توقع ما يمكن أن يصبح “تريند” في عالم الإنترنت.

تمنح مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا صانعي الأفلام الفرصة لبناء توقعات لإصدارات جديدة، بمعنى أنه يمكن إجراء ذلك قبل يوم إطلاق الأفلام بمقاطع دعائية، وعرض بعض الأحداث من خلف الكواليس، وصور وسائط يمكن للجمهور التفاعل معها.

الجماهير غير السعيدة

في السابق، كان على الجماهير الانتظار حتى يتم طرح العمل في دور السينما للتعبير عن آرائهم. وفي الغالب، كانت تلك الآراء لا تتجاوز دائرة الأصدقاء والعائلة، لكن في عصر السوشيال ميديا، أصبح بإمكان الآلاف، وأحيانًا الملايين من الناس التعبير والاطلاع على هذه الآراء، مما أكسبهم قوة يتسع تأثيرها بمرور الوقت، لأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تعني أنه مهما كان رأيك، فهناك دائمًا مكان لسماعه.

 

ظاهرة “نتفليكس”

إذا كنت تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل صحيح، فستكون السيطرة على صناعة الأفلام في متناول يدك، ومن السهل ملاحظة ذلك مع نتفليكس، التي أصبحت تحظى مؤخرًا بشعبية كبيرة، ويرجع السبب في ذلك، إلى حد كبير، إلى عملهم في الأساس كمنصة وسائط اجتماعية لعملهم، فلديهم الآلاف من خيارات الأفلام والتلفزيون في متناول المشاهدين، بتنسيق يسهل الوصول إليه، ورخيص وسهل الاستخدام، كما أنه أسهل في مشاركته مع الأصدقاء.

أصبح أيضًا من الشائع جدًا رؤية بعض الممثلين المفضلين لدينا على الشاشة الكبيرة وهم يتألقون على نتفليكس. ومؤخراً، أطلقت المنصة ميزة تتيح للمشتركين مشاهدة جميع الإصدارات الجديدة مع الأصدقاء في وقت واحد، ونتيجة لذلك، فقد أصبحت “ملكة سوشيال ميديا السينما والتلفزيون”.

وضع اللمسات الأخيرة

جلبت مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا تحدياتها الفريدة لصناعة السينما، خاصةً عندما يتعلق الأمر بموازنة طلبات الجمهور مع قدرة المخرج على الإبداع ورواية القصص بطريقته الخاصة، ولكن هناك أوقات يكون فيها هذا النقد جزءًا لا يتجزأ من المضي قدمًا؛ من أول المطالبة بمزيد من التنوع، إلى طلب الشخصيات والمواقف التي تُظهر الحياة الواقعية بدقة أكبر، حيث أصبح بإمكان تلك المواقع أن تساعد صانعي الأفلام في نقل إبداعاتهم إلى مستويات أعلى، ناهيك عن أن صناع السينما يحصلون على فرص تسويقية من المستحيل تفويتها.

متعة أم تحدى!!

يمكن أن تشكل مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت عمومًا تحديًا حتى بالنسبة لنا نحن الأشخاص العاديون، حيث يوجد الكثير من الأحداث للتعبير عنها يوميًا، لذا يجب على الجميع التعرف على المزيد حول الوجود داخل عالم الإنترنت، لأن السوشيال ميديا يجب أن تكون متعة وليست تحديًا.

سيف ياسر.. شاب يصوب الكرة بمهارة لافتة وينتظر الانضمام للأهلي أوالزمالك