مصطفى شحاتة يكتب: مصر بلد العجائب وماسبيرو مبنى المصائب

نقلاً عن جريدة المقال

صفاء حجازى رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، عضو باللجنة المسؤولة عن ترتيب احتفالية قناة السويس الجديدة المنتظرة خلال أيام، لكن التليفزيون المصرى فشل فى أن ينقل المؤتمر الصحفى الذى عقده الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة القناة على الهواء مباشرة أو ما تم تسميته ببروفة قناة السويس الجديدة، وخلاله تم الإعلان عن نجاح تجربة مرور السفن فى الممر الملاحى الجديد، لم يتعذر أن تتم التغطية لأن الأجهزة «عطلت» لا سمح الله، أو أن الكهرباء انقطعت عن ماسبيرو فسودت الشاشات وبالتالى لم يبث تليفزيون الدولة الرسمى مؤتمرا لأهم مشروع لها منذ قيام 25 يناير، لا هذا ولا ذلك إنما المصور المكلف بنقل الحدث وصل إلى مقر المؤتمر متأخرا عن موعد انطلاقه، ليس هو وحده بل لم يصل المخرج أيضا ولا مجموعة التصوير ولا حتى جهاز البث الذى يمكن نقل الحدث من خلاله.

مصر بلد العجائب، وماسبيرو مبنى المصائب فى مصر، ولذا تحدث هذه الكوارث المتتالية فيه، منذ فترة كان انقطاع البث لانقطاع الكهرباء، فى أزمة لم يلحظ المسؤولون إنها تخص الأمن القومى لا تخصهم وحدهم. والتخلف عن تغطية الأحداث المهمة لم يكن مؤتمر قناة السويس أولها ولن يكون آخرها بالتأكيد، فوقت تفجيرات القنصلية الإيطالية التى لو نزل شخص من ماسبيرو بكاميرا سيصل إليها خلال 5 دقائق أو أقل سيرا على الأقدام، تحول المتابعون إلى الحدث لقنوات ماسبيرو سواء الأولى والثانية والثالثة وقناة النيل للأخبار، ليجدوا أن ماسبيرو لا يعلم شيئا عن الحدث الذى من المفترض أنه الوحيد الذى يسبق الجميع لتغطيته، لكن من يهتم فى هذا المبنى الشائخ ذى الموظفين الذين لا يعملون، منهم معد كتب على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك: «من طرائف ومصائب ماسبيرو.. تسأل عن موظف فزميله يقولك: «ده الشيفت بتاعه بيخلص الساعة 9 وهو مشى خلاص». فتقوله: بس الساعة لسة 8 هو مشى إزاى؟، فيرد زميله: «اعتبرها 9 وخلاص زمانه روح بيتهم».

وهكذا فلا ضير أن المخرج ووحدة التصوير كاملة لم يذهب أى منهم لمؤتمر عالمى، عادى يعنى هايحصل إيه يعنى، تحقيق ثم تحقيق، ثم خصم كام يوم من المرتب، المهم أن المخرج والمصور ناموا كويس.

إصلاح ماسبيرو أصبح مستحيلا، وقد يكون السبيل الوحيد لأن ينصلح حاله هو إلغاؤه تماما، حسب معلومات نشرتها جريدة المصرى اليوم، مستندة إلى الكتاب السنوى لاتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 2009 -وهو كتاب لم يعد يصدر الآن- هناك 1455 موظفا فى قطاع الأخبار وحده، مهمتهم «تقديم خدمة إخبارية على مدار الساعة من خلال نشرات الأخبار التليفزيونية وقناة لنيل للأخبار والإذاعية وموقع أخبار مصر الإلكترونى»، وجميعا نعرف مستوى الخدمة الإخبارية التى تقدمها هذه القنوات والإذاعات والمواقع، تعددت المنصات والخيبة واحدة وثقيلة يا ماسبيرو.

نريد أن نعرف قبل أن نموت ماذا يفعل عصام الأمير فى التليفزيون؟ ما طبيعة عمله بعيدا عما يكتب إلى جوار اسمه فى بطاقات التعريف، وماذا تفعل صفاء حجازى وآلاف آخرون يعتصمون كثيرا من أجل زيادة الرواتب، وينتفضون لو تكلم شخصا عن الخصخصة -بغض النظر عن صحتها من عدمه- رغم أنه يكفى فقط أن العجز يبلغ 4 مليارات و140 مليونا و320 ألف جنيه، للعام المالى الحالى 2015 – 2016.

أذكر أنه فى أعقاب 25 يناير فى عام 2011، تمت برعاية مصرية صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 1027 مع الجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط، ولأن الأمر تم برمته من خلال المخابرات المصرية، نقل التليفزيون المصرى عملية تسليم الأسرى على الهواء مباشرة، ونقلت منه كل وكالات العالم وتليفزيوناته، ولا أعرف إن كان هذا هو الحل الوحيد لكى يعمل من فى ماسبيرو أم ماذا نفعل لهم بالضبط؟ هل نجعل المخابرات تجعل كل الأحداث حصرية لهم، ينقلونها وينقل عنهم الناس؟ لكن وإن تم ذلك هل سيصل المصور والمخرج قبل موعد الحدث؟ حقيقة لا أظن.

اقرأ أيضًا:

مصطفى شحاتة: حلقة أولى وأخيرة من الفرنجة

مصطفى شحاتة: أبلة فاهيتا.. تسقط من الدوبليكس

مصطفى شحاتة : سيادة الرئيس لسنا دولة مدنية ولا عصرية 

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا