هل كانت مارلين مونرو أول من فكر في إطلاق حركة لمكافحة التحرش؟

محمد إسماعيل الحلواني

في الخمسينيات من القرن العشرين، حتى عندما كانت تتحول بسرعة إلى اسم مألوف في صناعة الترفيه، كانت عارضة الأزياء مارلين مونرو تتمتع بما يكفي من الشجاعة للتصدي بلا خوف لممارسات قبيحة في هوليوود تحت ستار اختبارات الشاشة للفتيات أمام الكاميرا.

وكانت هذه الاختبارات وسيلة سيئة السمعة تسمح للرجال في مناصب قوية بإيذاء الإناث، بما في ذلك مارلين نفسها.

نرشح لك: Clubhouse في المنطقة العربية ..مخاوف حقوقية وتحديات تقنية

وبينما كشفت حركة Metoo عن انتشار التحرش الجنسي في عام 2017 مع ظهور الادعاءات ضد هارفي وينشتاين، بدأت محاولة إطلاق هذه الحركة قبل ذلك بوقت طويل من قبل النجمة التي انتهت حياتها نهاية مأساوية.

في يناير 1953، كتبت مونرو، البالغة من العمر 27 سنة، مقالاً بعنوان “الذئاب التي عرفتها”، ونشرته مجلة Motion Picture and Television Magazine، وواجهت في مقالها الثقافة الجنسية في هوليوود، وكانت اختبارات الشاشة سائدة في تلك الأيام، ولكن الإيذاء الجنسي المصاحب لاختبارات الكاميرا كان من بين الموضوعات المسكوت عنها من قبل الممثلات وبالتأكيد لم يكتب عنه سوى مقال مارلين مونرو.

كانت كما يعتقد كثيرون سابقة لعصرها، وهذا ما يؤكده وثائقي “مارلين التي أساءوا فهمها Marilyn Misunderstood” الذي عرضته شبكة Reelz لأول مرة أمس الأحد 14 مارس الساعة 8 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

ووصف موقع MEAWW.COM مقال مونرو بأنه “يعبر عن جوهر أهداف حركة MeToo بامتياز”. هناك ذئاب، وحيوانات مفترسة، والجميع يعرف هذه الحقيقة الصادمة. الجميع يتعمد الصمت في تواطؤ ضمني مع المتحرشين، لذا كان لمارلين السبق في توثيق التحرش والاعتداءات الجنسية قبل أكثر من 60 سنة من انطلاق Metoo.

وتعد مارلين مونو أول نجمة كبرى تتصدى علانيةً للتحرش وأول من ينبه إلى تعرض النساء للتحرش بشكل يومي ومواجهتهن ظروف عمل غير آمنة. وبالطبع، فهي تقول ضمنيًا، هذا ليس جيدًا، هذا غير عادل، إنه خطأ، “كما تقول سارة تشرشويل، مؤلفة كتاب” أكثر من حياة مارلين مونرو”.

أزاح المقال الستار عن صورة أخرى تراها الممثلات بخلاف الصورة الذهنية المتألقة لهوليوود، وفي مقالها، وصفت مونرو الأنواع المختلفة من الرجال الذين قابلتهم أثناء عملها في صناعة السينما والمضايقات التي تعرضت لها. كتبت “هناك أنواع عديدة من الذئاب؛ بعضهم شرير، وبعضهم الآخر ينشدون مجرد وقت ممتع”.

في عام 1946، بعد أن وقعت مونرو عقدًا مع Twentieth Century Fox، وهو إنجاز كبير في حياتها المهنية، واصلت الكفاح من أجل صنع اسم لنفسها وترسيخ قدميها كممثلة جادة. في العام التالي وقعت عقدًا جديدًا مع كولومبيا بيكتشرز. بعد أن أجرت اختبار الشاشة، قالت مونرو إن رئيس الاستوديو، هاري كوهن، دعاها في رحلة على متن يخت. وأجابت أنها لن تذهب إلا إذا ذهبت زوجة كوهن أيضًا ولذا ألغي عقدها مع كولومبيا.

في مقابلة قبل وفاتها بعامين، أوضحت مارلين كيف كان الجنس جزءًا من الثقافة السائدة. فقالت “عندما بدأت عروض الأزياء، كان الجنس جزءً من الوظيفة.. وإذا لم تتماشى مع ذلك، فهناك 25 فتاة غيرك ستوافق”. وأوضحت: “أنت تعلم أنه عندما يستدعي منتج ما ممثلة إلى مكتبه لمناقشة سيناريو، فهذا ليس كل ما يدور في ذهنه، وأنا أقر بأنني فعلت ذلك. وسأكون كاذبة إذا قلت إنني لم أفعل”.

التسامح مع الذئاب

روى هاري ليبتون، وكيل مونرو، ذات مرة قصة كيف قدم مدير تنفيذي كبير في أحد حفلات هوليوود هدايا سخية لمونرو مقابل خدمات جنسية. وفي النهاية تعلمت مونرو أن تتسامح مع الذئاب. كتبت في سيرتها الذاتية: “كان هناك الكثير منهم. لم آخذ أموالهم… لكنني واصلت ركوب سيارات الليموزين الخاصة بهم والجلوس بجانبهم في أماكن فاخرة. كانت هناك دائمًا فرصة ووظيفة وسلسلة بلا نهاية من “قد يكتشفك ذئب آخر”.