وثائقي عن اللوحات المزيفة يتحول إلى صدمة لفنان أمريكي 

محمد إسماعيل الحلواني

تحولت مشاهدة فيلم وثائقي إلى صدمة بعد مرور أقل من عشرين دقيقة، عندما اكتشف الفنان والمؤلف الأمريكي “جو فيج” وزوجته أثناء المشاهدة أن الفيلم يحتوي صورة مزيفة لإحدى لوحاته المهمة. 

قرر الزوجان مشاهدة فيلم Made You Look: A True Story About Fake Art، وهو فيلم وثائقي جذاب تنصح مجلة “فارايتي” بمشاهدته. ويروي الوثائقي فضيحة القرن، المعروفة باسم “فضيحة نودلر” وهي وكالة لبيع الأعمال الفنية في مدينة نيويورك تأسست عام 1846 وأغلقت في عام 2011، وسط دعاوى احتيال أمام القضائ الأمريكي.

نرشح لك: بسبب حرب تيجراي.. صحفي يروي تجربته في معتقل إثيوبي

 

كانت وكالة نودلر واحدة من أقدم المعارض الفنية التجارية في الولايات المتحدة، وظلت تعمل على مدار 165 عامًا، وعلى الرغم من أن الوكالة تمكنت من النجاة من حرب أهلية وحربين عالميتين على مدار أكثر من قرن ونصف، كان إغلاقها في نهاية المطاف في أعقاب ظهور امرأة متواضعة من لونج آيلاند، تدعى “جلافيرا روزيلس” وروجت لبيع لوحات يفترض أنها من إبداع المشاهير مثل روبرت مذرويل وجاكسون بولوك ومارك روثكو ولكن اللوحات كانت بدون أوراق وباعت بعضها بالفعل بسعر أقل بكثير من أسعار السوق.

باعت مديرة المعرض آن فريدمان حوالي 60 عملاً بإجمالي 80 مليون دولار. عندما اتضح أن المهاجر الصيني “باي شين تشيان” هو الذي رسمها جميعًا في جراج منزله، وكانت النتيجة المباشرة إغلاق المعرض.

لكن “جو فيج” وزوجته لم تسنح لهما الفرصة ليتعمقا في الفيلم. بعد حوالي 15 دقيقة، رأيا صورًا بالأبيض والأسود لمذرويل وروثكو في خلفية الفيلم وصورة ملونة لبولوك في الاستوديو الخاص به، لم تكن في الحقيقة صورة لاستوديو الفنان، ولكنها صورة لتمثال صغير لبولوك في الاستوديو الخاص به، من إبداع “جو فيج”.

وقال فيج في حوار أجراه عبر الهاتف مع مجلة Art Net: “كنا نشاهد الوثائقي، وفجأة قفزت من الفراش صارخًا: هذه صورتي! هذه صورتي؟! هذه صورتي؟!”

ابتكر فيج نماذج لفنانين تاريخيين مختلفين في استوديوهاتهم،، في رؤية فنية هو أول من ابتكرها، في إطار تحقيق طويل الأمد في حياة المبدعين.

قال فيج: “كان الأمر غريبًا جدًا، كيف يمكن لفيلم وثائقي يتناول تاريخ اللوحات المزيفة في حين يتضمن صورة مزيفة لإحدى لوحاتي دون الإشارة إلى ذلك؟”.

اعترف باري أفريتش، مخرج الفيلم، بالخطأ في رسالة بريد إلكتروني إلى Artnet News، وقال إنه والفنان قاما بتسوية الأمر. ولفتت المجلة إلى أن قصة “جو فيج” انتهت نهاية سعيدة. بناءً على اقتراح قاعة تيرني جاليري، قدم أفريتش تبرعًا باسم “جو فيج” لصندوق مكافحة الأوبئة التابع لمؤسسة نيويورك للفنون.