تحذيرات من زحف الاحتيال والمعلومات المضللة لـ كلوب هاوس

محمد إسماعيل الحلواني

كشف البروفيسور “سي. براندون أوجبونو” الأستاذ مساعد بجامعة ييل، في تقرير نشرته مجلة WIRED، أنه بعد قضاء شهرين فقط في غرف الدردشة على تطبيق “كلوب هاوس”، فهم أخيرًا كيف حدثت فضيحة شركة “ثيرانوس” في وادي السليكون، وكيف تحولت رائدة الأعمال ومؤسسة الشركة “إليزابيث هولمز” من ملياردية إلى سجينة بائسة في رحلة كان أولها الطموح ومحطتها النهائية النصب والاحتيال.

مئات من غرف الدردشة

بعد تصفح مئات الغرف على تطبيق الوسائط الاجتماعية الصوتي الجديد الشهير، تعرض “أوجبونو” لما يصفهم بعشرات من الحيوانات المستنسخة من “إليزابيث هولمز”، بعضهم يدعون أنهم يديرون عشرات أو ملايين الدولارات.

نرشح لك: نيوزويك: “كلوب هاوس” يواجه تحديات

انفراد بالتواصل الصوتي يثير شهية المنافسين

يصنف “أوجبونو” تطبيق “كلوب هاوس” بأنه أشبه بنسخة صوتية من موقع “ريديت”، ويعتبه عودة إلى عصر المنتديات على الإنترنت، عندما كان التفاعل مقتصرًا على مشاركات فردية وكان ذلك قبل أن يتيح تويتر والمنصات الأخرى التفاعل في الوقت الفعلي. ويعتقد “أوجبونو” أن استخدام “كلوب هاوس” المتميز للاتصالات الصوتية يخلق فرصًا وتحديات فريدة.

ارفع يدك لتتكلم

يتفاعل مستخدمو “كلوب هاوس” في “الغرف”. يوجد في كل غرفة “خشبة مسرح” حيث يمكن للأفراد التحدث، و”جمهور” يستمعون فقط، ومدير للنقاش يقوم بكتم الصوت، وهو مسؤول عن تهيئة المسرح، ومن الناحية المثالية، تنظيم المحادثة. ويمكن لأعضاء الجمهور “رفع أيديهم” والصعود على المسرح.

بصمة قوية لعمالقة التكنولوجيا

كان رواد قطاع التكنولوجيا مثل مؤسس تيسلا “إيلون ماسك” أول من هاجروا إلى “كلوب هاوس” خلال ربيع وصيف 2020. على الرغم من أنه توسع منذ ذلك الحين ليشمل العديد من الثقافات الفرعية المختلفة والملايين من المستخدمين، إلا أن بصمات عمالقة وادي السيليكون مثل مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، لا تزال قوية.

أشياء لا يصدقها عقل

على خشبة المسرح، ينطق أصحاب الشركات الناشئة بثقة بأشياء لا يمكن أن تكون صحيحة أو تستند إلى حقائق، ورصد “أوجبونو” في ما استمع له على كلوب هاوس العديد من الفجوات المنطقية الهائلة التي ينبغي أن تزعج أي شخص مطلع للاستثمار وتكفي لإثارة قلقه.

سمع “أوجبونو” عن تقنيات لعكس عملية الشيخوخة واستعداد الشباب بناءً على معرفة منقوصة بيولوجيا الخلية، وسمع مناقشات عن تعديل الجينات على أسس تتناقض مع حقائق ونظريات علم الوراثة الكمي، وسمع عن الذكاء الاصطناعي لعلاج كوفيد دون التعامل مع التاريخ الطبيعي للعدوى أو أساسيات كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الواقع.

ولكن “أوجبونو” عندما يكون على خشبة المسرح خلال هذه التبادلات – ويكون قادرًا على الكلام – فهو في الغالب يمسك لسانه مهما ارتفع مستوى التشكك أو الارتباك.

من حين لآخر، يطرح “أوجبونو” على مسؤول الدردشة سؤالاً استقصائيًا (لكن ودودًا) أو سؤالين حول المفاهيم الأساسية لكيفية عمل التكنولوجيا، ويتم الترحيب به بإجابة لا تتغير: “سأعود إليك”، هذا سؤال جيد”، بل هو أفضل سؤال: حسنًا، سنتمكن من الرد بعد الجولة التالية من جمع التبرعات”.

ويعتقد “أوجبونو” أن الدجالين يعيشون في العديد من غرف الدردشة، بما في ذلك مناقشات حول كوفيد وخاصة اللقاح.

حضور طاغٍ للأطباء

استخدمت مجموعات من الأطباء والعلماء “كلوب هاوس” كطريقة للإجابة على الأسئلة وإبقاء المجتمع على اطلاع بأحدث المعلومات. هذا ينطبق بشكل خاص على الأطباء والعلماء السود، الذين نشروا المعلومات بعد البيانات المبكرة التي أشارت إلى أن الأمريكيين من أصل أفريقي مقاومين نسبيًا للحصول على اللقاح.

أسئلة حول لقاح كوفيد

هناك أشخاص متحمسون وفضوليون لديهم أسئلة صحيحة تمامًا حول سلامة اللقاح. هناك متشككون ضاعوا في شبكة من الخيال العلمي المستوحى من يوتيوب حول أسطورة اللقاح الذي يحتوي على شريحة للسيطرة على العقل البشري. ثم هناك أشخاص يهاجمون الخبرة الطبية والعلمية ومقدميها. على سبيل المثال، تعرض “أوجبونو” للتهديد بالإيذاء الجسدي، وتم انتقاده بسبب دفاعه عن ما اعتبره مستخدم للتطبيق “أجندة تعليم أوروبية”.

لا تنتهي المعلومات المضللة والتذمر عند هذا الحد: في “كلوب هاوس”، يوجد “علماء وراثة” يرغبون في زرع بطاريات في ظهر المتعصبين البيض، و”خبراء الكم” الذين يتحدثون عن ذكاء الفضائيين، و”علماء” يجادلون بأن الشيخوخة مرض يمكن تحضير دواء له.

واستخلص “أوجبونو” أن “العلم” لا ينتمي إلى الفئات الخمس الأولى على “كلوب هاوس” حيث لاحظ الحماقة بكثرة.

الميداليتان الذهبية والفضية

يعتقد “كلوب هاوس” أن الفائز بالميدالية الذهبية في المحتوى على كلوب هاوس هو قسم الاستشارات المالية، حيث وعود رواد الأعمال العباقرة الجمهور بنصائح لجمع مليون دولار في غضون ساعات قليلة من “كلوب هاوس”.

يمكن لهذه الغرف أن تفرض على المشاركين أموالًا فعلية للظهور على خشبة المسرح (حتى أكثر من ذلك يمكن الدفع لتولي مسؤولية إدارة النقاش)، ومعظمها يتضح في نهاية المطاف أنها تحت مظلة فك التسويق الشبكي حيث الأرباح محجوزة مسبقًا لمن يسيطرون على أعلى المخطط الهرمي لشبكة التسويق.

وأعاد محترفو الاحتيال المشهورون تصنيف أنفسهم بطريقة سحرية ليصبحوا خبراء أعمال في “كلوب هاوس” واستخدموا كافة السبل المشروعة وغير المشروعة لرفض الأشخاص الذين يرغبون في لفت الانتباه إلى عمليات الاحتيال التي يمارسونها في حياتهم الواقعية.

أما الحائز على الميدالية الفضية في محتوى كلوب هاوس فهو عالم “المواعدة” بداية من نصائح العلاقات التي يقدمها المشاهير، وبعضهم يتحدث علانية عن العلاقات الحميمة مع أشخاص مشهورين كدليل على أنهم يعرفون ما يتحدثون عنه. والأغرب من ذلك هو غرف موضوع العلاقات حيث يمكنك أن تجد رجالًا يبلغون من العمر 30 عامًا يخطبون ود سيدات أعمال يبلغن من العمر 50 عامًا في محاولة لتحقيق مكسب من نجاحهن المالي.

نموذج مصغر من العالم بخيره وشره

وأخيًرا يعلق “أوجبونو”: “جعلني هذا الهراء في التطبيق أشعر بثقة أكبر في أفكاري أكثر من أي وقت مضى، ولكن على الرغم من كل المراوغات، يتمتع التطبيق بسحر والعديد من الميزات الإيجابية، ولكن كلوب هاوس ليس سوى نموذج مصغر من العالم بخيره وشره”.