بسبب ترامب.. استبعاد مترجمة لغة إشارة من البيت الأبيض

محمد إسماعيل الحلواني

قالت مترجمة لغة الإشارة في البيت الأبيض، التي تتهم بأنها من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب، أمس الأحد إنها لم تتلقَ طلبًا لعودتها للعمل أو تجديد تعاقدها بعد أن تعرضت للانتقادات التي هاجمت مصداقيتها ومهنيتها.

وذكرت “هيذر ميشو”، التي بدأت العمل كمتعاقدة مستقلة مع البيت الأبيض العام الماضي، أن إدارة بايدن لم تتصل بها في أعقاب تقرير لمجلة تايم، وكان التقرير قد ادعى أنها ترجمت رسائل لمجموعات من المحافظين نشرت على السوشيال ميديا.

نرشح لك: واشنطن بوست: صحف محلية أمريكية تتهم فيسبوك وجوجل بتدميرهم

وصرحت “ميشو” لصحيفة نيويورك بوست بأن الهدف من نشاطها -سواء في البيت الأبيض أو في منظمة “أيدي الحرية”- هو تمكين الصم والبكم من الوصول إلى الخبر والمعلومات”.

وأضافت: “الشيء الوحيد الذي أصبحت متأكدة منه هو أنني فقدت وظيفتي وتعرضت للإهانة علنًا وكان ذلك ظلمًا كبيرًا لي”.

تجدر الإشارة إلى أن “ميشو” متزوجة من السيد “غلين بورني” وتبلغ من العمر 41 عامًا وأم لأربعة أطفال، وقالت أيضًا إنها تعرضت للمضايقة والترهيب عبر الإنترنت بسبب تقديمها ترجمة لغة الإشارة الأمريكية لمجموعة “أيدي الحرية” على فيسبوك.


تتضمن مقاطع الفيديو التي ترجمتها “ميشو” مقطعًا لمحامي ترامب السابق رودي جولياني بعنوان: “ماذا حدث حقًا في السادس من يناير؟” -يوم اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول الأمريكي- ومقطع آخر للدكتورة ستيلا إيمانويل اليمينية المثيرة للجدل المسؤولة عن الترويج لعلاج كوفيد-19 بعقار هيدروكسي كلوروكين، والذي حظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدامه لهذا الغرض.

وأكدت “ميشو” أنها لا توافق بالضرورة على كل شيء تقوم بترجمته، ولكنها تقوم بدورها وتشارك في العمل التطوعي استجابة لطلبات من الأشخاص الذين يرغبون في رؤية خطابات السياسيين الجمهوريين وشخصيات محافظة أخرى مترجمةً إلى لغة الإشارة.


وقالت إن منتقديها “لا يريدون ترجمة أي محتوى لا يتفق مع توجهاتهم أو قناعاتهم”. لكنها أوضحت أن “الصم يريدون فقط فرصة ليقرروا بأنفسهم ما هي المعلومات التي تتضمنها تلك المقاطع”.

كما زعمت أن هناك معيار مزدوج للتعامل مع المترجمين وفقًا لميولهم السياسية سواء من الليبراليين أو من المحافظين وأشارت إلى الملاحظات التي أدلى بها العام الماضي المترجم ديفيد كوان، الذي ترجم خطابات الجمهوري حاكم جورجيا السابق “بريان كيمب” ومسؤولين حكوميين آخرين.

كان كوان واضحًا وصريحًا عندما قال: “بالنسبة لي، لا يهم ديموقراطي أو جمهوري، مثلي الجنس أو مستقيم”. ونقلت مجلة أتلانتا عن كوان قوله: “أنا هناك لتقديم خدمة وإيصال رسالة إلى الصم، هذه مهمتي وحسب”.

على الرغم من اعترافها بالانتماء لمؤيدي ترامب، قالت ميشو إنها دفعت “حوالي 20 دولارًا” لشراء قبعة حمراء طبعت عليها عبارة “حافظوا على أمريكا رائعة” لمقطع فيديو بعنوان “شكرًا للرئيس ترامب من فريق Right Side ASL! ونشر ذلك المقطع في نفس اليوم الذي تم فيه تنصيب الرئيس بايدن الشهر الماضي.

وقالت “ميشو” إنها مستاءة من الصور المنشورة على الإنترنت والتي تظهر أنها ترتدي القبعة كذبًا خلال ترجمتها لإحاطة السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي، يوم 25 يناير أي بعد تنصيب بايدن ببضعة أيام.

كانت تلك هي المرة الأولى والوحيدة التي استعانت بها فيها إدارة بايدن بعد ترجمتها خمس إحاطات إعلامية لإدارة ترامب بين 19 نوفمبر و15 ديسمبر.

قال جون هينر، أستاذ التعليم بجامعة نورث كارولينا: “سيكون من الصعب بالنسبة لميشو مواصلة العمل في البيت الأبيض في ظل إدارة بايدن”.

وتصاعد النقاش خلال الأسبوعين الماضيين حول إمكانية أداء مترجمي لغة الإشارة لعملهم لكلا الفريقين؛ الليبراليين والمحافظين، “إذا جاز التعبير، خاصةً إذا كانت لديهم مشاعر انتماء قوية لأي من الجانبين، وفقًا لـ “هينر”.

وفيما يتعلق بـ”ميشو”، يعتقد “هينر” أنه من المؤسف أنها لم تتنبأ برد الفعل الذي ستحصل عليه من العديد من الأشخاص في المجتمع نظرًا لاختياراتها وانتماءاتها السياسية السابقة وانعكاسها على عملها في الترجمة.