موقعة الأهلي والبايرن الكروية بين التوقع والواقع والأمنية

رائد عزاز

ستطير مساء الغد أنظار وقلوب الأهلاوية؛ من أجل متابعة المواجهة التاريخية بين الأهلي بطل القارة الأفريقية، وبايرن ميونخ زعيم الكرة العالمية في نصف نهائي مونديال الأندية.

تشير تقديرات المواقع المتخصصة الرسمية إلى أن القيمة التسويقية لعناصر الماكينات الألمانية تزيد عن أفراد الكتيبة الأهلاوية بمقدار 34 ضعف، وهو ما يوضح حجم الفوارق الفنية والفردية والبدنية والمهارية بينهما، وبالتالي إذا لعب كل منهما بأسلوبه ومستواه المعتاد ستكون النتيجة كبيرة، لذلك يجب على بطل أفريقيا اللجوء إلى تكتيك خاص جدًا خلال تلك الموقعة الصعبة؛ من أجل محاولة تحجيم قدرات المنافس المرعب الذي ينطبق عليه مقولة “مفيهوش غلطة”.

أولاً: لابد أن يتكون التشكيل من عناصر تتميز بالقوة البدنية والسرعة مثل: الشناوي، معلول، أشرف، بانون، بيكهام، السولية، حمدي، ديانج، طاهر، شريف، بواليا.

ثانيًا: الاحتفاظ بالكرة أكبر قدر ممكن، مع الاعتماد على التمريرات القصيرة المضمونة، بعيدًا عن الالتحامات والصراعات البدنية التي لن تكون في صالح فريقنا المصري.

ثالثًا: عدم محاولة مجاراة لاعبي البايرن في إيقاع اللعب السريع، بل السعي وراء إماتة الكرة وكسر رتم المباراة، بمعنى أن نكرر سيناريو لقاء منتخبنا أمام أيرلندا في مونديال 90 مع تعديل مهم، وهو السعي وراء تنفيذ هجمات مرتدة فعَّالة.

رابعًا: تجنب ارتكاب فاولات قرب منطقة الجزاء وتفادي الضربات الركنية ضدنا، لأن الألمان متميزون جدًا في الألعاب الهوائية، والتسديد المحكم من المسافات البعيدة والمتوسطة.

خامسًا: اللعب بطريقة الدفاع المتقدم أمام منطقة الجزاء وليس داخلها، حيث إن مهاجميهم متميزون في التسجيل من أنصاف الفرص القريبة، خصوصًا ليفاندوفسكي أفضل لاعب في العالم حاليًا.

سادسًا: إذا أصيب المرمى الأهلاوي بهدف أو حتى اثنين في البداية، لا يجب تغيير الطريقة المتحفظة والاندفاع للهجوم؛ لأن الخطوط ستنفتح، والفرص ستتاح لهم أكثر، والثمن سيكون تضاعف النتيجة.

سابعًا: يجب أن تكون التمريرات بين مهاجمي الأهلي أرضية وسريعة وكذلك أسلوب تنفيذ الضربات الركنية؛ لأن الكرات العالية ستكون دائمًا في صالح مدافعي البايرن فارعي القوة مفتولي العضلات.

ثامنًا: يجب على موسيماني أن يمنح قدرًا من الحرية، لمهاجميه لاستخدام مهاراتهم الفردية في المراوغة، والاقتراب من مرمى المنافس حتى أقرب نقطة ممكنة بغرض التسديد من مسافات قصيرة، حيث إن التسديد من بعيد لن يكون مجديًا أمام الأخطبوط نوير.

البايرن حاليًا أقوى فريق على كوكب الأرض، وأعتقد أنه يستطيع الفوز بكأس العالم للمنتخبات، وليس فقط مونديال الأندية، ولذلك أقول أن الواقع يؤكد فوز البايرن بفارق هدفين على الأقل، والتوقع هو أن الأهلي سيجاهد قبل أن يخسر بشرف، أما التمني فهو أن يفوز بطل مصر، وهو ما لا يمكن اعتباره مجرد مفاجأة مدويَّة، بل ستكون معجزة حقيقية ستحفظها السجلات الكروية، وستبرزها جميع وكالات الأنباء الدولية.

يقول المنطق إن المطلوب من الأهلي في هذه المواجهة الصعبة غير المتكافئة، نظريًا هو فقط تقديم عرض مشرِّف نفتخر به، أما الجماهير فعليها أن تستمتع بالفارس الأحمر، وتفرح بوصوله إلى هذه الدرجة العالمية التي أهلته للمنافسة واللعب مع الكبار، لكن بالطبع لا يمكن أن ننكر حقها في الحلم بتحقيق إنجاز الفوز باعتبار أن “لسة الأماني ممكنة”.