ماذا لو لم يحدث كل ذلك؟

منة المصري

ماذا لو تابعنا الحياة من بعيد.. نعم كلنا نعلم جيدا وبعد تجربة بأن الحياة من على الحافة أكثر هدوءا..
أن الحياة دون توغل مع الآخرين دون تشابك شديد مع من حولك أكثر راحة.

أن الحياة دون تزاحم وتهافت على الفرص والمناصب والأموال والمكاسب تجعلك أكثر رضا بما بين يديك..
أن الحياة دون التفات لما ليس لك دون تركيز على ما عند غيرك تجعلك أكثر طمأنينة وشكرا لما قسمه الله لك.
أن الحياة دون محاولات لحوحة ومتواصلة من أجل لفت الإنتباه وسرقة لحظات من المشاعر وشحذ الاهتمام والأضواء تحت وطأة الاحتياج والافتقاد تجعلك أكثر تصالحا مع نفسك.

أن الحياة دون السعي للوقوف في دائرة الضوء وتصدر الترند وأخذ اللقطة أكثر واقعية وأريحية.

نرشح لك: 5 أسباب تجعل من وحيد حامد “مخاوي” السينما المصرية

برج الحوت وأيامه

ماذا لو لم نعرف عن الحياة الشخصية للهضبة عمرو دياب وعلاقته بالفنانة دينا الشربيني وتداخلنا لدرجة أننا أصبحنا على علم بأدق التفاصيل منذ غناؤه “والله باحبك موت وباحب برج الحوت” مرورا باحتفالها بعيد ميلاده في أحد الكافيهات وكواليس وجوده في الجونة لمساندتها بعد التنمر على فستانها في مهرجان السنيما وكواليس تدهور العلاقة حتى آلت لما عليه الآن وجميعنا تابعناه ونعرفه كما لو كانوا من أولاد أعمامنا وخالاتنا.

صحافة بلا زن

ماذا لو لم نضغط زر اللايك لصفحة الفنانة عارفة عبد الرسول وتابعنا أزمتها الأخيرة مع إحدى الصحفيات لأنها أزعجت منامها “على حد قولها” بعدما حاولت الاتصال بها مرتين لعمل حوار صحفي، بالطبع لو لم نكن بهذا القرب من الفنانين وحياتهم الشخصية لكنا اكتفينا بمشاهدتها والاستمتاع بفنها وأداءها علي الشاشة ليس إلا.. وما كان الصحفيون هبوا لمساندة زميلة لهم لم تفعل سوى واجبها تجاه المهنة.. وغضبوا كل هذا الغضب من مجرد “بوست” للفنانة.

الأسوياء لا مكان لهم في الأخبار

ماذا لو احترمت المواقع الإخبارية واحترم الصحفيون مبادئ المهنة ولم ينشروا عن الزوجة التي اتهمها زوجها أبشع اتهام يمكن أن تحصل عليه سيدة وينتهي بها الأمر أن تكتب عنها الصحافة “عنتيلة المحلة” قبل أن تثبت التحقيقات أن مزاعم الزوج باطلة.. من سيعيد الحق إلى أصحابه الآن.. من سيهتم بنشر اعتذار لهذة السيدة.. من سيهتم بالاعتذار لكل من قرأ وتابع وصدق هذه الأخبار وجرحت مشاعره وفاجأت وهزت فطرته الطيبة ودفعته ليصدق بأن الدنيا لم تعد تحمل سوى الأشرار وأن الأسوياء لم يعد لهم مكانا على صفحات الأخبار.