انهيار مراسلة أمريكية أثناء تقديمها تقريرا عن مأساة المصابين بكورونا

محمد إسماعيل الحلواني

انهارت سارة سايندر مراسلة “سي إن إن” على الهواء مباشرة أثناء تقديمها تقرير من لوس أنجلوس عن امرأة فقدت والديها بسبب كورونا، واضطرت إلى إقامة جنازة والدتها في موقف مفتوح للسيارات لأنه المكان الوحيد الآمن للتجمع لإقامة الجنازة.

أوضحت سارة سايدنر أن ما دفعها للبكاء أمام الكاميرا هو الغضب من أولئك الذين لن يأخذوا آلام ومعاناة الأمريكيين على محمل الجد، ويستميتون في الدفاع عن نظريات المؤامرة التي راح ضحيتها الكثيرون، وينكرون حقيقة أن البلاد تمر بوباء فعلي.

كانت سايدنر تجري حوارًا مع جوليانا سيسما التي تركت عملها في مجال العقارات لرعاية والدتها، التي كانت تعاني من أمراض الرئتين وأعتقدت جوليانا أن والدتها ستصبح في خطر كبير إذا أصيبت بالفيروس.

نرشح لك: لحماية محتواك من السرقة على الإنترنت.. إليك هذه الخطوات

وعلى الرغم من الجهد الذي بذلته جوليانا لحماية والدتها، انتهى الأمر بالعائلة بأكملها إلى الإصابة بما في ذلك شقيقها وأسرته وفقدت سيسما زوج والدتها ووالدتها في غضون 11 يومًا فقط، أي أقل من أسبوعين.

كان المشهد الذي زلزل مراسلة “سي إن إن” هو وقوفها بالقرب من “تابوت مفتوح في أحد أركان موقف السيارات، ومن حول التابوت انتشرت الزهور”، وحاولت ضيفتها سيسما التماسك والتحلي بالقوة بينما تودع والدتها في مكان غير ملائم على الإطلاق لإلقاء النظرة الأخيرة.

كتبت سايدنر على مدونتها: “عندما رأيتموني أبكي، فقد شاهدتم غضبي. أنا أهتم ببلدي. أشعر بالقلق من تلك الآلام الجديدة والقديمة التي تواجهنا. وأشعر أن بلدي أمريكا التي أحبها باتت على أجهزة التنفس الصناعي في غرفة الإنعاش”.

وقالت سايندر إنها تشعر بصفعة قوية على الوجه لأنها مضطرة للعيش باستمرار في عالمين مختلفين بشكل واضح، في أمريكا الجميلة على الرغم من أنها أصبحت بعيدة كل البعد عن المعقولية والكفاءة، فالعالم الأول قائم على الواقع الملموس والعالم الآخر منغمس حتى أذنيه في نظرية المؤامرة والحزبية والقبلية.

في مقال نشره موقع سي إن إن، كتبت سايندر: “لقد ذهبت الآن إلى 10 مستشفيات أحاول التعامل مع الوباء. شاهدت أشخاصًا يئنون من الألم، ويلهثون لالتقاط النفس ويقتربون من الموت في وحدات العناية المركزة في جميع أنحاء البلاد. لقد رأيت الأطباء والممرضات يكسو وجوههم الإرهاق والإنهاك، وبعد ذلك، بينما أشق طريقي إلى المنزل، يلتفت إلىّ أحدهم ليسألني: “لماذا ترتدين الكمامة؟”.

تجدر الإشارة إلى أن سايندر عملت كمراسلة لشبكة سي إن إن وسي إن إن الدولية وقدمت برنامج جلوبال إكستشينج انطلاقا من أبوظبي ومن نيودلهي كما شاركت مسبقًا في تغطية مناطق الحروب والعديد من حوادث العنف والإرهاب.

وقتل فيروس كورونا أكثر من 30 ألف شخص في ولاية كاليفورنيا وحدها منذ أن بدأ الوباء. وأصيب أكثر من 2.6 مليون شخص في الولاية. وسجلت الولايات المتحدة أعلى معدل وفيات لفيروس كورونا في العالم.