تعرف على تطبيق "بارلر" الجديد ودوره في الانتخابات الأمريكية

محمد إسماعيل الحلواني

خلال الأيام التي أعقبت انتخابات الرئاسة الأمريكية، احتل بارلر – Parler رقم (1) بين تطبيقات “آبل ستور” وهو تطبيق لوسائل التواصل الاجتماعي يروج له سياسيون جمهوريون وأصوات يمينية.

ويصر تطبيق بارلر على أنه منصة “حرية التعبير”، وليس لديه أدوات للتحقق من الحقائق، كما قال المدير التنفيذي جون ماتزي لمجلة فوربس. ويمتلك بارلر قسم “اكتشاف الأخبار” الذي يذخر بمشاركات من المدونات اليمينية المتطرفة مثل “ذي غيبوك تايمز” التي روجت للادعاء بأن فيروس كورونا قد تم إنشاؤه في مختبر عسكري صيني. ويبذل المؤثرون المحافظون جهودًا من أجل جذب أتباعهم للانضمام إلى تطبيق بارلر.

نرشح لك: في عيد ميلاده العاشر.. تطبيق فايبر يعلن عن تقديم خدمة المدفوعات الرقمية



مليون عملية تنزيل

صعد بارلر إلى المركز الأول على متجر تطبيقات آبل يوم الأحد، في اليوم التالي لتوقع وسائل الإعلام الكبرى أن جو بايدن سيفوز بالسباق الرئاسي لعام 2020. تم تنزيل التطبيق ما يقرب من مليون مرة في غضون خمسة أيام من يوم الانتخابات، 3 نوفمبر.

بينما وصف موقع تويتر العديد من تغريدات الرئيس دونالد ترامب بعد الانتخابات بأنها “مضللة”، فإن بارلر تصنف نفسها على أنها منصة تواصل اجتماعي “حرية التعبير”، وهذا التركيز يعني أن المنشورات التي تنشر آراء مختلفة لا يتم تصنيفها على أنها معلومات مضللة.

قد يكون للتضليل على التطبيق تأثيرات حقيقية بالفعل. فهناك مجموعة تطلق على نفسها اسم “أوقفوا سرقة الانتخابات”، وهي مجموعة تدعي أن الديمقراطيين “سرقوا” الانتخابات الرئاسية، ربما حشدت المتظاهرين في بارلر. وتوصلت الصحفية “بيج ليسكن” من موقع “بيزنس إنسايدر” إلى أن الهاشتاج #StoptheSteal يحتوي على أكثر من 15000 منشورًا، على المنصة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتجمع متظاهرو “أوقفوا سرقة الانتخابات” في محيط مراكز فرز الأصوات في جورجيا ونيفادا وميتشيجان للمطالبة بأن يتوقف عمال الانتخابات عن فرز الأصوات.

في ما يلي المزيد من التفاصيل حول التطبيق، وكيفية عمله ومن يتحكم فيه.

ما هو بارلر؟

يصف تطبيق بارلر نفسه بأنه من “وسائل تواصل اجتماعي، وأنه غير متحيز ومنصة تحترم حرية التعبير وتركز على حماية حقوق المستخدم.” يمكن للمستخدمين اكتشاف الأخبار المتعلقة بالسياسة والرياضة والترفيه. ويمكنهم أيضًا التعليق على المنشورات والتصويت عليها، وتسمى هذه المنشورات داخل بارلر “parleys”، نسبة لاسمه”.

تنص سياسة الخصوصية على أن التطبيق “لا يقدم أي ضمانات فيما يتعلق بأمن أو خصوصية معلومات المستخدمين”، كما تنص سياسة خصوصية على قيام الشركة بجمع ما يلي:

– كافة المعلومات التي يتم مشاركتها على الموقع، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو والتعليقات.

– عناوين IP ومعلومات الموقع الأخرى.

– بيانات عمليات بحث المستخدم ومشاهداته وعدد مرات زيارته.

– تنص السياسة على مشاركة معلومات المستخدم مع المعلنين والبائعين ومقدمي الخدمات وشركاء التحليل.

تحتفظ منصة بارلر بالحق في حذف حسابات المستخدمين الذين ينتهكون إرشادات مجتمع التطبيق. وتنص المبادئ التوجيهية على أنه يمكن حذف المنشورات التي تروج للجريمة أو الأعمال غير القانونية أو البريد العشوائي أو انتهاكات حقوق النشر أو المحتوى من المنظمات الإرهابية أو المنشورات التي تتعارض مع “الساحة العامة الترحيبية وغير الحزبية” الخاصة بـ التطبيق.

من يملك بارلر؟

أنشأ ماتزي وجاريد طومسون، كبير مسؤولي التكنولوجيا في بارلر، التطبيق في عام 2018. وتخرج ماتزي من جامعة دنفر عام 2014 وعمل كمهندس برمجيات في أمازون ويب سيرفيسز قبل إنشاء التطبيق، كما يقول ملفه الشخصي على لينكدإن. وكتب طومسون على لينكدإن أنه تخرج من جامعة دنفر في عام 2015 بدرجة البكالوريوس ودرجة الماجستير.

وأعلن دان بونجينو، الصحفي المؤيد لترامب في قناة فوكس نيوز والذي استمر في نشر معلومات مضللة حول كوفيد-19، أنه سيحصل على حصة من ملكية بارلر. وفي تصريحات أدلى بها ماتزي لمجلة فوربس، أكد أنه تلقى تمويلًا للتطبيق من خلال استثمارات ملاك متعددين، لكنه لم يكشف عن المبلغ.

المتواجدون على التطبيق

على الرغم من أن شعار التطبيق على متجر تطبيقات آبل؛ وهو عبارة عن “وسائط اجتماعية غير منحازة”، قال ماتزي لفوربس إن الليبراليين يمثلون “حصة صغيرة جدًا من مجتمع بارلر” وأن مستخدمي المنصة هم في الأساس مؤثرون وسياسيون جمهوريون ويمينيون.

عندما يشترك المستخدم في التطبيق، يقترح بارلر متابعة “الأعضاء أصحاب الحسابات الموثوقة” بما في ذلك المحافظين البارزين شون هانيتي ودينيش ديسوزا بالإضافة إلى سياسيين مثل السيناتور تيد كروز وجو جورجنسن، المرشح الرئاسي الليبرالي لعام 2020.

قام العديد من النشطاء اليمينيين الذين مُنعوا من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى بالحصول على حسابات “أعضاء موثوقين” على بارلر مثل لورا لومر، التي وصفت نفسها بأنها “فخورة بأفكار الإسلاموفوبيا” والتي طبق فيسبوك ضدها سياسة الحظر لانتهاكها سياساته ويعتبرها العملاق الأزرق من “الأفراد الخطرين”، وانضمت في عام 2018 إلى بارلر ولديها 659000 متابع على بارلر، وميلو يانوبولوس، الذي مُنع من تويتر وأستراليا بسبب التحريض على العنف والمضايقات ولديها 176000 متابع.

بسبب قواعد التطبيق المتساهلة في تداول المعلومات الخاطئة، نشر أعضاء بارلر نظريات لا أساس لها على التطبيق. قال حساب حملة ترامب الانتخابية ويحظى بحوالي 1.8 مليون متابع إن “بطاقات الاقتراع عبر البريد شابها التزوير” بالكامل”.

وقام مقدم البرنامج الحواري المحافظ مارك ليفين وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني ومدونو الفيديو دايموند آند سيلك المؤيدون لترامب بنشر ادعاءات عن تزوير الانتخابات لملايين المتابعين.

ماذا يتوقع المستخدم على بارلر؟

يسمح التطبيق، مثل تويتر للمستخدمين بنشر رسائل قصيرة وروابط وصور لمتابعيهم. ويحتوي التطبيق على منشورات يمينية متطرفة مثل تقارير موقع جيلر، الذي أسسته المدونة المناهضة للمسلمين باميلا جيلر، ومنصات إخبارية وتحليلية مثل ذي فيدراليست التي علق تويتر حسابها بسبب نشرها مقال يحث القراء إلى تعمد إصابة الشباب بـ كوفيد-19.

بارلر وقبضة اليمين المتطرف على الإنترنت

يمثل صعود بارلر إحدى الطرق التي بنى بها الجمهوريون والمحافظون والمحرضون اليمينيون مجتمعاتهم الأبرز تواجدًا على الإنترنت والتي يستغلونها في نشر نظرياتهم. ويوجد على منصة بارلر بن شابيرو، الذي نشر معلومات خاطئة عن علم المناخ والإسلام، لديه واحدة من أكثر عروض البودكاست شعبيةً في الولايات المتحدة.

نرشح لك: ميزة من “فايبر” لإدارة التذكيرات باستخدام خاصية “ملاحظاتي”