رائد عزاز: أحمد الميرغني... قصة قصيرة!

عندما يطلق نجم كروي مصري أحدي قذائفه داخل مرمي السياسة فهذا يعني واحد من أمرين: إما أن ينتمي قلبا و قالبا لفكرة أو لجماعة تدفعة لتصرفات صادمة وجريئة دون حساب للعواقب المنتظرة, أو أنه يعاني من انحسار الأضواء عنة فيعمل علي استعادتها بأراء مثيرة للجدل.

أحمد الميرغني لاعب وادي دجلة كتب تويتة هاجم فيها رئيس الجمهورية واتهمه بالتقصير في أداء مهامه علي خلفية سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين خلال المواجهات الأخيرة مع العناصر الإرهابية مما أدي الي هبوب عاصفة هوجاء من الاتهامات واللعنات ضد اللاعب مصحوبة بموجة خفيفة من التعاطف و التأييد لموقفه تحت داعي حرية الرأي و التعبير.

تاريخ الميرغني غير المعروف في النضال الوطني مع ثقافتة السياسية التي لم تعلن عن نفسها خلال أي مناسبة سابقة يجعلاني أميل الي الأعتقاد بأنه قال ما قال دون فهم أو تقدير لحقيقة الموقف و بالتالي كان من الأجدر بنا عدم التوقف عند هذا الحدث الذي لا يزيد عن مجرد كلمات انفعالية من شاب صغير السن قليل الوعي والأدراك!.

لن أناقش هنا وجهة نظر اللاعب فهو حر فيها لكنني سأتوقف أمام الطرق السلبية التي سلكتها كل الأطراف المعنية في التعامل مع الأزمة:

1- الإعلام: مازال بعضه يبحث عن الإثارة و التهييج فيفرد المساحات الواسعة لواقعة صغيرة بغرض تحويلها الي قضية رأي عام تضمن كثافة المتابعة وتروج للإعلانات والمبيعات التي تعاني ركودا!. وائل الأبراشي مقدم برنامج العاشرة مساءً خصص غالبية وقت احدي الحلقات لمناقشة التحليلات و التعليقات علي التويتة الفارغة مع ملاحظة أنة أفسح المجال فقط أمام الأصوات التي تطالب برقبة اللاعب دون أن يسمح للرأي الأخر بالتعبير عن نفسة!.

2- إدارة نادي وادي دجلة: لم تصدر بيانا يوضح موقفها الرسمي من القضية وأكتفت بتصريحات مقتضبة علي لسان رئيسها الأستاذ حسن المستكاوي الذي أعلن عن ايقاف الميرغني حتي نهاية الموسم بناءً علي توصية من ماجد سامي!. السؤال المطروح هو: من الذي يتولي اصدار القرارات التربوية ضد اللاعبين عند حدوث تجاوز أو خطأ…هل هو المدير الفني أم رئيس المنظومة أم صاحب المال؟ أعتقد ان الإجابة باتت واضحة أمام الجميع.

3- رئيس الزمالك: يحرص دائما خلال جميع لقاءاته علي الإشارة إلي هويتة الريفية و نشأتة داخل أحد الأحياء الشعبية مما يعكس مدي اعتزازة بمسألة (الأصل و الفصل) …لماذا يسخر إذن من جذور الميرغني النوبية وينعتة بألفاظ مثل بواب وخدام في إشارة إلي لونه الأسمر؟ أعلم أن المستشار أعتذر بعد ذلك علي الملأ لأهل النوبة لكن ألم يكن من الأفضل عدم التدخل منذ البداية في هذة القضية التي لا تمس ناديه من قريب أو بعيد!.

4- أحمد الميرغني: لم يتعلم من الضجة السلبية التي أثيرت حوله منذ أسابيع قليلة بعد أن تمني علنا فوز الأشقاء التوانسة علي الأهلي وقام بارتكاب خطأ أفدح قد يؤثر علي مسيرتة المهنية. أري أن يلتزم الهدوء خلال الفترة القادمة و يبتعد تماما عن الظهور في كل وسائل الإعلام مهما كانت المغريات… المستفيدون من هذة البلبلة الزائفة سيحاولون استخدامك لتحقيق أغراضهم الجهنمية دون النظر لمستقبلك أو مصلحتك الشخصية.

قضية الميرغني عبارة عن قصة قصيرة ستنتهي أحداثها خلال أيام قليلة.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

اقرأ أيضًا:

رائد عزاز: ستوديوهات التحليل والملل الكبير!

رائد عزاز: البرامج الرياضية .. ناعمة وقوية!

رائد عزاز : كابتن مصر و مباراة دمنهور!

رائد عزاز: مهزلة قناة النيل للرياضة!‎

رائد عزاز: الكورة مش مع عفيفي!

 

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا